خطة إسرائيلية لمرحلة ما بعد الربيع العربي | أ. د. وليد عبد الحي

خطة إسرائيلية لمرحلة ما بعد الربيع العربي | أ. د. وليد عبد الحي

2019-09-20 1:25 م

خطة إسرائيلية لمرحلة ما بعد الربيع العربي | أ. د. وليد عبد الحي

 

كتاب إسرائيلي جديد يكشف عن التخطيط الإسرائيلي لمرحلة ما بعد “الربيع العربي“، مؤلفا الكتاب هما: زفي هاوزر(Zvi Hauser) الذي عمل سكرتيرا للحكومة الإسرائيلية من عام 2009 [إلى عام] 2013، وعمل في عدد من المؤسسات لا سيما الإعلامية والجامعية بخاصة الجامعة العبرية، وهو عضو في تكتل المعارضة اليمينية (مع بني غنيتس)، أما الثاني فهو الحاخام “إسحق سرفاتي” (Isaac Zarafati) الذي يشارك مع هاوزر في قيادة ما يسمى “التحالف من أجل الجولان الاسرائيلي”.

 

عنوان الكتاب (أو الكتيب) هو: Recognition of Israel’s Sovereignty over the Golan Heights (الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان)، وصدر في إسرائيل عن نفس المؤسسة التي يديرها المؤلفان في مطلع عام 2018.

 

الدراسة تسعى لتقديم أو لصناعة تبريرات لضم الجولان لإسرائيل على أساس أن مدة حكم اسرائيل للجولان أطول من حكم سوريا (يرى الكاتبان أن سوريا حكمت الجولان من 1946 أي نهاية الانتداب الفرنسي على سوريا إلى عام 1967، أي 21 سنة، بينما قاربت إسرائيل على حكم الجولان لفترة فاقت على نصف قرن رغم ما حدث عام 1973) (الصفحات من 5 إلى 7)، ولا أريد التوقف عند هذه الحجة الساذجة، وسأكمل عرض الدراسة التي تتضمن الأفكار التالية:

 

1- ترى الدراسة أن أفضل خيار استراتيجي لإسرائيل هو تقسيم سوريا إلى 6 دول والعمل على استفتاء سكان الجولان (اليهود والدروز) للانضمام لإسرائيل على غرار ما جرى في أقاليم عديدة من العالم (الصفحات 36-38) كما هو في أوكرانيا أو تشيكسلوفاكيا …الخ (والدراسة مزودة بخرائط لحدود الدول الست التي تقترحها في تقسيم سوريا).

 

2- تقسيم العراق مع التركيز على تمتين العلاقة مع الأكراد، بل تدعو الدراسة لبناء تحالفات مع الأقليات في الدول العربية وإحياء تحالف الأقليات في الشرق الأوسط على غرار المشروع الذي دعا له بن غوريون (الصفحات حتى صفحة 40).

 

3- تعميق العلاقة مع الموارنة في لبنان والعمل على مزيد من الإنهاك لسوريا لدفعها نحو التفكك (صفحة 36).

 

4- تبرير السيطرة على الجولان لمنع تمدد النفوذ الإيراني، واعتبار ذلك نقطة محورية لا سيما مع الولايات المتحدة (صفحة 42).

 

5- ترى الدراسة أنه حان الوقت لتغيير الحدود في الشرق الأوسط، فالربيع العربي هشم البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العربية إلى الحد الذي يسمح بالتفكير الاستراتيجي لتغيير بنية وحدود الدول العربية… (صفحة 47).

 

هذه هي أهم أفكار الدراسة. وما كان لمثل هذه الدراسات أن تكون لولا أن الواقع العربي ينطوي على هشاشة تسمح بهذا التفكير…

 

المصدر (17 مايو 2019)

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments