الذكاء الاصطناعي سيقضي على هذه الوظائف قبل 2030..

الذكاء الاصطناعي سيقضي على هذه الوظائف قبل 2030..

2024-06-25 9:40 ص

الذكاء الاصطناعي سيقضي على هذه الوظائف قبل 2030..

 

شهدت تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي تطوراً مذهلاً منذ نهاية عام 2022 وحتى يومنا هذا، حيث يعتبر هذا التطور السريع، جزءاً من الثورة التكنولوجية الحديثة، ونقطة تحول مهمة في تاريخ التقنيات التي تعمل على جعل الأنظمة الآلية تحاكي الذكاء البشري.

 

ولا يزال التقدم الذي يحققه الذكاء الاصطناعي التوليدي، يثير تساؤلات كبيرة، حول مدى تأثير هذه التكنولوجيا على سوق العمل والوظائف، فالذكاء الاصطناعي يشكل مزيجاً من التحديات والفرص للقوى العاملة، وأصحاب العمل على حد سواء، وهذا ما يتطلب تحليلاً شاملاً للتحولات التي قد تحدث في طبيعة العمل، وأنواع الوظائف المتاحة، ومهارات القوى العاملة.

 

تمدد سريع للذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال

وقد أظهر أحدث استطلاع عالمي أجرته شركة McKinsey حول الذكاء الاصطناعي وتم نشر نتائجه الأسبوع الماضي، أن الشركات في العالم تتجه في خطة متسارعة، لتبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي في أعمالها، حيث قال 65 في المئة من المشاركين في الاستطلاع، أن مؤسساتهم تستخدم الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي بانتظام، وهذا الرقم الجديد يمثل ضعف النسبة المئوية التي تم تسجيلها في استطلاع أجرته الشركة نفسها قبل عشرة أشهر من الآن.

وبحسب استطلاع شركة McKinsey  للاستشارات، فإن عام 2024 هو العام الذي بدأت فيه المؤسسات حقاً في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، واستخلاص قيمة الأعمال منه، حيث توقع ثلاثة أرباع المشاركين أن يؤدي الجيل الجديد للذكاء الاصطناعي، إلى تغيير كبير أو مدمر في صناعاتهم في السنوات المقبلة، في حين أبلغت العديد من المؤسسات، أنها بدأت بالفعل في تحقيق فوائد مادية من استخدام هذه التكنولوجيا، مع تسجيلها لانخفاض في التكاليف وقفزات في الإيرادات وذلك ضمن وحدات الأعمال التي يتنشر فيها الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأجرت McKinsey الاستطلاع في الفترة الممتدة من 22 فبراير إلى 5 مارس 2024، وشمل 1363 مشاركاً، يمثلون مجموعة متنوعة من المناطق والصناعات، وأحجام الشركات والتخصصات الوظيفية والمناصب الوظيفية، حيث قال 981 مشاركاً إن مؤسساتهم اعتمدت على الذكاء الاصطناعي في وظيفة عمل واحدة على الأقل، في حين قال 878 مشاركاً إن مؤسساتهم تستخدم الذكاء الاصطناعي، بشكل منتظم في وظيفة واحدة على الأقل.

وكشف الاستطلاع أن نسبة استخدام الذكاء الاصطناعي العام أي الجيل الجديد والجيل القديم من هذه التكنولوجيا، ارتفعت في جميع مناطق العالم، حيث كانت أكبر الزيادات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والصين، وبالنظر إلى الصناعات التي شهدت أكبر زيادة في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي فهي غالباً تلك التي تتعلّق بالخدمات المهنية مثل التسويق والمبيعات وتطوير المنتجات والخدمات، إضافة إلى قطاع الطاقة.

 

أدوار وظيفية ستختفي خلال سنوات

ووفقاً لتقرير أعدته مجلة فورتشن، تقول مديرة معهد ماكينزي العالمي كويلين إلينجرود، إن الوقت حان لأخذ الذكاء الاصطناعي على محمل الجد، بغض النظر عن نوع الصناعة، مشيرة إلى أن الطلب على الوظائف سيرتفع في عدد قليل من الصناعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والبناء والتعليم، في حين سيكون الذكاء الاصطناعي التوليدي قادراً من اليوم وحتى عام 2030 على اقتناص وظائف في 4 مجالات هي:

  1. المساعدة الإدارية
  2. خدمة العملاء أو المبيعات
  3. خدمة الطعام
  4. الإنتاج والتصنيع

 

وشددت إلينجرود على أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيغير طبيعة العمل الذي يقوم به البشر، فهو سيؤثر على حوالي 30 في المئة من أنشطتهم، ولكنه لن يلغي وظائفهم، إلا أنه بالنسبة لهذه الفئات الأربع أي المساعدة الإدارية، خدمة العملاء أو المبيعات، خدمة الطعام، الإنتاج والتصنيع، فسوف يحدث ذلك، حيث ستختفي هذه الأدوار الوظيفية الأربعة.

 

عوامل قوة الذكاء الاصطناعي في الوظائف 

من جهته يقول مدرب الكوادر البشرية حسين الخطيب، في حديث له، إن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة غير مسبوقة لتحسين الكفاءة والإنتاجية في الوظائف المبنية على مهام متكررة، مما يتيح للبشر التركيز على المهام الإبداعية والاستراتيجية التي لا يمكن للآلات تنفيذها بنفس الكفاءة، ولكن مع ضرورة إدراك أن هناك تحديات، يمكن أن يجلبها الذكاء الاصطناعي إلى بيئة العمل، والتي تتعلق بقضايا الخصوصية والتفاعل الاجتماعي، إضافة إلى تحديات التنظيم والإدارة.

 

تكامل بين الآلة والبشر

واعتبر الخطيب أن تحديات الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل، يجب التعامل معها بشكل جدي، خصوصاً لناحية تأمين بيانات العملاء، فتقنيات الذكاء الاصطناعي تتطلب الوصول إلى كميات كبيرة من البيانات الشخصية لتدريب النماذج وتحسين الأداء، حيث يجب على المؤسسات التي تجمع هذه البيانات ضمان حمايتها بشكل فعّال والامتثال للتشريعات واللوائح المتعلقة بالخصوصية وضمان عدم استغلالها لأغراض غير مشروعة أو غير مرغوب فيها، مثل التسويق المستهدف بطرق غير أخلاقية، كاشفاً أيضاً أن استخدام الذكاء الاصطناعي سيتطلب تغييرات في هياكل المؤسسات وعملياتها، عبر تحضير الكادر البشري للتعامل والتعاون مع الأنظمة الجديدة، فنجاح الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال مرتبط بضرورة التكامل بين دور الآلة ودور البشر.

 

وشدد الخطيب على أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيكون بمثابة ميزة تنافسية في سوق العمل، ولكن حتى الساعة لا زلنا في المرحلة الأولى من انتشاره، فهناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، قبل رؤية النتائج النهائية لهذه التكنولوجيا في سوق العمل، متوقعاً أن يشهد العالم في المرحلة المقبلة ظهور مهارات جديدة تحتاجها سوق العمل سيكون دورها محصوراً بالبشر.

 

المصدر

0 0 vote
Article Rating
كلمات مفتاحية : الذكاء الاصطناعيعام 2030

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments