عرب بلا مستقبليات | د. عبدالعزيز بن جارالله الجارالله

عرب بلا مستقبليات | د. عبدالعزيز بن جارالله الجارالله

2020-08-08 6:33 م

عرب بلا مستقبليات

 

 

 

 

 

 

هناك عبارة يتداولها البعض وهي “شبعنا من التجارب في التعليم”. هذه العبارة محبطة للمطورين في مجال التعليم كما أنها ليست دقيقة أو علمية لأن التعليم يقوم مضمونه وفلسفته على التطوير والتجريب والتحديث، لذا فإن علم المستقبليات مازال في العالم العربي في طور الحضانة حتى أن بعض الجهات لم تعترف به ولم تشخصه واعتبرته من (منصفات) الغرب..

 

التعليم في الوطن العربي والعالم الإسلامي انطلق من المساجد عبر التعليم الديني وتطور داخل أروقة المساجد وجنباتها وخلواتها وأعمدة رواق القبلة.. تطور من تعليم ديني إلى مدارس شاملة ثم تطور في العهد العباسي والسلجوقي أوائل القرن الرابع الهجري من مدارس إلى جامعات مثل: المستنصرية في بغداد والزيتونة في تونس والقيروان في المغرب والأزهر في مصر والجامع الأموي في الشام، وتحول التعليم في الزمن الحديث إلى نمط المدن الجامعية مثل: جامعة الأزهر وجامعة أم القرى والجامعة الإسلامية وجامعة طيبة وجامعة الإمام محمد بن سعود.

 

علم المستقبليات في طروحاته يقدم الدراسات المستقبلية لكل فرع من فروع الاقتصاد والتجارة والزراعة والمياه والبيئة وغيرها، وتحويل كل فرع إلى استراتيجية يتم إذابتها في استراتيجية واحدة لخدمة مجال محدد. ونحن في مجال التعليم نحتاج إلى خلاصات لاستراتيجية الاقتصاد، ىوالنفط، والاجتماع، ليتم صياغة مستقبليات التعليم، وهذا يدعو إلى إيجاد إدارات على مستوى الدول والوزارات تهتم بمجال المستقبليات فتدرس الواقع وتستشرف المستقبل من خلال معطيات علمية دقيقة وليس تكهنات وتوقعات وتنبوءات. مدى اهتمامنا بالمستقبليات عبر استراتيجيات ومعطيات دقيقة هو الذي سيقودنا بإذن الله إلى أهدافنا البعيدة.

 

الذي ينظر إلى سجل التعليم في الوطن العربي يلاحظ أن التعليم بدأ من المساجد وطور على شكل كتاتيب منفصلاً عن المساجد وقفز إلى عصر النهضة العلمية في القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي ثم انتكس إلى الانحطاط بداية القرن (14) الميلادي، في ذلك الانهيار الغامض حتى استيقظ الوطن العربي وقاوم الاستعمار الغربي في النصف الثاني من القرن العشرين، هذا السجل المتأرجح يدفعنا إلى أهمية إيجاد إدارات علم المستقبليات في الجامعات وقطاعات التعليم حتى لانعود إلى زمن الانهيار الغامض في القرن الرابع عشر ميلادي، وتسبقنا الأمم ونحن مازلنا غارقين في معالجة أخطائنا تاركين المستقبليات للآخرين.

 

المصدر

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments