الطريق إلى كازاخستان 2050 (2)

2019-07-19 7:00 ص

الطريق إلى كازاخستان 2050 (2)

 

أحمد عبده طرابيك

أحمد عبده طرابيك*

 

تناولنا في الجزء الأول التخطيط الاستراتيجي البعيد المدي ، الذي شمل المحاور الخمس التي تقوم عليها ” استراتيجية كازاخستان 2050 ” ، وفي الجزء الثاني نتناول التحديات والاجراءات التي تتبناها الدولة من أجل تحقيق أهداف تلك الاستراتيجية ، وذلك كما أعلن عنها الرئيس ” نور سلطان نزار باييف ” في خطابه إلي شعبه في 17 يناير 2014 ، والتي تقوم علي أن الطريق إلى المستقبل يتطلب إيجاد فرص جديدة لاكتشاف إمكانات الشعب الكازاخي . فالدولة المتقدمة في القرن الحادي والعشرين تتجسد في مواطنين فاعلين ، متعلمين، أصحاء ، وإن تحقيق ذلك يتطلب :

 

أولا : لدى جميع الدول المتقدمة أنظمة تعليمية عالية الجودة فريدة من نوعها . ولدي كازاخستان الكثير من الأعمال لتحسين جودة جميع مراحل التعليم في البلاد . ومن المخطط بحلول عام 2020 إلحاق نسبة 100 % من أطفال كازاخستان من سن 3 – 6 سنوات بالتعليم ما قبل المدرسة . ولذلك من المهم أن تتوفر لهم برامج تعليمية ومناهج حديثة إضافة إلى توفير كوادر مؤهلة . وفي التعليم الثانوي لابد من رفع مستوى المدارس الثانوية لتلحق بالمستوى التعليمي في المدارس الفكرية ” نزار بايف ” . وأن يتقن خريجو المدارس اللغات الكازاخية والروسية والإنجليزية . وأن تشمل نواتج تعلمهم إتقان مهارات التفكير النقدي ، والبحث المستقل والتحليل العميق للمعلومات .

 

خطط تطوير مجالات التعليم والثقافة والرعاية الاجتماعية :

 

على مدى السنوات الثلاثة المقبلة  حتى عام 2017 يتم القضاء على مشكلة عدم كفاية أماكن التدريب وتحويل جميع المدارس في البلاد للعمل على فترتين عند الضرورة . وتقوم الحكومة بتوفير مخصصات مالية لتنفيذ هذه المهمة . وخلال العامين أو الثلاثة أعوام القادمة سيتم تشكيل نواة لنظام وطني للتعليم التقني والمهني المزدوج . ولذلك يتم التخطيط في المستقبل لأن تضمن الدولة حصول الشباب على تعليم فني متقدم . وسوف تقدم الحكومة خططها الملموسة بشأن هذه المسألة قبل الأول من يونيو 2014 ، بما يحقق تطوير الخدمات التعليمية والصحية والرعاية الاجتماعية علي النحو التالي :

 

أولا : البدء بشكل مخطط النقل التدريجي للجامعات الرائدة لمستوى الاستقلالية الأكاديمية والإدارية . حيث يتم العمل علي إنشاء نظام فعال لدعم الطلبة والدارسين المتفوقين . وتقوم الحكومة مع بداية الأول من يناير 2016 بزيادة حجم المنح الدراسية بنسبة 25 % .

 

ثانيا : في مجال الرعاية الصحية  يبرز على رأس الأولويات ، تطوير الرعاية الصحية الأولية . من خلال دراسة إدخال نظام التأمين الصحي الإجباري . فالمسؤولية عن صحة المواطن مشتركة بين الدولة ، وصاحب العمل والموظف ، وهذا يعتبر المبدأ الرئيسي لنظام الرعاية الصحية بأكمله . كما أن ممارسة الرياضة ، وإتباع نظام غذائي سليم ، وإجراء فحوص منتظمة ، تعتبر أساس للوقاية من الأمراض .

 

ثالثا : إعطاء دفعة جديدة لتطوير الثقافة العامة للكازاخ . وذلك بتطوير مفهوم طويل الأجل للسياسة الثقافية . وكذلك تحديد إجراءات تهدف إلى خلق عقلية ثقافية تنافسية للكازاخ ، وتطوير التجمعات الثقافية الحديثة .

 

لقد أصبحت اللغة الكازاخية اليوم لغة العلم والتعليم والإنترنت . كما أن عدد دارسي اللغة الكازاخية يتزايد كل عام . ويعمل الآن 57 مركزا لتعليم اللغة القومية في جميع أنحاء البلاد . وقد درس ألاف المواطنين اللغة الكازاخية في تلك المراكز وما زالوا يدرسونها حتى يومنا الحالي . وبالمقارنة مع العام الماضي ازداد عدد المدرسين من الجنسيات الأخرى الذين يعرفون اللغة الكازاخية بنسبة 10 % . كما تم تخصيص مبلغ 10 مليارات تنجه ( العملة القومية الكازاخية ) على مستوى الجمهورية في السنوات الثلاث الماضية لتطوير اللغة القومية . والآن أصبحت اللغة الأم لغة خالدة جنبا إلى جنب مع الوطن الأبدي الخالد . حيث لا يعتبر ذلك موضوعا للنقاش ، ولكنه الأساس الذي تقوم عليه الأمة .

 

رابعا : مراجعة الحوافز الاجتماعية الخاصة بالعاملين في التعليم ، والصحة والضمان الاجتماعي . وتقوم الحكومة بوضع وتنفيذ نموذج جديد من الأجور للموظفين المدنيين بالدولة قبل الأول من يوليو 2015 . بحيث يوفر هذا النموذج زيادة في رواتب العاملين بالصحة ما يصل إلى 28 % ، والتعليم إلى 29 % وللعاملين بالضمان الاجتماعي ما يصل إلى 40 % . 

 

خامسا : إعطاء المزيد من الاهتمام للمواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة . بحيث تصبح كازاخستان بالنسبة لهم منطقة خالية من العوائق . فرعاية هؤلاء المواطنين ، وهم كثر ، تعتبر واجب الدولة والمجتمع . والعالم بأكمله يعمل الآن على هذا الاتجاه . فمن الممكن أن يعمل ذوي الإعاقة في مجمعات الخدمات الاستهلاكية ، والصناعات الغذائية والزراعة . ويجب علي رجال الأعمال التعاون مع الدولة بتوفير العمل المناسب لهم . كما يتم النظر في إمكانية استحداث نسبة خاصة لهم تتراوح من 5 – 10 أشخاص في المؤسسة . كذلك يتم إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة العامة ، وذلك حتي لا تكون دخولهم مجرد معونات ، بل لابد أن يشعروا بأنهم أعضاء فاعلين في المجتمع وموظفين أكفاء . وعلي جميع المؤسسات الاجتماعية ، والمنظمات غير الحكومية ، وحزب ” نور أوتان ” دورا في هذا العمل . وسيتوجب على الحكومة العمل على هذه المسألة بمشاركة جميع الشركات واتخاذ القرارات المناسبة . بزيادة حجم الإعانات الاجتماعية الخاصة بالإعاقة والعجز وفقدان المعيل بنسبة 25 % بدء من الأول من يوليو 2015 . مع تطوير الإطار القانوني لجمعيات المعاقين . ويتم العمل باستمرار على الحد من مستوى الفقر ، والحد من البطالة . وعدم السماح لنمو الاتجاهات التي ترسخ التبعية الاجتماعية والإعالة . 

 

سادسا : تحسين أداء مؤسسات الدولة . فعند التحرك للدخول ضمن الثلاثين دولة الأكثر تقدما في العالم ، فإن ذلك يتطلب جو من المنافسة العادلة ، وتحقيق العدالة ، وسيادة القانون والثقافة القانونية العالية . ووجود أدوات حديثة للتفاعل بين الدولة والقطاع الخاص وقطاع الأعمال .

 

إن مبدأ المساواة أمام القانون هو الأساس الحقيقي لتطبيق القانون . والسلطة القضائية تتصف في ممارسة أنشطتها بالشفافية ويستطيع الجميع الوصول لها بيسر ، وأن تحل بسرعة ويسر كل النزاعات . فمن الضروري رفع جودة نظام الأمن وتنفيذ القانون بشكل تام . فلكل ممن يرتدي الزي العسكري صلاحيات كبيرة فيتوجب أن لا يشوب سلوكه أي شائبة وأن يتصف بالمهنية العالية .

 

ويعد أمرا بالغ الأهمية مواصلة إنشاء وتنفيذ إستراتيجية جديدة لمكافحة الفساد . فلا يجب أن يكون الإصلاح الإداري في شكل أوراق ومستندات بيروقراطية وغير ضرورية . ولذلك يتم إعطاء مزيد من الاستقلالية للإدارات المحلية ، مع تعزيز المساءلة والمسئولية على النتائج ، وإتاحة مساءلتهم ومحاسبتهم أمام الجمهور . كما يتم صياغة مجموعة من المقترحات لتنفيذ تلك المهام قبل الأول يوليو من هذا العام .

 

ويتم العمل علي مواصلة تنفيذ مبادئ الحكم بالاستحقاق أو الديمقراطية في سياسة التعيين في المؤسسات العامة والشركات الوطنية والمؤسسات المالية . وتعمل الحكومة علي زيادة أجور موظفي الدولة من الفئة ” ب ” بنسبة 15 في % بدء من الأول من يوليو 2015 ، وزيادة أخرى بنسبة 15 % بدء من الأول من يوليو 2016 ، فتلك التحديات المحددة التي تواجه البلاد في طريق الوصول إلي عضوية الثلاثين دولة الأكثر تقدما في العالم . يتم مواجهتها في شكل قوانين وقرارات محددة .

 

مراحل الدخول ضمن 30 دولة الأكثر تقدما

 

يتم التحرك للدخول بين 30 دولة المتقدمة في العالم على مرحلتين :

 

المرحلة الأولى : الفترة حتى عام 2030، خلالها يتم تحقيق اختراق تحديثي باستخدام ” نافذة الإمكانات والفرص ” في القرن الحادي والعشرين . وسوف يكون لزاما على كازاخستان خلال تلك الفترة أن تحقق ما نفذته الدول المتقدمة خلال فترة الثورة الصناعية في القرن الماضي . وهذا أمر ممكن تماما . فقد عبرت كوريا الجنوبية وسنغافورة طريقا مماثل لذلك . وستعمل كازاخستان في هذه المرحلة على توفير نمو ديناميكي للصناعات التقليدية ، وإنشاء قطاع صناعي قوي .

 

المرحلة الثانية : وتشمل الفترة بين عامي 2030 و 2050 ، وسيتم خلالها ضمان التنمية المستدامة للدولة على أساس الاقتصاد القائم على العلم والمعرفة . وستنشأ صناعة إنتاجية قوية . وسيكون التحول في الصناعات التقليدية إلى إنتاج منتجات ذات قيمة مضافة عالية ، وسيتم تطوير الخدمات الهندسية كأساس لاقتصاد قائم على العلم والمعرفة .

 

أما عن الخطة السنوية للعام 2014 والتي تدخل كخطوة ضمن خطوات التخطيط الاستراتيجي ، والتي تعتبر خطوة البداية نحو 2050 ، فهي تتضمن :

 

خطة عام 2014

 

أولا :  تلتزم الحكومة بضمان نمو اقتصادي لهذا العام  يتراوح بين 6 – 7 % . إضافة إلى تحقيق نصيب للفرد من إجمالي الناتج المحلي مع نهاية العام لا يقل عن 14.5 ألف دولار .

 

ثانيا :  تقوم الحكومة والبنك الوطني قبل الأول من مايو 2014 بالعمل على مجموعة من التدابير للحد من نسبة التضخم لتصل إلى ما بين 3 – 4 % على المدى المتوسط .

 

ثالثا : تعمل الحكومة بالتعاون مع البنك الوطني على وضع برنامج شامل قبل الأول من يونيو 2014 لتطوير القطاع المالي حتى عام 2030.

 

رابعا : تعمل الحكومة بالاشتراك مع صندوق إدارة الأصول السيادية ” سامروك – كازينا ” على دراسة وتحليل الشركات التي تمتلك الدولة حصة بها ، وتحديد قائمة بالمؤسسات التي يمكن نقلها للقطاع الخاص . وإجراء هذه الدراسة على كل ممتلكات القطاع العام . وخلال الربع الأول من العام الحالي يتم اعتماد برنامج شامل للخصخصة للفترة 2014 – 2016.

 

خامسا : قبل نهاية هذا العام تضع الحكومة مشاريع واستراتيجيات لإقامة تجمعات عمرانية في مدينتي ” أستانا ” ، و ” ألماآطي ” للفترة حتى عام 2030.

 

سادسا : تلتزم الحكومة قبل الأول من سبتمبر 2014 بوضع برنامج لتطوير قدرات كازاخستان في الترانزيت ( النقل بالعبور ) للفترة حتى عام 2030، مع بحث قضايا إزالة الحواجز أمام التجارة الدولية .

 

سابعا : قبل نهاية الربع الأول من عام 2014 يتم حل مسائل اختيار مواقع ومصادر تمويل وتوقيتات إنشاء المصفاة الرابعة لتكرير النفط ومحطة الطاقة النووية.

 

مبادئ استراتيجية 2050

 

تلتزم جميع أنشطة الدولة بالعمل علي تحقيق الهدف الرئيسي لإستراتيجية 2050 بمبادئ واضحة ومحددة كما يلي :

 

أولا :  مبدأ النفعية والتدرج في عملية التطور لجميع القرارات المتخذة . ولا يمكن السماح بأي قفزات غير محسوبة أو أي تجارب ومغامرات طائشة في الاقتصاد والسياسة والحياة الاجتماعية . حتي يتم التغيير في كازاخستان علي مستوي المؤسسات والمجتمع بنفس وتيرة التغيير في العالم كله .

 

ثانيا : مبدأ الانفتاح المتبادل . من خلال جذب استثمارات أجنبية وتقنيات جديدة وابتكارات للاقتصاد الوطني . وإيجاد ظروفا مواتية للعمل بالنسبة للمستثمرين . والإدراك بوضوح أن أهم آلية لدخول كازاخستان ضمن أعلى 30 دولة متقدمة في العالم يتلخص في تعميق تكامل واندماج الاقتصاد الوطني في النظم الاقتصادية الإقليمية والعالمية . ويرتبط ذلك بشكل أساسي بالمشاركة في إنشاء الاتحاد الاقتصادي الأوروأسيوي ، والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية .

 

ثالثا :  مبدأ تعزيز رفاهية الشعب الكازاخي . حيث أن تحقيق الرفاهية الاجتماعية لعامة الشعب تمثل مؤشراً استرشاديا رئيسيا في اتجاه البلاد نحو الهدف الرئيسي .

 

رابعا : يحتل مبدأ المساندة الشعبي مكانة هامة لدي صانعي القرار . فلا يمكن تحقيق الهدف المرجو دون دمج الجميع في العمل . وإيصال أهداف ومهام وثيقة ” استراتيجية كازاخستان 2050 ” إلى كل مواطني كازاخستان ، حيث يعتبر حزب ” نور أوتان ” تلك الاستراتيجية أهم القضايا له ، وستقوم رئاسة الجمهورية وجميع أعضاء الحكومة والإدارات الحكومية المحلية على جميع المستويات لتنفيذ جميع المهام لضمان تحقيق أهداف إستراتيجية 2050

 

الكازاخستانيون ، شعب واحد ، ومصيرهم مشترك – هو ” مينجيليك يلي ” ( الوطن الأبدي الخالد ) ، وهذه هي كازاخستان العظيمة التي يستحقها ويفخر بها كل كازاخستاني ، وفكرة ” مينجيليك يلي ” ( الوطن الأبدي الخالد ) هي فكرة تقليدية ظهرت على أرض كازاخستان في الماضي ، وكانت حلما للأجداد . فعلى مدار 22 عاما من استقلال قرارات شعب كازاخستان في التطوير والتحديث تشكلت القيم الأساسية التي توحد جميع الكازاخ وتشكل الأساس لمستقبل البلاد . لم تتكون تلك القيم من النظريات المتعالية بل كانت تلك القيم ثمرة للخبرة والتجربة الكازاخية  التي اجتازت بنجاح اختبارات الزمان ، وهذه القيم هي : 

 

أولا : استقلال كازاخستان ، و ” أستانا ” .

 

ثانيا : الوحدة الوطنية والسلام والتسامح في المجتمع .

 

ثالثا : إقامة مجتمع علماني ذي روحانيات عالية .

 

رابعا : نمو اقتصادي على أساس التصنيع والابتكار .

 

خامسا : إقامة مجتمع للقوى العاملة المنتجة .

 

سادسا : تاريخ وثقافة ولغة مشتركة .

 

سابعا : أمن قومي ومشاركة عالمية لكازاخستان في حل القضايا الإقليمية والدولية .

 

وبفضل هذه القيم دائما ينتصر وينجح شعب كازاخستان في تقوية أركان الدولة وتعظيم النجاحات الباهرة . حيث تلخص هذه القيم التأسيسية والوطنية الأساس الأيديولوجي للوطنية الكازاخية الجديدة . 

 

تعكف رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس الشعب الكازاخي بالاشتراك مع الحركة الوطنية ” كازاخستان 2050 ” علي صياغة واعتماد الوثيقة الوطنية ” مينجيليك يلي ” ( الوطن الأبدي الخالد ) . وتم وضع تلك الأهداف العظيمة لصالح شعب كازاخستان ، حيث يتم دعوة جميع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ، وجميع مواطني كازاخستان إلى المشاركة بفعالية في تحقيق الأهداف الرئيسية ” لإستراتيجية 2050 ” ، وخاصة أن هذه الاستراتيجية تعتبر من أجل الشباب ، فهو المعني بالمشاركة في تنفيذها ، والمشاركة في تحديد مصير بلدهم وصنع مستقبله ومعهم شعب كازاخستان بأكمله ، حتي يحين موعد جني ثمار نجاحها . 

 

الوطن الخالد – هو حلم دائما ما كان يراود الأجداد . فقد كان لديهم حلم بأن تكون كازاخستان مستقلة تقيم علاقات متوازنة مع كل دول العالم ويكون لها مكانا على خريطة العالم . وتلخص هذا الحلم في بناء دولة عصرية راقية ذات نمط حياة صحي ونوايا حسنة وعلى أرضها جيل ينظر إلى المستقبل بكل ثقة . لقد تم تحويل هذا الحلم إلى واقع ، كما تم وضع أساسا قويا لوطن خالد .

 

تساءل الرئيس ” نور سلطان نزار باييف ” : ما الفكرة القومية التي يجب أن يلتف حولها الجميع على الأرض الكازاخية ؟ . وكانت الإجابة عملية بوجود فكرة من شأنها توجيه كازاخستان نحو المستقبل وتوحيد الشعب حولها ، والتوصل لتحقيق أهداف عظيمة . إنها فكرة ” الوطن الخالد ” . فالشعب باستقلاله حقق هدفا عظيما خالدا .

 

لقد تم ببناء عاصمة خالدة ، إنها قلب الدولة النابض وركيزة الاستقلال . وحياة الشعب الكازاخي الخالدة التي ستكرس لتعزيز مستقبل خالد لهذا الجيل . فجيل اليوم – هم أبناء الشعب الكازاخي الخالد . وبذلك تكون الفكرة القومية للشعب الكازاخي – الوطن الخالد .

 

لقد تم وضع مفهوم الوطن الخالد في أساس إستراتيجية ” كازاخستان 2050 ” التي ستصبح المسار العظيم للأمة الكازاخية . والتي سيكون تنفيذها تحديا يعادل في صعوبته تحدي حصول البلاد على الاستقلال . إنها الحقيقة التاريخية التي يعيشها شعب كازاخستان في هذا الكون وتتعرض لها شعوب العالم أجمع . فقد أودى العداء المتبادل والفوضى وغياب النظام بمصائر العديد من الدول إلى الهاوية .  فلم تصمد العديد من الدول أمام هجمات التطور السريع في العالم فتم تدميرها وانهزمت كأمة . لكن شعب وقيادة كازاخستان قادرين على التعلم من أخطاء الآخرين . وجوهر هذا الدرس شيء واحد هو وطن خالد بين أبناء الشعب . ولتحقيق ذلك يسعى الجميع دائما للسير إلى الأمام . حتي يحمي الجميع ويصون بكل طاقاته الاستقلال الخالد ، فهو يعتبر مصدر الثروة والسعادة ، و “ كازاخستان 2050 ” هو الطريق الملائم الأكثر تشريفا للوطن الخالد الذي يستحقه شعب كازاخستان .

 

* كاتب وباحث في الشئون الآسيوية

 

المصدر

 

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments