الاتحاد الأوروبي يعلن عن إتاحة جميع المقالات العلمية بحلول عام 2020

الاتحاد الأوروبي يعلن عن إتاحة جميع المقالات العلمية بحلول عام 2020

2019-11-06 5:12 م

الاتحاد الأوروبي يعلن عن إتاحة جميع المقالات العلمية بحلول عام 2020

 

المعرفة مجاناً للجميع

 

كان يوم 28 مايو [عام 2016] يوماً ثورياً في المجال العلمي، ليس لأننا اكتشفنا جسيماً أساسياً جديداً، أو لأننا حققنا خرقاً جديداً في مجال الحوسبة الكمومية، ولكن لأن بعض قادة العالم البارزين أعلنوا عن مبادرة تؤكد إتاحة جميع الأوراق العلمية بحلول عام 2020.

 

هذا الإعلان يؤثر على الأبحاث التي تدعمها الأموال العامة وأبحاث القطاع الخاص، وسيغير كلياً نماذج الاشتراك المدفوع التي يتم استخدامها من قبل العديد من المجلات العلمية، كما أنه سيقوض العديد من الممارسات الشائعة لنشر التقارير الحصرية، وهو الأسلوب الذي يسمح للصحيفة العلمية بتفضيل الشخصيات العلمية والشخصيات الإعلامية، على حساب الآخرين.

 

ويأتي هذا القرار كنتيجة لاجتماع مجلس المنافسة (Competitiveness Council)، والذي يتضمن وزراء العلوم والابتكار والتجارة والصناعة، وكانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد أقرت أهمية هذا الأمر والتزامها بالقيام به، وهذا هدف جديد للوصول الحر (OA- open access).

 

في حال تم تحقيق الهدف عام 2020 هذا يعني أن الملايين من الناس سيكون لهم حرية الوصول إلى المعلومات والمعارف التي ينتجها الخبراء في الفيزياء والفلك والرياضيات والهندسة وعلم الأحياء، وستكون العلوم بمتناول الأفراد بطريقة كانت تحلم بها الأجيال السابقة.

 

قال رئيس العلوم الأوروبي كارلوس مويداس: إن هذا القرار خطوة “لتغيير الحياة”.

 

طريق طويل

 

ولكن ككل الثورات العظيمة من الصعب تحقيق الهدف ويحتاج الكثير من الرقابة والتخطيط، ونوّه ستيفان هارناد من جامعة كيبيك (University of Québec) الكندية والمناصر للوصول الحر منذ فترة طويلة أنه “لا تزال الوسائل غير واضحة ولكن الإصرار على الوصول إلى الهدف بجعل حرية الوصول لجميع المقالات العلمية متاحة بحلول عام 2020، هو أمر مرحب به”.

 

في الوقت الحالي وفّر المجلس تفاصيلَ قليلةً تتعلق بكيفية تحقيق البلدان للانتقال الكامل للوصول الحر، والوفاء بالمواعيد النهائية وهي أقل من 4 سنوات [تاريخ هذا المقال عام 2016]، وهذا الأمر ليس مفاجئاً حيث إن الإعلان جرى بالأمس فقط [يوم 30 مايو 2016].

 

ولكن نظراً للحالة الراهنة للمعرفة العلمية، والحالة المحزنة للتواصل العلمي، يحتاج العلم كل مساعدة ممكنة، لذلك تم الترحيب بالإجماع بهذا القرار من قبل العاملين في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والمهن المرتبطة بها.

 

في الواقع هي مهمة ضخمة، مثال على ذلك هولندا -التي تعد من أبرز الدُعاة للوصول الحر في أوروبا- كانت قد وضعت حتى وقت قريب جداً هدفاً رسمياً بالوصول الحر لكل الأوراق العلمية الهولندية بحلول 2024.

 

كما نوهت رابطة الجامعات البحثية (LERU) بأن “هذا الطموح ليس سهلاً”.

 

متى وُجِدَت الإرادة وُجِدَ الطريق

 

يأتي هذا الإعلان كجزء من حركة أكبر لتوفير الوصول الحر للمعرفة العلمية، كما صرحت الحكومة الهولندية التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وتحدثت مطولاً عن التأييد في أوروبا للعلوم المفتوحة، وفق كارلوس مويدان المفوض الأوروبي للأبحاث والابتكار.

 

ولكن رغم أن الطريق ليس سهلاً إلا أن المسؤولين الحكوميين يؤكدون أنهم ملتزمون بالمهمة.

 

قال مويداس في مؤتمر صحفي: “ربما لا ندرك ذلك الآن، ولكن ما حققته هولندا أمر فريد من نوعه وضخم، واللجنة ملتزمة تماماً بالمساعدة لتحقيق هذا الأمر”.

 

وأضاف ساند ديكر وزير الدولة الهولندي للتربية والثقافة والعلوم في بيان: “الحديث عن الوصول الحر أصبح من الماضي، وسنحققه الآن بشكل عملي”.

 

وأقر المتحدث باسم مجلس المنافسة أن تحقيق الهدف في 2020 “لن يكون مهمة سهلة”، والجميع يسارع للتأكيد على أهمية هذا القرار الجيد للمجلس، “فهو ليس قانوناً، وإنما توجه سياسي لثماني وعشرين حكومة، والشيء المهم هو وجود الإجماع”.

 

رغم معرفتنا بوجود عقبات، إلا أنه طريق يستحق السير فيه.

 

المصدر

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments