«مستقبل الوظائف 2025»

«مستقبل الوظائف 2025» 78 مليون وظيفة جديدة في عالم العمل المتغير

2025-01-15 10:09 ص

«مستقبل الوظائف 2025» 78 مليون وظيفة جديدة في عالم العمل المتغير

 

كشف تقرير «مستقبل الوظائف 2025»، الذي نشره «المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)»، يقدم التقرير نظرة شاملة على عالم العمل المتغيّر، حيث أن الاضطراب سيصيب 22 في المائة من الوظائف بحلول عام 2030، وأن 170 مليون وظيفة جديدة ستخلق، في حين ستلغى 92 مليون وظيفة، مما يؤدي إلى زيادة صافية قدرها 78 مليون وظيفة. وعدّ أن التقدم التكنولوجي، والتحولات الديموغرافية، والتوترات الجيو-اقتصادية، والضغوط الاقتصادية هي المحركات الرئيسة التي تدفع هذه التغيرات، مما يعيد تشكيل الصناعات والمهن على مستوى العالم.

 

يأتي هذا التقرير المنتظر ليقدّم رؤًى مهمّة حول التحولات السريعة في سوق العمل العالمي، مدفوعة بالتقدّم التكنولوجي، والتغيّرات الاقتصادية، والحاجة المُلِحّة إلى تبنّي ممارسات مستدامة. وبالاستناد إلى آراء قادة الأعمال وواضعي السياسات والخبراء في مختلف الصناعات، يرسم التقرير صورة مستقبلية لمكان العمل – صورة تتّسم بالديناميكية والرقمنة والتركيز على المهارات.

وبالاستناد إلى بيانات من أكثر من ألف شركة، كشف التقرير أن فجوة المهارات تظل أكبر عائق أمام تحول الأعمال التجارية اليوم، حيث يُتوقع أن تتغير 40 في المائة من المهارات المطلوبة في الوظائف. ومن المتوقع أن يشهد الطلب على مهارات التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، والأمن السيبراني نمواً سريعاً، لكن المهارات الإنسانية، مثل التفكير الإبداعي، والمرونة، والقدرة على التكيف ستظل حاسمة. ويُتوقع أن يكون الجمع بين كلا النوعين من المهارات أمراً بالغ الأهمية في سوق عمل سريعة التبدل.

 

ومن المتوقع أيضاً أن تشهد الأدوار الأمامية والقطاعات الأساسية، مثل الرعاية والتعليم، أكبر نمو في الوظائف بحلول عام 2030. وفي الوقت نفسه، سيؤدي تقدم الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة إلى إعادة تشكيل السوق، مما يزيد من الطلب على وظائف تكنولوجية ومتخصصة، مع انخفاض الطلب على وظائف أخرى، مثل التصميم الغرافيكي.

 

سوق العمل في 2030

من المتوقع أن تشهد الأدوار الأمامية والخدمات الأساسية، مثل عمال المزارع، وسائقي التوصيل، وعمال البناء، أكبر زيادة في عدد الوظائف بحلول عام 2030، كما يُتوقع زيادة كبيرة في الطلب على وظائف الرعاية، مثل الممرضين، ووظائف التعليم، مثل معلمي المدارس الثانوية، مع دفع الاتجاهات الديموغرافية لنمو الطلب في القطاعات الأساسية. وفي الوقت نفسه، سيؤدي التقدم في الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وأنظمة الطاقة، وخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والهندسة البيئية، إلى زيادة الطلب على الأدوار المتخصصة. في المقابل، تظل وظائف، مثل أمين الصندوق والمساعدين الإداريين، ضمن الوظائف الأكثر انحداراً، بينما انضمت إليها وظائف أخرى، مثل مصممي الغرافيك، مع تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على سوق العمل.

 

فجوة المهارات

تستمر فجوة المهارات بوصفها أكبر عائق أمام تحول الأعمال في مواجهة التوجهات العالمية الكبرى، حيث يعد 63 في المائة من أصحاب العمل أنها التحدي الرئيس لمستقبل عملياتهم. وإذا تم تمثيل القوة العاملة العالمية من خلال 100 شخص، فمن المتوقع أن يحتاج 59 منهم إلى إعادة تدريب أو تطوير مهاراتهم بحلول 2030، مع احتمال ألا يتلقى 11 منهم هذا التدريب، ما يعني أن أكثر من 120 مليون عامل مهدد بالبطالة على المدى المتوسط. بينما يُتوقع أن يشهد الطلب على مهارات التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، والأمن السيبراني نمواً سريعاً، وتظل المهارات الإنسانية، مثل التفكير التحليلي، والمرونة، والقيادة، والتعاون أساسية.

 

الذكاء الاصطناعي وتحسين المهارات

يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل نماذج العمل التجاري، حيث يخطط 50 في المائة من أصحاب العمل لإعادة توجيه أعمالهم للاستفادة من الفرص الجديدة. ويخطط 77 في المائة من أصحاب العمل لتطوير مهارات القوى العاملة، بينما يخطط 41 في المائة لتقليص العمالة بسبب أتمتة المهام. ويتوقع نصف أصحاب العمل تحويل الموظفين إلى مجالات أخرى؛ لتخفيف نقص المهارات، وتكاليف التحول التكنولوجي. ومع النمو السريع للتكنولوجيا، يجب على القادة وصنّاع السياسات والعملاء التعاون لضمان استعداد القوى العاملة، وتقليل مخاطر البطالة.

 

ما وراء التكنولوجيا

يعد ارتفاع تكلفة المعيشة عاملاً رئيساً في تغيير سوق العمل، مع توقع فقدان 6 ملايين وظيفة عالمياً بحلول 2030 بسبب ضغوط الأسعار والنمو الاقتصادي الأبطأ. كما يعزز التقدم العمري في البلدان ذات الدخل المرتفع من الطلب على وظائف الرعاية الصحية، بينما يعزز نمو السكان في سن العمل في المناطق ذات الدخل المنخفض من وظائف التعليم. وتثير التوترات الجيوسياسية وقيود التجارة قلق 34 في المائة من الشركات، مما يزيد الطلب على مهارات، مثل الأمن السيبراني.

 

ضرورة التحرك العاجل

تتطلب مواجهة التغيرات الكبيرة تحركاً عاجلاً ومشتركاً من الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية. تشمل الأولويات سد فجوات المهارات، والاستثمار في برامج إعادة التدريب، وتوفير مسارات للوظائف ذات النمو السريع. ومن خلال التركيز على استراتيجيات انتقال العمل العادلة والشاملة ودعم العمال، يمكن بناء قوة عاملة عالمية مرنة، وقادرة على التكيف، ومؤهلة للنجاح في وظائف المستقبل.

 

فيما يلي نلخّص الأقسام الرئيسة للتقرير، ونبرز أهم نتائجه، ونوضّح تأثيرها على الشركات والحكومات والعاملين على مستوى العالم:

 

1. الملخّص التنفيذي 

يستهلّ الملخّص التنفيذي التقرير بنظرة شاملة على التحدّيات والفرص التي ستصوغ عالم التوظيف خلال السنوات الخمس المقبلة. ويركّز على:

  • اتجاهات سوق العمل العالمي: فمن الأتمتة إلى التغيّرات الديموغرافية، تتفاعل قوى متعدّدة لتعيد هيكلة الصناعات بوتيرة متسارعة.
  • وتيرة الاضطرابات التكنولوجية: يزداد انتشار الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي والروبوتات، ما يعيد صياغة الأدوار والمهام بشكل كبير.
  • المهارات باعتبارها العملة الجديدة: تتزايد أهمّية التعلّم المستمر والقدرة على التكيّف. إذ يبحث أصحاب العمل عن مزيج من الكفاءة التقنية والإبداع والمرونة.
  • الموازنة بين النمو وفقدان الوظائف: رغم أنّ التقنيات الحديثة تخلق فرص عمل في المجالات الناشئة، فإنّ أدوارًا معيّنة قد تصبح عُرضة للاندثار.

 

بشكل عام، يؤكّد الملخّص التنفيذي على ضرورة التعاون الوثيق بين الحكومات والشركات والمؤسّسات التعليمية لضمان نموّ شامل ومستدام في سوق العمل المستقبلي.

 

2. المنهجية والنطاق 

يستعرض قسم المنهجية والنطاق الأسلوب الذي اعتمده المنتدى الاقتصادي العالمي في إجراء البحوث وجمع البيانات، بما يشمل:

  • استطلاعات رأي لأصحاب العمل عالميًّا: حيث شملت استطلاعات المنتدى كبار أصحاب العمل في قطاعات متنوّعة—من التصنيع إلى الخدمات المالية والرعاية الصحية وتقنية المعلومات وغيرها—للحصول على صورة شاملة عن سوق العمل.
  • تركيز إقليمي: يتجاوز التقرير المنظور العالمي بتقديم تحليلات إقليمية توضح الاختلافات في سوق العمل عبر أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
  • نماذج التوقّع: يستخدم المنتدى نماذج توقّع متينة تأخذ في الاعتبار المؤشرات الاقتصادية الكليّة والتقنيات الناشئة والتحوّلات في استراتيجيات المؤسّسات.

 

يوضّح هذا القسم النهج الاستشاري القائم على البيانات الذي يضمن دقّة النتائج التي توصّل إليها التقرير.

 

3. ديناميكيات سوق العمل المتغيّرة 

في قسم ديناميكيات سوق العمل المتغيّرة، يتعمّق التقرير في رصد كيفية تأثير بعض التوجّهات الكبرى في خلق الوظائف أو اندثارها. وتشمل النقاط الرئيسة:

  • التغيّرات الديموغرافية: تؤثّر شيخوخة السكان في الاقتصادات المتقدّمة، وتزايد فئة الشباب في الأسواق الناشئة، في توفّر المواهب وتوزيعها حول العالم.
  • صعود “الاقتصاد الأخضر: تدفع الحاجة المتصاعدة لمواجهة التغيّر المناخي عجلة النمو في قطاعات الطاقة المتجدّدة ومشروعات الاقتصاد الدائري والأدوار المرتبطة بالاستدامة.
  • إعادة التوطين والإقليمية: في ظل التحدّيات التي طالت سلاسل الإمداد، تعيد العديد من الشركات النظر في توزيع عملياتها عالميًّا مفضّلة تقريبها من الأسواق المحليّة.
  • العمل عن بُعد والهجين: بدفعٍ من جائحة كوفيد-19 وانتشار الأدوات الرقمية، تكتسب مرونة مكان العمل أهمّية متزايدة، ما يؤثّر في ثقافة المؤسّسات وتوقعات الموظفين.

 

تعكس هذه الديناميكيات أهمّية المرونة بالنسبة للشركات التي تعيد ضبط استراتيجيات الموارد البشرية، وللعاملين الذين يستعدون للانتقال إلى أدوار أو قطاعات جديدة.

 

 

4. الأدوار الوظيفية الناشئة والمتراجعة 

من أبرز سمات تقرير مستقبل الوظائف قدرته على تحديد الأدوار الوظيفية الناشئة والمتراجعة على نحو واضح:

 

4.1 الأدوار الوظيفية الناشئة

  • متخصصو البيانات والذكاء الاصطناعي: مع تزايد دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المنتجات والخدمات، يزداد الطلب على علماء البيانات ومهندسي التعلّم الآلي وخبراء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
  • خبراء الأمن السيبراني والخصوصية الرقمية: في ظل التوسّع في الرقمنة، يبرز طلب متنامٍ على خبراء حماية البيانات وأمن الشبكات.
  • مديرو الاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG): تسعى الشركات للالتزام بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكامة، ما يحفّز نموّ الأدوار التي تعزّز العمليات المستدامة والامتثال لتلك المعايير.
  • متخصصو الرعاية الصحية وعلوم الحياة: بدءًا من الرعاية عن بُعد وصولًا إلى الطب الشخصي، تُظهِر الرعاية الصحية فرصًا واسعة للنمو والابتكار.

 

4.2 الأدوار الوظيفية المتراجعة

  • المهام الإدارية الروتينية: تقل الحاجة إلى إدخال البيانات يدويًّا والمحاسبة اليدوية وغيرها من المهام المتكرّرة مع تنامي الأتمتة والبرمجيّات.
  • الأدوار التصنيعية في خطوط التجميع التقليدية: من المتوقّع أن تحل الروبوتات وتقنيات الإنتاج المتطوّرة محل بعض الوظائف اليدوية ذات الكثافة العمالية.
  • خدمات العملاء والدعم (الاستفسارات البسيطة): تؤدّي الدردشة الآلية (Chatbots) ومنصّات الخدمة الذاتية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والمساعدات الصوتية إلى تقليل الأدوار التي تتعامل مع الاستفسارات المكرّرة.

 

يشدّد التقرير على أنّ الأدوار التي قد تتراجع ما زالت تتيح فرصًا لإعادة صقل المهارات والانتقال إلى وظائف ذات قيمة مضافة أعلى—خصوصًا في القطاعات التي تكمل فيها الأتمتة عمل الإنسان بدلًا من استبداله بالكامل.

 

5. مشهد المهارات

يمثّل مشهد المهارات أحد المواضيع الأكثر بروزًا في تقرير مستقبل الوظائف لعام 2025؛ إذ يحدّد المنتدى الاقتصادي العالمي مجموعتين رئيسيتين من المهارات:

  • المهارات التقنية: تتزايد أهمّية التحلّي بالقدرة على تحليل البيانات والبرمجة والتعلّم الآلي والحوسبة السحابية وغيرها من المهارات الرقمية في العديد من القطاعات.
  • المهارات الشخصية (الإنسانية): تتصدّر قائمة المهارات الشخصية كلّ من التفكير النقدي والإبداع والذكاء العاطفي والتعاون والمرونة، باعتبارها مهارات مكمّلة للقدرات التقنية.

 

ولمواكبة الطلب في المستقبل، يوصي التقرير بما يلي:

  • برامج التعلّم المستمر: ينبغي لأصحاب العمل والمؤسسات التعليمية أن يقدّموا مسارات للتطوير وإعادة التأهيل المهني تواكب التقنيات والمنهجيات الجديدة.
  • الشراكات بين القطاعين العام والخاص: يمكن لتعاون وثيق بين الحكومات والشركات والجامعات أن يسرّع نمو المهارات بشكل شامل.
  • الشمول والتنوّع: يعدّ تعزيز التنوع في القوى العاملة ودعم الفئات التي تعاني من التهميش أمرًا جوهريًّا للاستفادة من كامل الإمكانات البشرية المتاحة.

 

6. آفاق الصناعات

يخصّص التقرير قسمًا مهمًّا لـ آفاق الصناعات، يتناول فيه كيف ستتطوّر مختلف القطاعات في المستقبل:

  • التصنيع: تحتاج المصانع الذكية المعتمدة على إنترنت الأشياء (IoT) والروبوتات إلى فنيين مؤهلين، ومهندسي دمج الأنظمة الرقمية، ومصمّمي العمليات.
  • القطاع المالي: يخلق الانتشار المتسارع للتقنيات المالية (Fintech) حاجة ملحّة إلى علماء البيانات ومحللي المخاطر ومطوّري سلاسل الكتل (Blockchain) والمتخصصين في التنظيم والامتثال.
  • الرعاية الصحية: يغيّر الطب عن بُعد والتشخيص المعتمد على الذكاء الاصطناعي والعلاجات الرقمية وجه الرعاية الصحية، ما يتطلّب كوادر طبية متمكّنة رقميًّا ومبتكرين في مجال التكنولوجيا الصحية.
  • التجزئة والتجارة الإلكترونية: تدفع الانتقال المتزايد إلى التسوق عبر الإنترنت والقنوات المتعدّدة إلى توظيف محلّلي بيانات العملاء وخبراء التسويق الرقمي ومديري سلاسل التوريد.

 

عبر تحليله لهذه التحوّلات القطاعية، يقدّم المنتدى خريطة طريق تمكّن الشركات من استباق التغيير ومواءمة استراتيجياتها المتعلّقة بالموارد البشرية.

 

7. السمات الإقليمية

في قسم السمات الإقليمية، يسلّط التقرير الضوء على التحدّيات والفرص الخاصة بمناطق جغرافية مختلفة حول العالم:

  • أمريكا الشمالية: ينتج عن الاعتماد السريع على الرقمنة واقتران ذلك بشيخوخة السكان فرصًا في مجال التقنية، إلى جانب تحدّي إعادة التأهيل المهني.
  • أوروبا: تسهم الإصلاحات القائمة على الاستدامة، والتشريعات البيئية الصارمة، والمجتمع الملمّ بالتكنولوجيا في تعزيز مكانة القارّة في الصناعات الابتكارية.
  • آسيا والمحيط الهادئ: تتمتّع هذه المنطقة ببعض أسرع الاقتصادات نموًّا، ما يخلق طلبًا كبيرًا على خرّيجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) والمهارات في التصنيع المتقدّم.
  • أمريكا اللاتينية: يشهد روّاد الأعمال والشركات الناشئة تطوّرًا كبيرًا بهدف معالجة الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، ما يفتح مجالات جديدة في المؤسسات الاجتماعية والتكنولوجيا المالية (Fintech).
  • أفريقيا: قد يُمثّل الارتفاع الكبير في فئة الشباب فرصة هائلة لتوفير المواهب، شرط الاستثمار في التعليم والبنية التحتيّة والربط الرقمي الكافي.

 

هذه الفروق الإقليمية تذكّرنا بأنّ مستقبل العمل لا يسير بمنهج واحد يناسب الجميع، بل يتشكّل وفقًا للظروف الاجتماعية والاقتصادية والموارد وسياسات كل منطقة.

 

8. التوصيات السياساتية

يقدّم قسم التوصيات السياساتية سبلًا يمكن للحكومات والمنظمات الدولية اتباعها لضمان انتقال سلس في سوق العمل:

  • تشجيع التعلّم مدى الحياة: يُنصَح بتقديم ائتمانات ضريبية أو منح أو تمويل عام لبرامج إعادة التأهيل المهني، بغية مساعدة الأفراد على التكيّف مع المتطلّبات الوظيفية المتغيّرة.
  • تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي: مع تطوّر القطاعات، قد يحتاج العاملون في الأدوار المعرّضة للاندثار إلى دعم انتقالي—مثل إعانات البطالة وخدمات التوظيف أو تجارب الدخل الأساسي الشامل.
  • تشجيع السياسات الشاملة: إنّ ردم الفجوات في التعليم العلمي والتقني وإتاحة الفرص الرقمية للجميع يوسّع قاعدة المواهب ويعزّز التنوع.
  • تسهيل التعاون عبر الحدود: يمكن أن تساعد الشراكات الدولية في مجالات التكنولوجيا والتجارة والتعليم على بناء قوّة عمل عالمية أكثر ترابطًا ومتانة.

 

9. الخاتمة والدعوة إلى العمل

يختتم التقرير بـ الخاتمة والدعوة إلى العمل، مشدّدًا على ضرورة التحرّك العاجل من قبل جميع الأطراف:

  • قطاع الأعمال: ينبغي للمؤسسات اعتماد استراتيجيات طموحة لإدارة المواهب، والاستثمار في تدريب الموظفين، وتبنّي التقنيات الناشئة بمسؤولية.
  • الحكومات: مطلوب منها توفير بيئة تنظيمية حاضنة، وتحفيز ريادة الأعمال، وتطبيق سياسات شاملة.
  • المؤسسات التعليمية: مدعوّة إلى تحديث المناهج الدراسية لإعطاء أولوية للثقافة الرقمية والتفكير النقدي والمرونة.
  • الأفراد: عليهم تبنّي عقلية التعلّم المستمر والاستعداد للانتقال بين الوظائف بسهولة في ظلّ تغيّرات سوق العمل.

 

يرسم تقرير مستقبل الوظائف لعام 2025 صورة متفائلة ولكنها تنطوي على تحدّيات؛ إذ إنّ عالم العمل يزخر بالفرص، إلا أنّ اغتنامها يتطلّب استشراف المستقبل والتعاون والعمل الحثيث والشامل.

 

منظور المجلس الوطني للتنافسية (ENCC) والخطوات المقبلة

ننظر في المجلس الوطني للتنافسية (ENCC) إلى هذه الرؤى باعتبارها وثيقة الصلة بمسيرة التحوّل التنافسي في مصر. فمن تطوير المهارات الرقمية إلى دعم النمو الأخضر، يعكس كل مقترح مدى ارتباطه برسالتنا الرامية إلى تعزيز قدرات القوى العاملة المصرية وبنيتها التحتية وإمكاناتها الابتكارية.

 

ومع إصدار هذا التقرير، ندعو صانعي السياسات وقادة الصناعة والمؤسّسات التعليمية في مصر وفي جميع أنحاء المنطقة إلى الانخراط في حوار وعمل مشترك. فمن خلال تنسيق جهودنا الجماعية، يمكننا الاستفادة من الفرص التي يطرحها تقرير مستقبل الوظائف لعام 2025، وفتح الباب أمام بناء قوّة عمل قادرة على الصمود والشمول والتجهيز لمستقبل أفضل.

 

 

لتحميل تقرير «مستقبل الوظائف 2025»

 

للاطلاع على تقرير «مستقبل الوظائف 2025» باللغة الانجليزية

 

قد يهمك أيضاً

 

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments