إدارة التوقعات وسيناريوهات المستقبل

إدارة التوقعات وسيناريوهات المستقبل

2019-10-04 5:30 م

منظومة الرشد في العمل السياسي – الحلقة 33
قواعد الرشد السياسي (06): إدارة التوقعات وسيناريوهات المستقبل

 

لاشك أن كل صاحب مشروع وهدف رسالي أو اقتصادي أو فكري ثقافي،يتطلع إلى تجسيد طموحاته في القطاع الذي هو فيه ،وله حلم في أن يتقدم إلى الأمام ،وهو يعلم أن غيره أيضا يحلم بنفس الأحلام ،وقديما قالوا أحلام اليوم حقائق الغد ،هذا بالنسبة للأفراد فما بالك بالجماعة والأمة ،فأمة لا تحلم بان تتقدم وتتطور وتزدهر هي امة ميتة ،لا تصلح للحياة ،وفي المقابل الأمم التي تطورت وصنعت حضارات هي الأمم التي تطلعت للمستقبل وصاغت برامجها ومشاريعها وكونت أبناءها على الرؤية المستقبلية التي تريدها.

 

وصار التفكير في المستقبل علما يدرس ويعلم له أدواته وبرامجه وتطبيقاته ،بل اعتبر علم المستقبليات من أهم العلوم التي استطاعت أن تحل مشكلات الماضي والحاضر ،على اعتبار أن ظروف الواقع الذي نعيشه صعبة وقد تؤثر على الفرد حتى يصل إلى حالة اليأس من التغيير والإصلاح لأنه ببساطة لا يتوفر على المعنويات التي تنقله إلى فضاءات التفكير الاستراتيجي الاستشرافي وبناء الرؤية المستقبلية التي كانت في الماضي والحاضر أفضل وسيلة عند القيادة لرفع معنويات الأنصار وتغذية الأمل في تحقيق أفضل النتائج.

 

وقصة النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق خير شاهد على ذلك عندما قال لصحابته الكرام وهم في وضع وصفه القرآن الكريم بــ (بلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون ) قال وهو يضرب الحجر الذي تعذر على الأصحاب كسره فينطلق منه نور فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم (فتحت فارس،فتحت روما ،وبشر بأخذ إيوان كسرى) ،وقد نبه القرآن الكريم الرسول والصحابة الكرام الى ضرورة استشراف المستقبل بقوله (غلبت الروم في أدنى الأرض وهو من بعد غلبهم سيغلبون في بعض سنين ،لله الأمر من قبل ومن بعد).

 

ولعل من أهم التحديات التي تواجه الأمة اليوم وتدعوها إلى أن تفكر برشد وحكمة وبصيرة ،الواقع المزري الذي تعيشه اليوم وقد أحال هذا الوضع الكثير من أبناء الأمة على التقاعد واليأس والقعود ،على اعتبار الهيمنة الكبيرة للخصوم الأمة على كل مقدراتها وخيراتها وحتى سيادتها ومنع كل من يفكر في الانعتاق من هذا الوضع ،والحل طبعا ليس في الانكسار والتراجع والانسحاب وإنما في إعادة صياغة مشروع الأمة برؤية استشرافية تخترق جدر المستقبل وتبني الصورة المعنوية القيمية والمادية للأمة حيث تتحول نخب وكل فئات المجتمع المعني بعملية التغيير والإصلاح والانعتاق إلى مشاريع فعل حضاري حقيقي وليس إلى مشاريع رد فعل ،تجلب المصلحة قبل أن تفكر في دفع المفسدة ،ولا حل متوفر اليوم للوضع إلا الاعتماد على ماصح من التاريخ واخذ دروسه وعلم المستقبليات كما تفعل كل الأمم.

 

ذلك أن إدارة التوقعات المستقبلية ومواجهة السيناريوهات التي تستهدفنا في العمق لا يتم بالخطاب والعواطف فقط بل يتم بان يتخصص بعض أبناء الأمة في إتقان فن إدارة التوقعات واستيعاب معطيات وأدوات علم المستقبليات والتنبؤ ،بما يساعد على إخراج الأمة من وضع المتفرج والمستهلك والرافض فقط وتحوله إلى فاعل حقيقي في كل مجالات الحياة.

 

ويوم أن تتحول نخب الأمة وحركاتها الأساسية إلى حالة رشد تدير دفة المستقبل بتوقعات اقرب إلى الواقع وتستشرفه بأدوات علمية سليمة وتصنع السيناريوهات التي تتدافع في الميدان مع مختلف السيناريوهات التي تستهدفنا ،في ذلك اليوم نكون قد بدأنا الخطورة الأولى في سباق الألف ميل.

 

وحتى نبدأ في منظومة الرشد هذه بداية صحيحة حري بنا أن نعيد بسط بعض المفاهيم الأساسية المتعلقة بهذا الموضوع الهام والاستراتيجي .

 

علم المستقبليات

 

علم المستقبليات أو الدراسات المستقبلية (بالإنجليزية: futures studies أو futurology ) هو علم يختص بالمحتمل والممكن والمفضل من المستقبل، بجانب الأشياء ذات الاحتماليات القليلة لكن ذات التأثيرات الكبيرة التي يمكن أن تصاحب حدوثها. حتى مع الأحداث المتوقعة ذات الاحتماليات العالية, مثل انخفاض تكاليف الاتصالات, أو تضخم الإنترنت, أو زيادة نسبة شريحة المعمرين ببلاد معينة، فإنه دائما ما تتواجد احتمالية “لا يقين” (بالإنكليزية: Uncertainty) كبيرة ولا يجب أن يستهان بها. لذلك فإن المفتاح الأساسي لاستشراف المستقبل هو تحديد وتقليص عنصر “لا يقين” لأنه يمثل مخاطرة علمية.

 

خلال الثمانينات والتسعينات تطور علم دراسات المستقبل، لتشمل مواضيع محددة المحتوى وجدول زمني للعمل ومنهج علمي، يتحدث مع عالم اليوم، الذي يتسم بتغيير متسارع.

 

مبادئ الدراسات المستقبلية

 

1.    استخلاص عبرة من الماضي من خلال دراسة أهم التطورات على المستويين الدولي والإقليمي وما ينتج عنها من تأثيرات مثل: الفرص المُتاحة, القيود المفروضة أو التهديدات والمخاطر الناجمة، بهدف تحديد صورة مستقبلية.

 

2.    تصور وضع مستقبلي، لعقدين أو ثلاثة عقود, لتحديد بالتفصيل الأهداف والمصالح، وذلك باستخدام النماذج الرياضية الحديثة.

 

3.    تجنب أي انحياز أيديولوجي، والانطلاق من المسلمات والافتراضات المتفق عليها من مختلف الاتجاهات البحث العلمي والفكري والعقائدي والتكنولوجي؛

 

4.    تعيين القدرات اللازمة لإنجاز أي مسار مستقبلي، وحساب النفقات اللازمة والمخاطر. وكذلك تحديد الآليات اللازمة للتنمية والتي ينبغي أن تشمل أهداف معروفة علميا، وتطوير الخبرات العلمية في مجال إدارة المشاكل المعقدة؛

 

5.    التركيز على عوامل التنمية في مختلف القطاعات، لتحقيق بشكل فعال الأهداف؛

 

6.    اعتماد سيناريوهات مختلفة، معدة سلفا، لجميع الحالات الطارئة المحتملة، والتي تخزن للسماح بعد ذلك يستخدمها من صانعين القرار، وفقاً لحجم الأزمة المستقبلية المحتملة. هذه العوامل تساعد, بشكل رئيسي, على تحديد واحدة من أربعة نماذج رئيسية.

 

وبالطبع نحن لا نعني باستشراف المستقبل علم الغيب..فهذا علمه عند الله وحده، إنما بالموقف الإيجابي الذي تتخذه القيادة من قراءة للساحة  والجمهور واتجاهات الراي واحتمالات الربح والخسارة، ويدخل في ذلك ما يُعرف بدراسات الجدوى التي تعتمد بشكل أساس على تفعيل المعلومات، ووضع المقدمات للخروج بنتائج تتعلق باحتمالات المستقبل.

 

ومن هنا فإدارة المستقبل تعني التعامل مع المجهول واستقراء المستقبل لا باعتباره الشيء المقرّر سلفاً والمفروض علينا، والذي يتكشف لنا شيئاً فشيئاً، ولكن باعتباره شيئاً يجب بناؤه وتنفيذه، وهو ما يلخصه القول المأثور: “اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً”.

 

واستشراف المستقبل هو ضد العشوائية والاستسلام لمقتضيات الواقع أو ما سيقع، وهو في جوهره –أي الاستشراف– مجموعة البحوث المتعلقة بالتطور المستقبلي للبشرية؛ مما يسمح باستخلاص عناصر تنبُّـئِيّة، ومحاولة سبر أغوار القادم بهدف التعامل مع المستقبل، ليس برفضه وإنما محاولة تحسينه وتطويره وتثقيفه لمسايرة الجديد المتجدّد، ومعايشة المستجدات، ومراجعة الأصول والأطر التي تحكم الواقع لاستنباط آليات التعامل مع الوقائع.

 

لماذا نستشرف المستقبل؟

 

الناس أعداء ما جهلوا.. ولكن النجاح الحقيقي هو التصالح مع المستقبل، وما دام المستقبل مجهولاً يظل أحد المتغيرات التي يمكن توجيهها لصالح المؤسسة أو على أقل تقدير تجنب احتمالات المخاطر والخسارة عبر توجيه المستقبل لصالح الأمة أو المؤسسة.

 

و ما دامت الإدارة تتعامل مع المتغيرات فعليها السعي لكشف الحركات المستمرة الخطية أو الدورية، والتي قد لا تتكرر، أو تحكم بالضرورة مستقبل الجماعات الإنسانية، مثل تناوب سنوات الانتعاش والركود الاقتصادي، أما ثوابت الطبيعة فهي قائمة لا جدال؛ فهناك تناوب الليل والنهار والفصول والمناخات.

 

السيناريوهات المستقبلية:

 

السيناريو أسلوب من أساليب استشراف المستقبل التي أصبحت ضرورة في العصر الحديث ، لما لها من قيمة في تصور الاحتمالات الممكنة للمستقبل في المجتمعات المختلفة.

 

ويمكن تعريف السيناريو في أبسط صورة على أنه:

 

•    وصف لوضع مستقبلي ممكن الحدوث عند توافر شروط معينة في مجال معين.

 

•     مجموعة من الافتراضات المتماسكة لأوضاع مستقبلية محتملة الوقوع في ظل معطيات معينة.

 

•     تنبؤ مشروط يركز على حركة المتغيرات الرئيسية ودورها في تشكيل صورة المستقبل حيث يبدأ التنبؤ بمجموعة الافتراضات المحددة مسبقا حول المستقبل.

 

•    أسلوب يعتمد على الابتكار إلى درجة ما في صياغة مستقبل الظاهرة.

 

وفي ضوء ما سبق يمكن القول أن السيناريو يعتمد في التنبؤ بمستقبل الظاهرة والتعرف على تاريخ الظاهرة والكشف عن طبيعة التأثيرات المتبادلة لهذا التاريخ ومجموعة القوى التي شكلته والتي يحتمل أن تؤدى إلى حدوثها في المستقبل.
وتتضح أهمية السيناريوهات فيما يلي:

 

– أن دراسة المستقبل من خلال السيناريوهات تكشف لنا الاحتمالات والإمكانات والخيارات البديلة التي تنطوى عليها التطورات المستقبلية.

 

– أن دراسة المستقبل من خلال وضع السيناريوهات عبارة عن عمل توجيهى أو إرشادي فهي ترشد المسئولين عن اتخاذ القرار إلى ما هو ممكن وما هو محتمل ، كما ترشدهم إلى نوع التغير الذي يمكن إحداثه وهل هو تغير جذري أو تطويري.

 

– أن دراسة المستقبل من خلال السيناريوهات تكشف لنا واقع هذا المجتمع والتنبؤات المتوقعة له.
وللسيناريوهات الجيدة عدة مواصفات من أهمها ما يلي:

 

1.    أن يتصف السيناريو بالاتساق الداخلي أي بالتناسق بين مكوناته ، ويعنى ذلك البعد عن أي تناقضات بين مكونات السيناريو.

 

2.    أن يكون إعداد السيناريوهات محدودا بحيث تتضح الاختلافات والتمايزات فيما بينها ، فعند تضمين الدراسة المستقبلية لأكثر من أربعة سيناريوهات قد يؤدى إلى قدر من الإرباك والالتباس في عمليات التحليل وعرض النتائج. كما أن تضمين الدراسة المستقبلية لسيناريو واحد يتضمن نفس فكرة المستقبلات البديلة التي مثلت أسس الدراسات المستقبلية.

 

3.    أن يكون السيناريو له فائدة في التخطيط المستقبلي بما يعين على تحقيق أهداف مستقبلية معينة.

 

4.    أن يكون السيناريو واضح الأهداف كي يستفيد منه المسئولون في المجالات المختلفة.

 

أنواع السيناريوهات

 

توجد السيناريوهات في أشكال مختلفة ذات استخدامات متنوعة ومنها:

 

1.    سيناريوهات استطلاعية : وتعتبر نقطة البدء في هذه السيناريوهات الواقع القائم والقوى المؤثرة فيه أو التى أدت له، وعلى هذا النحو يكتب السيناريو الاستطلاعي الذي يحدد ملامح صورة المستقبل .

 

2.    سيناريوهات معيارية : وتعتبر نقطة البدء في هذه السيناريوهات وضع مجموعة من الأهداف التى يستهدف تحقيقها في المستقبل، وعلى هذا النحو يكتب السيناريو المعيارى لوصف مستقبل مرغوب فيه للمساعدة على صنعه أو تحقيقه.

 

ويوجد تصنيف آخر للسيناريوهات على النحو الآتي :

 

1.    السيناريو الاتجاهى : وهو يتعلق باستمرار الوضع الراهن وما به من تفاؤل أو تشاؤم مع العجز على التغيير .

 

2.    السيناريو الإصلاحي : وهو يتعلق بإدخال بعض الإصلاحات بقصد الوصول بالاتجاهات الحالية نحو انسجام أكثر من أجل إنجاز حد أدنى من الأهداف التفاؤلية .

 

3.    السيناريو التحويلى: وهو يتعلق بإحداث تحولات جذرية عميقة في المجتمع بناءا على خبرة الماضى وتجربة الحاضر.

 

كما يوجد تصنيف ثالث للسيناريوهات على النحو الآتي:

 

1- السيناريو المرجعى : وهو يمثل استمرار الوضع القائم

 

2- سيناريو الانهيار : وهو يمثل عجز النظام عن الاستمرار أو فقدانه القدرة على الاستمرار.

 

3- سيناريو الماضى : وهو مبنى على العودة إلى عصر الازدهار القديم.

 

4- سيناريو التحول الجوهرى : وهو مبنى على حدوث نقلة نوعية في المجتمع سواء كانت نقلة اقتصادية أو تكنولوجية.

 

خطوات بناء السيناريو

 

في البداية يجب أن نأخذ في الحسبان أن بناء السيناريو هي عملية خلاقة تعتمد على توجيهات عامة، حيث لا يوجد نموذج ثابت من السيناريوهات يمكن أن يُحتذي به خلال عملية تحضير السيناريو، وبالتالي هناك الحاجة إلى مجموعة واسعة من المعرفة والخيال.

 

خطوات بناء السيناريو يمكن ان يلخصوا فيما يلي:

 

1.    وصف الوضع الحالي والاتجاهات العامة

 

في هذه المرحلة تستعرض العناصر الرئيسية للوضع الحالي وتوضح نقاط القوة والضعف وتحدد الاتجاهات السائدة، والناشئة أو التغييرات التي تنبيء عن تحولات كبيرة في المستقبل، ومن ثم استخلاص المواضيع والمشكلات الرئيسية الذين هم بحاجة إلى إجابة عند كتابة السيناريو. يمكن تقسيم هذه المتغيرات إلى متغيرات داخلية تنتمي إلى النموذج نفسه، ومتغيرات خارجية تعكس البيئة التي صنع فيها ذلك النموذج.

 

2.    فهم ديناميات النموذج، والقوى المحركة فيه

 

غرض هذه الخطوة هو تحديد القوى المحركة في النموذج وتحليل العلاقات بين أجزائه والاتجاهات التي تؤثر عليها. يمكن تقسيم القوى الدافعة للنموذج إلى قوى ذو مستوى كلي مثل التكنولوجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، والقوى على المستوى الجزئي.

 

يمكن تصنيف أو تنظيم هذه القوى وفقا لقوة تأثيرها ودرجة عدم اليقين التي تتميز يها، ووضع قياس مثل عالية—متوسطة—منخفضة، كما هو مبين في المثال التالي:

 

•    —القوى والعوامل (عالية التأثير، مع انخفاض درجة عدم اليقين)

 

•    —القوى والعوامل (عالية التأثير، مع درجة عالية من عدم اليقين)

 

•    —عوامل القوة وضعيفة التأثير، مع انخفاض درجة عدم اليقين)

 

•    —القوى والعوامل (تأثير المنخفض، مع درجة عالية من عدم اليقين)

 

التنبؤات:

 

يعرف التنبؤ: على أنه “التخطيط ووضع الافتراضات حول أحداث المستقبل باستخدام تقنيات خاصة عبر فترات زمنية مختلفة وبالتالي فهو العملية التي يعتمد عليه المديرون أو متخذو القرارات في تطوير الافتراضات حول أوضاع المستقبل”
إذا فهو يشمل تقدير نشاط في المستقبل مع الأخذ بعين الاعتبار كل العوامل التي تؤثر على ذلك النشاط.

 

ولا يمكن القول بأنه هناك تقنية من بين الطرق الخاصة بالتنبؤ بأنها فعالة إلا إذا حققت مجموعة من الشروط هي: الكلفة، الدقة، توفير البيانات اللازمة، الوقت المحدد لجمع المعلومات، توفر الإمكانيات اللازمة المادية والبشرية والمعنوية للقيام بعملية التنبؤ.

 

أولا- النمـاذج النوعيـة( الوصفية): التي تعتمد على الخبرة ورأي الأفراد داخل وخارج المؤسسة وحسب المستوى الهرمي للقرارات ومنها نجد:

 

* الحدس والخبرة: وتعتبر من الأساليب الوصفية الأكثر شيوعا في القيام بعملية التنبؤ والمتعلقة بالقرارات اليومية لأنها قرارات سريعة النتائج ومدى الاستجابة عال، كما أن جمع البيانات مضيعة للوقت أين يكون متخذ القرار يعتمد كليا على خبرته أكثر من النماذج العلمية والإحصائية من مزاياها

 

– نتائج التنبؤ تكون في وقت محدود نسبيا.

 

– انخفاض تكلفة القيام بعملية التنبؤ.

 

– تتميز قراراتها بالمرونة.

 

* طريقة دلفي: أساس هذه الطريقة هو اشتراك عدد معين من الخبراء في عملية التنبؤ بظاهرة معينة وذلك عن طريق مراسلة تتم بالمراحل الآتية:

 

– يتم اختيار شخص يكون مسؤولا عن مهمة القيام بعملية التنبؤ ويسمى بالمنسق يتميز هذا الأخير بدرجة عالية من الخبرة والمعرفة بالظاهرة محل التنبؤ.

 

– يقوم المنسق بإرسال استفسارات إلى الخبراء في صورة قائمة أسئلة لإبداء الرأي حول الظاهرة محل التنبؤ.

 

– عند وصول الإجابات التحريرية من قبل الخبراء يقوم المنسق بدراسة لكل المراسلات وتبويب الإجابات ثم إرسال استفسارات لهؤلاء مع تزويدهم بالمعلومات المتجددة والمستوحاة من قبل بعض الخبراء المشاركين في عملية التنبؤ ثم يطلب منهم إبداء الرأي حول الظاهرة مجددا مع توضيح المبررات.

 

– يتم تكرار الخطوة السابقة عدة مرات حتى يتم التوصل إلى درجة كبيرة من الاتفاق في تقديرات الخبراء حول الظاهرة محل الدراسة.

 

* أسلوب لجنة الخبراء: تعتمد هذه الطريقة على إعلان اجتماع رسمي بين عدد معين من الخبراء شخصيا لتقدير ظاهرة معينة وفق ما يلي:

 

– يتم اختيار شخص من قبل المنظمة ليقوم بدور المنسق ويكون على درجة كبيرة من الخبرة والمعرفة بالموضوع أو الظاهرة محل التنبؤ.

 

– يقوم المنسق بتوجيه دعوة للاجتماع لعدد معين من المختصين والخبراء في هذا المجال
– بداية الاجتماع والإعلان عن كتابة استفسار عن الظاهرة محل التنبؤ على لوحة مخصصة لهذا الغرض أين يطلب من الأعضاء عدم تبادل الآراء أو إجراء مناقشات وتقديم فكرة رئيسية لكل عضو.

 

– بعد كتابة كل الأفكار على اللوحة تبدأ عملية المناقشة.

 

– تتم فيما بعد إجراء عملية التصويت والاختيار السري للفكرة الرئيسية التي تدعم الموضوع المتوقع أين يتم اتخاذ القرار حول الظاهرة محل التنبؤ في النهاية

 

نقول في الأخير إن الأمة والحركة والنخبة والقيادة التي لا تستشرف وتدير المستقبل لا يمكنها التفاعل الايجابي مع الحاضر وستبقى حبيسة ردود الأفعال التي تساهم في التراجع والتأخر والتخلف ،وستعيش تلك الأمة او الجماعة او الحركة او القيادة على وقع المفاجآت والحلول الاستعجالية التي تساهم في تحقيق خطط الغير ولا تنصر مبدأ ولا ترسخ قيمة بل تؤجل النصر على اعتبار ان الاستشراف لا يمثل ضرورة فقط للشركات والمؤسسات والدول، ولا يرتبط فقط بالنواحي الاقتصادية، ولكن استشراف المستقبل هو ضرورة لبناء الفرد والمجتمع وتطورهما في شتى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية، فالمجتمع غير القادر على رسم خطوات المستقبل سيغوص في هموم الحاضر، وسينحصر في ثقافة الماضي، ومن ثم يكون التأخر رهينة، وهذا ما تبدو عليه الكثير من حالات مجتمعاتنا العربية.

 

إن معظم النجاحات والإنجازات والاختراعات صنعها المستشرفون الذين رفضوا سلبيات الواقع وسعوا إلى إصلاحه، كذلك فالمجتمعات الناجحة هي التي تنتهج الاستشراف كأسلوب حياة.

في الحلقات القادمة : قوانين الرشد القيادي في العمل السياسي :

 

1.    قانون السقف

 

2.    قانون التأثير

 

3.    قانون العملية

 

4.    قانون الملاحة

 

5.    قانون الإضافة

 

6.    قانون الأرض الصلبة

 

7.    قانون الاحترام

 

8.    قانون الحدس

 

9.    قانون المغناطيسية

 

10.    قانون الارتباط

 

11.    قانون الدائرة الداخلية

 

12.    قانون تفويض السلطة (الشروط الستة للتفويض)

 

13.    قانون الصورة

 

14.    قانون الاقتناع

 

15.    قانون النصر

 

16.    قانون القوة الدافعة

 

17.    قانون الأولويات

 

18.    قانون التضحية

 

19.    قانون التوقيت

 

20.    قانون النمو المتفجر

 

21.    قانون الإرث

 

22.    الأخطاء السبعة القاتلة

 

23.    كل شيئ يعلو ويسقط بناء على القيادة

 

المصدر

 

 

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments