المجتمع الإيراني

لهذه الأسباب سيشيخ المجتمع الإيراني في ثلاثة عقود

2020-07-13 3:00 ص

محمد رحمن بور – طهران

 

لطالما صُنف المجتمع في إيران بأنه من المجتمعات الفتيّة، حيث شكّل الوجود الشبابي نسبة كبيرة من السكان، لكن اليوم لم يعد كسابقه، وأصبح ذلك المجتمع يوصف بأنه ينزلق نحو الشيخوخة.

 

ووفقا للمركز الإيراني للإحصاء، يقدر عدد السكان حاليا بنحو 82 مليون نسمة، 50% دون الثلاثين سنة و25% ما بين 15 و29 سنة.

 

ويتراوح معدل النمو السكاني بين 4.05% عام 1985 و1.25% عام 2015 بحسب تقرير الأمم المتحدة لعام 2017، ويتوقع انخفاض النمو إلى الصفر وتراجعه بحلول عام 2050.

 

كما نشر المركز الإحصائي تقريرا للنمو السكاني أوضح فيه أن متوسط الزيادة 1.2% حاليا، وتوقع انخفاض نسبة الخصوبة بصورة حادة إلى -0.01 و0.32 بحلول عام 2050.

 

‪دار للعجزة بمدينة مهاباد‬ (مواقع التواصل)

 

ثقافة الإنجاب

 

وخلافا للسياسة الحكومية في العقود الماضية بدعم الحد من النسل عبر الوسائل التنظيمية والإعلانات مثل “أولاد أقل حياة أفضل” بدأت الحكومة السنوات الأخيرة بنشر ثقافة الإنجاب عبر شعار “بوردة واحدة لا يكون الربيع”.

 

وحث مرشد الثورة علي خامنئي على زيادة النسل قائلا إن برنامج تثبيت السكان لابد أن يدخل حيز التنفيذ، لكن بعد وصول عدد السكان إلى 150 مليون نسمة.

 

ونقلت وكالة أنباء مهر عن الباحث السكاني “قاسمي” بأن 10% من السكان الحاليين فوق ستين سنة، وبحلول عام 2040 تقريبا ستصل النسبة إلى 30%.

 

يعاني المجتمع الإيراني حالياً من مشاكل كبيرة تحد من النمو السكاني ومن بينها عزوف الشباب عن الزواج، وبحسب رئيس قسم صحة السكان بوزارة الصحة سید حامد برکاتی فإن 11 مليون شاب بين عشرين و35 سنة خارج مؤسسة الزواج.

 

‪دعم زيادة الإنجاب عبر شعار “بوردة واحدة لا يكون الربيع”‬ (مواقع التواصل)

 

مجموعة عوامل

 

ساهمت العديد من العوامل في تحويل المجتمع الإيراني من مجتمع فتي إلى هرِم، كانتشار البطالة وغلاء المعيشة وتغيّر أسلوب الحياة الذي أدى لارتفاع نسبة العاملات، كذلك ارتفاع متوسط العمر المتوقع إلى 74.6 سنة.

 

وسُجلت بين 250 و350 ألف حالة إجهاض غير رسمية، كما تقول الناشطة في حقوق المرأة ثريا عزيز بناه، ونقلت وكالة إيسنا عن رئيس مركز ابن سينا لعلاج العقم والإجهاض أن نسبة العقم لدى المتزوجين بلغت 20%.

 

وبحسب مراقبين، ستسيطر الشيخوخة على إيران خلال ثلاثين سنة فقط، مقارنة بباقي الدول التي تستغرق عادة مئة عام.

 

يقول مسعود عالمي نيسي عالم الاجتماع وعضو هيئة التدريس بجامعة علام الطبطبائي لوكالة فارس: “إذا أٌضيفت مشكلة الشيخوخة على مجموع مشاكلنا في الدولة، فإننا أمام أزمة ربما لا نستطيع حلها”.

 

وتعتبر الشيخوخة من المشاكل الحديثة والمهمة لدول العالم خاصة تلك التي لم تتحضر لمواجهة هذه الأزمة ولم تجهز لها البنى التحتية. أما بالنسبة لإيران التي يقدر عدد سكانها ما بين 95 ومئة مليون نسمة بحلول عام 2050 فستكون أمام استحقاق كبير لاحتضان المسنين ورعايتهم.

 

وبهذا الصدد ستواجه إيران العديد من المشاكل الاقتصادية، فبالإضافة إلى زيادة تأمين الاستشفاء للمسنين ودفع رواتب تقاعد الشيخوخة، وستكون البلاد أمام أزمة توفير اليد العاملة ومشاكل سكنية وبيئية، كما أن أزمة الجفاف التی عبر عنها النائب حسين زاده بالبرلمان رفعت وتيرة النقاش وسببت صراعاً حول الماء بين المدن من الآن.

 

ويبقى أن التخطيط منذ الآن لحل هذه الأزمة مهما كبرت كفيل بوضع الحلول اللازمة، لكن ذلك يشكل أمرا صعبا للدولة الإيرانية وهي تواجه تحديات كبيرة سياسية واجتماعية واقتصادية.

 

المصدر

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments