معوقات الدراسات المستقبلية (استشراف المستقبل) | د. أنيس رزوق
لاحقاً لما أوردناه سابقاً حول موضوع استشراف المستقبل، ولأهمية الموضوع بأن يصل للقارئ العربي لتعم الفائدة، سنتطرق في هذه المقالة عن معوقات الدراسات المستقبلية، وماهي الموضوعات التي تبحثها الدراسات المستقبلة، ومعاييرها وشروطها وأسسها، حسب ما اعتمدته الجمعية الدولية للمستقبليات، ونورد بشكل وجيز التوجهات الكبرى التي تصنع المستقبل، ليتم التوسع بها بمقالات منفردة، من خلال الغوص في أعلام علم المستقبليات العربية والأجنبية.
أولاً: معوقات الدراسات المستقبلية:
على الرغم من مضي أكثر من خمسين عاماً على نشأة الدراسات المستقبلية، أو استشراف المستقبل، كعلم قائم بحد ذاته إلا أنه مازال في مرحلة التكوين ومرحلة التغيير والاعتماد من حيث الجانب النظري والجانب المنهجي، مما يولد تساؤلات ووقفات علمية تجعل منها إشكاليات تؤدي لذلك منها:
1. لا يمكن دراسة المستقبل لعدم وجوده وإنما يمكن دراسة أفكار المستقبل.
2. الانتماء الإيديولوجي للباحث في الدراسات المستقبلية له أثر كبير في توجيه البحوث باتجاه إيديولوجيته.(1)
3. مازالت الدراسات المستقبلية متعلقة بشكل مباشر بالدولة ورجال السياسة.
4. ليس ثمة مستقبل واحد بل مستقبليات وهذه المستقبليات، التي تتراوح بين المحتمل والممكن والمرغوب، مشروطة بظروف وعوامل تاريخية مجتمعية وحضارية، وذلك يحيلنا إلى صعوبات جمة تتعلق بالتخمينات والاحتمالات.(2)
5. هناك صعوبة تكمن في التوافق بين الأخلاق المثالية والأفكار المستقبلية التي تنتهج اليوم، فتلك الأخيرة تتعامل مع سياسة الدول العظمى ومصالحها التي تتسم بالبرجماتية.(3)
6. النظر إلى المستقبل يؤدي إلى تشويشه، تماما كما أن النظر إلى الذرة يغيرها، والنظر إلى الإنسان يحوله، هذه مشكلة العلوم الاجتماعية والإنسانية عموماً.(4)
7. المستقبل في الفكر الديني يرتبط بالله، ومن غير الممكن تغيير القدر.
8. إن الإدارة الجماعية في مختلف مستوياتها تحد من إطلاقها قيود كثيرة مثل: حجم الموارد، العلاقات التي تقوم على أساسها البنى الاجتماعية والسياسية والحضارية السائدة في المجتمع (القيد الداخلي أو الخارجي الوافد على المجتمع نتيجة علاقاته المتعددة).(5)
ثانياً: التوجهات الكبرى التي تصنع المستقبل:
وقد أورد (كورنيش) أن هناك تيارات التغير أو محركات أساسية للتحول العظيم تم إجمالها في ستة توجهات كبرى تصوغ شكل المستقبل:
الأولى: التقدم التكنولوجي: هو القوة المحركة الأولى والكبرى للتغير والقوة الفائقة.
الثانية: النمو الاقتصادي.
الثالثة: تحسين الصحة.
الرابعة: الزيادة الحركة.
الخامسة: التدهور البيئي.
السادسة: الفقدان المتزايد للثقافات الشعبية، (سيتم التطرق إليها لاحقاً بشكل مفصل).
ثالثاً: الموضوعات التي تبحثها الدراسات المستقبلية:
بوصف الدراسات المستقبلية علم قائم بحد ذاته من حيث الموضوعية والمنهجية، فإن غاية المهتمين بالدراسات المستقبلية تنصب على الاهتمام بالإنسان والعالم، وكل ما يتفرع عن هذين المفهومين إنما هو تفريغ ليس إلا، ويمكن القول إن الموضوعات التي يهتم بها المختصون بالفكر المستقبلي يتعلق قسم منها في:
1. الإنسان والمجتمع، مثل أزمة الفقر والانفجار السكاني والوباء الجماعي والتغييرات الاجتماعية وتشغيل المرأة وتشغيل الأحداث وتغيير أنماط الثقافة.
2. السياسية، ومن ذلك العولمة، الحروب، نهاية التاريخ، العلاقات بين البلدان، خطط الحروب، تأثير الحروب المستقبلية، مستقبل الدول.
3. البيئة، ومن ذلك، التغير المناخي، الكوارث الطبيعية، التلوث البيئي، بدائل البيئة، البحث عن الطاقة النظيفة.
4. الاقتصاد، مثل مصادر الطاقة، التنمية المستدامة، الاستدامة، الأزمات الاقتصادية العالمية، بدائل الغذاء الفقر، الجوع.
5. العلوم، ومنها تقنيات الاتصال، تقنيات الإنترنت، تقنيات الجينيات، تقنيات استكشاف الفضاء، تقنية النانو …. وغيرها.
د. أنيس رزوق
*مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، خبير حوكمة معتمد، خبير إدارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR).
18/04/2023
المراجع:
1. ضياء الدين زاهر ، مقدمة في الدراسات المستقبلية : مفاهيم ، أساليب ، تطبيقات، مركز الكتاب للنشر ، القاهرة 2004.
2. الدكتور قاسم محمد النعيمي ، المستقبل والإقتصاد في الدراسات المستقبلية ، مجلة كلية التجارة والإقتصاد ، جامعة صنعاء .
3. د. رحيم الساعدي ، المستقبل ، مقدمة في علم الدراسات المستقبلية ، الجزء الثاني، دار الفراهيدز، 2011
4. ضياء الدين زاهر ، مقدمة في الدراسات المستقبلية : مفاهيم ، أساليب ، تطبيقات، المصدر السابق.
5. الدكتور قاسم محمد النعيمي ، المستقبل والإقتصاد في الدراسات المستقبلية ، المصدر السابق.