بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على إمام المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
ألف أهلا وسهلا ومرحبا بكم.
موقع “مستقبَلات الأمّة” مخصص للمستقبل والمستقبليات (أو الدراسات المستقبلية أو الاستشرافية)؛ والهدف منه نشر “ثقافة المستقبل والمستقبليات” بين المسلمين خاصة، إضافة إلى “ثقافة الأمل والتفاؤل” بدلاً من “ثقافة اليأس والقنوط والإحباط والتشاؤم” السائدة بين المسلمين اليوم عموماً، لاسيما إذا عَلِمنا أن المستقبل يصنعه المتفائلون العاملون، أما المتشائمون فيخضعون له ولمن يصنعونه.
شعاره: مستقبَلات الأمة واحدة وإن كانت الطرق إليها متعددة؛ ويعني وحدة الأمة ومستقبَلاتها في إطار تنوّع مكوّناتها.
ويستلزم بناء مستقبَلات الأمة الإسلامية الواحدة التركيز على مفهوم الأمة وترسيخه لدى الأفراد والمؤسسات والدول بحيث يصبح وحدة التحليل الأساسية ومحور النظر والعمل.
إن العقل المسلم -عموما- مشدود إلى الماضي وأمجاده؛ بل بدأ يهيمن عليه أيضا “ثقافة اللحظة (أو “الآن”)”، علما بأن الماضي والآتي يتلازمان تلازُم الذات مع الصفات وأنه لا غنى من ثم عن الماضي لاستشراف الآتي وبنائه. لذا، من أهداف الموقع الرئيسَة: شدّ العقل المسلم إلى المستقبل، لاسيما أن مدار الإسلام على المستقبل كما يقول الفيلسوف المسلم الأستاذ الدكتور طه عبد الرحمن:
“الأصل في هذا الدين هو بيان حقيقة المستقبل،
ولا يتعلق بالحياة الحالية إلا من حيث انفتاحها على هذه الحياة المستقبلية والعمل على وفق متطلباتها”.
وتظهر في هذا الصدد أهمية تأصيل المستقبليات أو “المستقبليات الإسلامية” الذي أُفرد له باب في الموقع (في قسم “مَحاور”)؛ ومن ذلكم “فك الاشتباك” بين مفهومَي الغيب والمستقبل. فمن دون ذلكم، يظل العقل المسلم مشلولا غير قادر على استشراف المستقبَلات -بخيرها وشرّها- وبنائها؛ وأنّى له ذلك إن كان يعتبر الحديث عن المستقبل حديثا في الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، علما بأن كتاب الله عز وجل وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم حافلان بالكلام في المستقبل؛ ويضاف إلى ذلك سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتتجلى أهمية الاهتمام بالمستقبل في أنه يساعد على جَلْب ما في المستقبل من خير ودَفْع ما فيه من شرّ يتهدد الأمّة، لأن المستقبل مجال الحرية والإرادة والفعل والتدافع بين الحريات والإرادات والأفعال.
سيركز الموقع بالطبع على مستقبَلات الأمة؛ لكن، لما كانت الأمة جزءا من العالم، تؤثر فيه ويؤثر فيها، فسيتناول أيضا ما يجري في باقي أنحاء هذا العالم في كل ما له علاقة بالمستقبل والمستقبليات.
إن ما يُنشر من مقالات ودراسات وسواها يعبر عن آراء أصحابها، ولا يعبر بالضرورة عن موقع “مستقبَلات الأمة”.
منسق الموقع:
العبد الضعيف عبد القادر الغنامي، مسلم ذو توجه إنساني أو إنسان ذو توجه إسلامي؛ أعمل مترجماً منذ عام 1420هـ/2000م؛ وكنت أنسق أنشطة جمعية الترجمة العربية وحوار الثقافات (www.atida.org) من عام 1426هـ/2006م حتى عام 1437هـ/2015م؛ ولدي خبرة في المصطلحيات (أو علم المصطلح)؛ وأهتم بالمستقبليات، بل أعشقها.
لا أنتمي حالياً، ولم أنْتَم ماضياً، إلى أي حزب أو جماعة، وأعدّ الناس إما إخواني في الدين أو في الإنسانية؛ وأومن بوحدة البشرية. منطلقاتي الأساسية كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. أحب الحق والعدل والرحمة والسلام والخير لكل ما خلق الله جل في علاه.
أرى أن الناس إنما خُلقوا ليتعارفوا، لقوله تعالى {يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا} (الحجرات، 13). أسعى إلى نشر “ثقافة السلام” و”ثقافة الأمل والتفاؤل” و”ثقافة الحوار” بين الناس من خلال “ثقافة المستقبل”، في جملة أمور، لأن المستقبل يُبنى بناءً ويُصنع صنعًا بمشيئة الله. فإذا أريدَ له أن يكون مستقبل تعارُف وسلام، كان كذلك بإذن الله:
المستقبل هو مجموع الإرادات التي ستنتصر (بإذن الله).
فمن الناس من يريدون السلام والحوار، ومنهم من يريدون الحرب والدمار؛
فلنجعل إرادات السلام والحوار هي المنتصرة.
وفي الختام، موقع “مستقبَلات الأمة” مستقل عن كل الجهات، أيا كانت: حكومية أو حزبية أو اقتصادية أو سوى ذلكم؛ وهو يموَّل حاليا بمجهود شخصي.
نسألكم الدعاء، وجزاكم الله خيرا