الخطة الأمريكية لغزة: التفاؤل المفتعل | أ. د. وليد عبد الحي

الخطة الأمريكية لغزة: التفاؤل المفتعل | أ. د. وليد عبد الحي

2024-06-22 10:57 ص
الخطة الأمريكية لغزة: التفاؤل المفتعل | أ. د. وليد عبد الحي

 

استناداً إلى تحليل مضمون (أي قراءة ما بين السطور) 110 تصريحات سياسية لكل من الرئيس الأمريكي بايدن ووزير خارجيته بلينكن ومستشار الأمن القومي سوليفان ومدير السي آي إيه بيرنز تتعلق كلها بالوضع في الشرق الأوسط خاصة حرب غزة، ومستعيناً بالتأويلات المختلفة لكل تصريح اعتماداً على الصحف الغربية بشكل خاص، ثم رصد ردود أفعال إسرائيل على هذه التصريحات، ثم التصريحات العربية -إنْ وُجِدت-، وجدت أن ما وراء هذه التصريحات ودلالاتها خطة أمريكية متكاملة تقوم على الآتي:

 

أولاً: منح إسرائيل مهلة زمنية تتراوح بين شهرين-ثلاثة شهور لإنجاز مهمتها في غزة.

 

ثانياً: ستقوم الولايات المتحدة خلال هذه الفترة (2-3 شهور) بطرح عدد من الخطط السياسية التي تخلق انطباعاً تفاؤلياً بقرب التوصل إلى تسوية سياسية، وعلى إسرائيل أن تستثمر هذا الجو التفاؤلي “المفتعل” لإنجاز مهمتها تحت غطاء هذا التفاؤل، كما أن الولايات المتحدة ستعمل على توجيه بعض القنوات الفضائية العربية للترويج لهذا الجو التفاؤلي بالتركيز على تكرار التصريحات الأمريكية المساندة لهذا التوجه “المفتعل” لخلق جو من الاسترخاء الإقليمي يمنع محور المقاومة من التصعيد وبشكل يقلص فرص اتساع الحرب للمستوى الإقليمي. وقد يخلق ارتباكا في توجهات محور المقاومة.

 

ثالثاً:العمل على خلق انطباع لدى العالم بحرص الولايات المتحدة على المدنيين في قطاع غزة سواء خلال العمليات العسكرية أو من خلال الحرص على وصول المساعدات، وعلى إسرائيل أن تقوم بعملياتها بشكل لا يُفسد الدعاية الأمريكية في هذا الاتجاه.

 

رابعاً: تحريك مبادرات واجتماعات إقليمية -مع التركيز على محور التطبيع العربي- لمساندة التفاؤل “المفتعل” لكي يتم تقليص الضغط الدبلوماسي والقانوني الذي تتعرض له إسرائيل (في الأمم المتحدة والهيئات القضائية الدولية) ولتشجيع توسيع دائرة التطبيع في مرحلة لاحقة.

 

خامساً:على إسرائيل أن تضبط بقدر ما تصرفات وتصريحات وزرائها المتطرفين بخاصة بن غافير وسموتيرتش.

 

سادساً: توسيع دائرة عمل الوزير الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية “رون ديرمر”، فهو أحد أهم مهندسي العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وموضع ثقة فائقة لدى نيتنياهو، وقد يكون لهذا الشخص دور خفي كبير في كل هذا التخطيط، لاسيما أن درجة اعتماد نتنياهو عليه في العلاقة مع الولايات المتحدة هو الاعتماد الأكبر.

 

سابعاً: الإشادة الدائمة بدور الوسيطين العربيين (قطر ومصر) كتغطية على أي اتهام لهما بأي دور ضاغط على فريق المقاومة للتفاوض.

 

ثامناً: وعد أمريكي لإسرائيل بأن ما لم تتمكن إسرائيل من إنجازه بالقوة العسكرية سيتم إنجازه بالوسائل المدنية بخاصة في مرحلة الإعمار، وبهدف توجيه خطط المساعدات والإعمار لتكون بايدي “غير المقاومة” لحرمان هذه المقاومة من استثمار ذلك في تعميق العلاقة مع المجتمع.

 

تاسعاً: دول خليجية تستعد لتقديم مساعدات مجزية وبقدر يجعل من التطبيع أمرا أقل أهمية من وزن هذه المساعدات السخية.

 

وتبقى ربما.. ولكن هذا ما استنتجته وسنفصّل فيه لاحقاً.

 

18-06-2024

 

أ. د. وليد عبد الحي*

* أ. د. وليد عبد الحي أستاذ في قسم العلوم السياسية وباحث في المستقبليات والاستشراف.

 

المصدر

 

قد يهمك أيضاً

 

 

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments