مدخل للدراسات المستقبلية (2) أنواع الدراسات المستقبلية والتمييز بين التقليدي وما بعد التقليدي | د. خالد ميار الإدريسي

مدخل للدراسات المستقبلية (2) أنواع الدراسات المستقبلية والتمييز بين التقليدي وما بعد التقليدي | د. خالد ميار الإدريسي

2019-11-15 3:00 ص

مدخل للدراسات المستقبلية (2) أنواع الدراسات المستقبلية والتمييز بين التقليدي وما بعد التقليدي | د. خالد ميار الإدريسي

 

Résultat de recherche d'images pour "‫خالد ميار الإدريسي‬‎"

د. خالد ميار الإدريسي*

 

إن السمة الغالبة على الدراسات المستقبلية هي التعدد في التعريف، والتعدد في الرؤى والمنظورات. فالدراسات المستقبلية، هي حقل معرفي ناشئ وجديد، لم يصل بعد إلى مستوى “الاكتمال العلمي” أو إلى صفة “العلم”، وإنما لازال في حالة “ما قبل العلم” prescientific[1] ذلك أن موضوع الدراسات المستقبلية هو المستقبل وهو مجال عصي عن الإدراك والامتلاك. وباعتبار تعدد منطلقات الباحثين في مجال الدراسات المستقبلية، وتعدد منظوراتهم ومناهجهم، فإن الدراسات المستقبلية ليست نوعا واحدا وإنما أنواع. وهي قابلة في المستقبل للتأثر بالصراع الابستمولوجي الدائر بين الوضعيين وما بعد الوضعيين، والصراع السياسي والمعرفي ما بين المدافعين عن المركزية الغربية والرافضين لها، أو الداعين إلى تحرير المعرفة من “تسلط” المركزية الغربية[2] ومقولاتها. كما أصبح الحديث عن دراسات مستقبلية تقليدية وأخرى ما بعد تقليدية.

 

1. الدراسات المستقبلية التقليدية

 

إن المقصود بالدراسات التقليدية، ليست تلك الممارسات الاستشرافية القديمة التي عرفتها الشعوب من تكهن وتنجيم وطقوس سحرية وغير ذلك؛ وإنما يراد بالدراسات المستقبلية التقليدية مجمل المنظورات والممارسات الاستشرافية الحديثة والمرتبطة بشأن هذا الحقل الفكري الجديد، والتي تلتزم بالفلسفة الوضعية والتوجه الحداثي[3].

 

فالدراسات المستقبلية التقليدية تهتم أساسا بدراسة العالم الخارجي وليس العالم الداخلي للأفراد. إذ يقوم الباحثين في الدراسات المستقبلية التقليدية، بتقديم تصوراتهم واستشرافاتهم ضمن سياق معرفي وسياسي يهيمن عليه منطق المصلحة والنفعية. فالدراسات المستقبلية التقليدية، هي تحت الطلب، وليست تفكيرا متحررا من ضغوطات صناعة السياسات. كما أنها سجينة النظرة الاحادية للأمور المستقبلية، ويقول سلوتر ريشارد الذي يعد من المنظرين للمستقبليات ما بعد التقليدية[4]: “يرسم العمل التقليدي في أي ميدان جزءا جوهريا من الصورة الشاملة. وهو يعمل ضمن حدود معرفة مسبقا تبعا لقواعد محددة بوضوح، مستخدما أفكارا وطرقا معروفة جيدا. ويقع جزء كبير من فعالية المستقبليات في العالم ضمن هذا المفهوم؛ وهو يخدم احتياجات وزبائن معروفين جيدا. وتقع فعالياته في مناطق مألوفة: الشركات التجارية، أقسام التخطيط، المكاتب الاستشارية، الوكالات الحكومية وما شابه ذلك، ويغلب على العاملين ضمن هذا الأسلوب امتلاكهم شهادة جامعية أو خبرة طويلة في الطرق المستقبلية المعروفة مثل طريقة دلفي؛ وتحليل التوجهات والسيناريوهات. ويميل هؤلاء من خلال ما يعرفون به إلى التركيز على المجال الجماعي الخارجي (التكنولوجيا، البنى التحتية، العالم المادي)”.

 

وبالرغم من الحديث حول تعدد الرؤى والمنظورات في الدراسات المستقبلية، فلا يعني ذلك انها تحتوي على “تعددية راديكالية” في الانموذج النظري “Paradigme”. فهي تصورات وإن تباينت في النتائج وحتى في المنطلقات، لا تعدو أن تكون وليدة نفس الرؤية للعالم.

 

فالمجتمعات الصناعية وما بعد الصناعية[5] متمسكة بمبدأ التقدم[6] والذي هو من محركات الحداثة، وهو مبدأ يفرز الحاجة إلى المزيد ثم المزيد من الابتكار والتجديد.

 

والابتكار في عالم سريع ومتحول ومتقلب، يتطلب مجهود متميزا في استشراف مستقبل الصناعات والتجارة والخدمات وميولات المستهلكين وتداعيات السياسات العامة وبصفة إجمالية التغيرات الجزئية والكلية. ولذا فإن الدراسات المستقبلية التقليدية مرتبطة، بطبيعة إدراك المجتمعات لحاجاتها للتغير وتمثلها للمستقبل[7].

 

والدراسات المستقبلية التقليدية هي امتداد للفكر الجيوسياسي التوسعي، المرتكز على مبدأ اكتساح المجالات المادية والمعرفية. فالمستقبل هو مجال للاستحواذ والاكتشاف[8] والضبط والقوة والتحكم.

 

وعموما يمكن تعريف الدراسات المستقبلية التقليدية، بأنها مجمل الجهود الاستشرافية المتقيدة بالتوجه الوضعي، والمتحيزة للرؤية الغربية وغير المعترفة بإمكانية مساهمة باقي الثقافات[9] في إنتاج فكر مستقبلي مختلف.

 

ويندرج ضمن هذه الدراسات المستقبلية التقليدية، الأعمال الاستشرافية التي ينتجها مختلف الباحثين في العالم والمنبهرين بالتقاليد الاستشرافية الغربية؛ والغير الطامحين إلى بناء تصورات ومنظورات تنسجم مع الخصوصيات الثقافية والسياسية والدينية لبلدانهم[10].

 

وتحتضن الدراسات المستقبلية التقليدية أنواعا وأنماطا، يمكن تصنيفها حسب طبيعة المعيار المعتمد. وهكذا يتحدث الباحثين عن نمطين، أحدهما استطلاعي أو استكشافي Exploratory Type والآخر نمط معياري Normative Type، ويميز بينهما الأستاذ عامر قائلا[11]: “والفرق بين النمطين هو فرق في الخطوات المنهجية في كل منهما، فبينما تبدأ الدراسة في البحوث الاستطلاعية من الحاضر، ومنه تستطيع أن تشكل وتصوغ صورة المستقبل المتوقعة أو الممكن تحقيقها، نجد في البحوث المعيارية وتبدأ الدراسة أولا برسم صورة المستقبل المرغوب في تحقيقه ومنها تنتقل إلى الحاضر، ولذلك فإن كل نمط من هذه الأنماط له أساليب وتقنيات بحث خاصة به…”

 

وهناك من يصنف الدراسات المستقبلية بناءا على معيار التفاؤل والتشاؤم[12]، وهكذا يمكن الحديث عن دراسات مستقبلية تفاؤلية، وهي تؤمن بمستقبل أفضل للعالم، وأنه قادر على التغلب على مشاكله ومصاعبه؛ ويتم التركيز في هذا النوع من الدراسات على القيم التي يمكن أن تؤسس لمستقبل الغد ومن ذلك مفهوم المسؤولية[13] اتجاه الأجيال القادمة.

 

أما النوع الثاني فتغلب عليه النظرة التشاؤمية، ويهتم بدراسة المخاطر الكبيرة التي يواجهها العالم[14]، ومن ذلك الفقر والتلوث والحروب والعنف واللامساواة والمخدرات والانفجار السكاني والمخاطر النووية وقضايا الهجرة والأمن الغذائي والتصحر والتقلبات المناخية والتطرف والإرهاب والخوف من تداعيات التكنولوجيا[15] وغير ذلك.

 

وهناك تصنيف آخر للدراسات المستقبلية بناءا على معيار الجهة التي أنجزت الدراسة، فهناك دراسات مستقبلية، تنجزها مؤسسات حكومية، من وزارات أو مراكز أبحاث تابعة لها، أو لجان وزارية متعددة، أو مؤسسة قومية مهتمة بالتخطيط، أو وكالات الاستخبارات. وهناك دراسات مستقبلية أكاديمية محضة، غير تابعة لمؤسسات حكومية. وفي الحقيقة يصعب الفصل بينهما فغالبا ما يكون البحث الأكاديمي في خدمة صناع السياسة. ولذلك فالأصل في الدراسات المستقبلية هو أنها وليدة، مختبرات البحث التي تشتغل لصالح المؤسسات الحكومية، ومن ذلك مؤسسة راند التي ساهمت في صياغة تقنية السيناريو.

 

ويمكن القول بأن الدراسات المستقبلية الأكاديمية، هي تلك الدراسات التي تتوخى المعرفة أولا ولا ترتبط بجدول أعمال سياسي متحكم. فالدراسات المستقبلية الأكاديمية، تنطلق من شغف المعرفة لبناء تصورات مستقبلية واقعية وقابلة للتطبيق وصالحة للبشرية. لكن هذه النظرة تبقى مثالية، لأن البحث العلمي في مجمله متحيز معرفيا وسياسيا.

 

والمرجو والمطلوب، هو اتفاق الباحثين في الدراسات المستقبلية على تشجيع البحث المتحرر من دوغمائية السياسة والمصالح الضيقة، لأن الوضع العالمي أصبح متشابكا مترابطا؛ وبالتالي فالتفاعلات العالمية تعني جميع ساكنة العالم.

 

وعموما يمكن القول بأن الدراسات المستقبلية أنواع متعددة، وتنوعها يكمن في تعددية المنظور والمناهج والرؤى والمنطلقات والأولويات والمدارس والاتجاهات الفكرية؛ ويبدو أن الدراسات ما بعد التقليدية أصبحت تحظى بمزيد من اهتمام الباحثين.

 

2. الدراسات المستقبلية ما بعد التقليدية

 

إن الانتقال من التقليدي إلى ما بعد التقليدي في مجال الدراسات المستقبلية، مرتبط بالموجة العارمة للفكر ما بعد الحداثي. فالنزعة ما بعد الحداثوية[16]رامت إعادة النظر في مسلمات العقل الغربي، ودعت إلى نبذ الدوغمائية الفكرية واحتفت بالمنظورية والتفاعل بين الذوات وعمقت من النزعة الشكية وساهمت في تعرية الخطاب المعرفي والكشف عن تحيزاتi ودفاعه عن المصالح وإقصائه لثقافة المهمشين[17]. ولاشك أن الفكر ما بعد النبوي[18] وما بعد الوضعي، هو مطالبة يتجاوز المقولات والمناهج والنظرة السائدة في الدراسات المستقبلية. ولذلك فالدراسات المستقبلية المتكاملة والتي تعتبر ما بعد تقليدية بامتياز، تدعو إلى تبني تعددية المنظور وتكاملية المعارف وتعددها، ولذلك يؤكد جوزيف فوروس على كون “المستقبليات المتكاملة لا تأخذ منظورا أحاديا، بل تميز، بالأحرى عددا وافرا من الرؤى. وهي ليست محددة بأداة أو منهجية مفردة، بل إنها بالأحرى تدرك وجود تشكيلة أدوات شاملة (وهي في الحقيقة لا نهائية). وهي تقر بوجود العديد من طرق المعرفة – والعديد من النماذج والممارسات ومنهجيات طلب المعرفة – وبأن أي نموذج وحدة لا يمكن أن يعطي تفوقا مسبقا (…) وترحب دراسة المستقبليات المتكاملة بكل الأساليب الحريصة والصادقة الباحثة عن المعرفة في جميع نواحي الفعالية الإنسانية كما تتبناها وتقيمها إذا ما كانت مناسبة ووافية – بما في ذلك التحليل المنطقي والاستشراف الحدسي والإلهام الروحي”.[19]

 

ويبدو واضحا بأن المستقبليات المتكاملة (integral Futures)، تؤمن بالأخذ من كل المعارف والتجارب والخبرات الحضارية، وعدم التقيد فقط بطرق التحليل المنطقي، بل الانفتاح على الطرق الأخرى للمعرفة ومن ذلك الحدسي والإلهام الروحي. ومن المعلوم أن الفكر الوضعي الحداثي، لا يسلم بوجود طرق للمعرفة، سوى “العقل الحداثي”، الذي من طبعه إقصاء كل الطرق والوسائل المتجاوزة لمقولات العقل الغربي.

 

وتختلف الدراسات المستقبلية النقدية عن الدراسات المستقبلية التقليدية، فالأخيرة ركزت على دراسة العالم الخارجي بينما الأولى ركزت على عالم الأفراد. ويقول “سلوتر” وقد ركز كل من الاستشراف وبناء السيناريوهات بصورة واسعة على العالم الخارجي. أما الدراسات النقدية للمستقبليات (critical Futures Studies)، فقد عالجت ما يمكن أن ندعوه بـ”الدواخل الاجتماعية”. وهذا يعني أنها ارتأت ان الهيئات الخارجية للمجتمع التي درست بعناية (مثل السكان، والتكنولوجيات، البنى التحتية…الخ)، مرتكزة في عوامل اجتماعية قوية مثل المنظور إلى العالم و النماذج والقيم المتبعة، وتعتمد عليها”[20].

 

ويلاحظ سلوتر بأن الدراسات النقدية رغم اهتمامها بالأفراد، إلا أن ذلك لم يكن بشكل معمق ولذا فإن الدراسات المستقبلية المتكاملة، حاولت تدارك ذلك [21].

 

وتتسم المستقبليات النقدية، بتفكيكها للخطاب السائد حول المستقبليات وبالتالي نقد الدراسات المستقبلية التقليدية، وتعرية تحيزاتها المعرفية والسياسية والحضارية. وتستثمر المستقبليات النقدية الارث ما بعد الحداثي في تفكيك[22] الخطابات السائدة في العلوم الاجتماعية الغربية.

 

ويشير سهيل عناية الله[23] إلى تركيز المستقبليات النقدية على مساءلة مفهوم المستقبل وكيفية بنائه وتمثله في الخطابات، ولماذا تصبح “صياغة” معينة للمستقبل هي المهيمنة وهي المفضلة بدل صياغات أخرى؟ إن المستقبليات النقدية هي ممارسة خطابية بامتياز، أي انشغال بتشكيل الخطابات حول المستقبل، أكثر من الاهتمام بالطرق المتعددة والمناهج المتداخلة لسبر أغوار المستقبل. ولذا فالدراسات المستقبلية المتكاملة بخلاف المستقبليات النقدية، غير منحصرة في النقاش الخطابي وإنما تسعى إلى تعميق الفهم لطبيعة إدراك الأفراد للمستقبل ودورهم في تحديد صوره.

 

وتندرج مجموعة من الأعمال ضمن الدراسات المستقبلية المتكاملة ومن ذلك أعمال راشكوف (Douglas Rushkoff) وفوروس (J. Voros) وهايوارد (Peter Hayward) وخوسي راموس (José Ramos) [24].

 

و”يقر إطار المستقبليات المتكاملة بتعقيد الأنظمة والبيئات المحيطة، والشبكات المترابطة للإدراك والفعالية. وتؤثر كل هذه في سلوكية الأفراد والمجموعات. وهي تعطي البنى والأحداث في العوالم المادية والاجتماعية والبسيكولوجية أشكالها. ويشمل الإطار منظورا تطوريا يميز طرق الوصول المختلفة الفردية والجماعية إلى البنى المختلفة للوعي”[25] كما يقول سلوتر.

 

وعموما فإن الدراسات المستقبلية المتكاملة هي اعتماد لتخصصات متعددة وانفتاح على رؤى متباينة وأطر تفسيرية واسعة؛ وهي تجميع لما تفرق.

 

ويشير سهيل عناية[26] بأن الدراسات المستقبلية، هي ذات توجه تنبؤي وأخرى ذات توجه تأويلي وأخرى ذات توجه نقدي (المستقبليات النقدية) وأخرى ذات توجه تشاركي ويوصي بالجمع بين كل هذه التوجهات.

 

* د. خالد ميار الإدريسي

 

رئيس تحرير مجلة مآلات، فصلية محكمة تعنى بالدراسات الاستشرافية

 

الهوامش:

 

[1] انظر مقالة سردار:

Zianddin Sardar : The name sake : Future ; Futures Studies ; Futurology ; Futuristic ; Foresight-What’s in a name ? op.cit p178.

 

[2] Z. Sardar, Development and the location of Eurocentrism, in R, Munck, D. O’hearn (Eds), Cristal Development theory : Contributions to a new Paradigm. (Zad Books, London 1999).

Z, Sardar, colonising the future : the other dimension of Futures Studies, Futures. 25 (April (3)) (1993).

 

[3] Wendell. B : Fondations of Future Op.cit.

 

[4] سلوتر، ريتشارد: المستقبليات المتكاملة عصر جديد لممارسي المستقبليات. ضمن واغنر، سنثيا (تحرير): الاستشراف والابتكار والاستراتيجية. ترجمة صباح صديق الدملوجي (المنظمة العربية للترجمة، الطبعة الولى 2009) ص: 494.

 

[5] Belle, D : vers la société postindustrielle. (PUF 1976).

 

[6] Robert, A, Nibet, History of the idea of Progress (New York : Basic Books, 1980).

 

[7] للتوسع انظر الدراسة التالية:

Barbara Adam and Chris Groves : Future Matters : Action, Knowledge, Ethics. (Brill, Leiden Bonton 2007). P 1-2.

ويمكن الرجوع كذلك لتفصيل هذه الفكرة في دراسة دو جوفنيل ، في كتابه:

B (de). L’art de conjoncture op.cit.

 

[8] Hammel G, PRAHALAD G. K la conquêtes de future (Interéditions, 1995)

 

[9] Zardar : colonising the Future op.cit.

BOWDER, B : “Futures Research and the Thirol
World”. Futuristics, vol 4, N°, 1980. Pp. 39 – 53.

 

[10] انظر سردار: ماذا نعني بالمستقبليات الإسلامية؟ مرجع سابق.

 

[11] عامر، طارق: أساليب الدراسات المستقبلية (اليازوري الطبعة 8، 2008) ص: 79.

 

[12] محمد بن سعيد الفطيسي: مستقبل في قبضة يد، مرجع سابق، ص: 107 – 108.

 

ويتحدث الباحث عن ثلاث اتجاهات متفرعة عن الدراسات التشاؤمية والتفاؤلية، وهي الدراسات المستقبلية التنبؤية والدراسات المستقبلية الاستقرائية والدراسات المستقبلية الافتراضية. ويقول:

 

“الدراسات المستقبلية التنبؤية، التي تكتشف من خلالها أحداث المستقبل لتعيين محطات مستقبلية ثابتة ومؤكدة يتحرك نحوها المسار المستقبلي في خط مستقيم ابتداء من حاضرنا، وهذا النوع من الدراسة يعتمد على القدرات الفردية للباحث.
الدراسات المستقبلية الاستقرائية، التي تعتمد على استقراء الأحداث التاريخية الماضي والحاضر ورصد مسار الحركة التاريخية واتجاهها نحو المستقبل؛ لتخمين الوقائع المحتملة وكتابة التصورات (السيناريوهات) وبيان رؤاهم عما سيحدث في المستقبل لعقد أو اثنين أو ثلاثة عقود قادمة، وهذا النوع يعتمد الاستراتيجيون وهو يتطلب فريق عمل جماعي متخصصين في العلوم السياسية والاقتصادية والتربوية ونحو ذلك.

 

الدراسات المستقبلية الافتراضية، التي تعتمد على افتراض المستقبل وخلق احداثه بما يلاءم الأهداف والطموحات المراد تحقيقها، هذه الدراسات تخلق مسارا افتراضيا يبدأ الحاضر وينتهي بالأهداف المراد تحقيقها في المستقبل، وهي تشبه إلى حد كبير كتابة سيناريو الفيلم يراد إخراجه على شاشة الواقع استخدام الأدوات والشخوص والامكانيات المتاحة مع التوصية بتطويرها بما يلاءم حجم ونوع الأهداف. (ص: 108).

 

[13] انظر مجموعة من الدراسات التي أنجزت حول مسؤولية العالم اتجاه الأجيال القادمة:

Stiglitz, Joseph E. The Price of inequality : How Today’s Divided Society Endangers our future. (New York : Norton, 2012).
Ernest Partridge, ed, Responsabilities to Future generations. (Promethens Books, 1980).
Wendell Bell, “why Should we care about future generation ?” in Howard Distbury, ed, The years ahead : Perils, problems, and promises. (Bethesda, Maryland : World Future Society, 1993).
Andrew Dobson, ed, Fairness and Futurity. (oxford University Press).
Axel Gosseries, “on Future Generations, Future Right’s”. Journal for Political Philosophy, 2008).

 

[14] انظر جرد شامل لأهم هذه المخاطر التي هي مجال البحث في الدراسات المستقبلية:

Virgine Raisson : 2033 Atlas des Futurs Du monde. (Robert LaFFont, Paris, 2010).

 

[15] Bell, D. The Third Technological revolution and its possible Socio-economic consequences. (Dissent, 1989).

 

[16] انظر الكتب التالية:

 

ليوتار: الوضع ما بعد الحداثي. ترجمة أحمد حسان (دار الشرقيات، 1994).

 

روز مارغريت: ما بعد الحداثة. ترجمة احمد الشابي. (الهيئة المصرية للكتاب، 1994).

 

دافيد هارفي: حالة ما بعد الحداثة. ترجمة محمد بشير (المنظمة العربية للترجمة، 2005).

 

[17] انظر النقد ما بعد الحداثي للثقافات السائدة وتأثير ما بعد الحداثة على العلوم الاجتماعية..

J. “Incidance du postmodernisme sur l’avenir des sciences sociales”. Diogéne. N° 143. 1988.
Foster, Hal, ed, The anti-aesthetic : Essay on postmodern Culture (London and New york : routledge, 1994).

 

[18] انظر مقالة هامة لسهيل عناية الله.

Sohail Inayatullah : Futures Studies : Theories and Methods. In wfsf.org.

 

[19] ريتشارد سلوتر: المستقبليات المتكاملة، مرجع سابق، ص: 509 – 510.

 

[20] نفسه ص: 488 وللتوسع انظر:

Richard Slaughter, “Changing Methods and Approaches in Futures studies”. In Richard Slaughter, Futures beyond Dystopia : creating social Foresight, Futures and Education Series. (London. New York : Routledge Falmer 2004).

 

[21] ريتشارد سلوتر: المستقبليات المتكاملة ص: 488.

 

[22] Inayatullah, Sohail. “Deconstructing and reconstructing the Future” Futures 22 (2) 1990 : 115 – 141.

Inayatullah, S, “Causal Layered Analysis : Poststructuralism as method” Futures 30 (8) : 815 – 830.

 

[23] Sohail Inayatullah : Futures Studies. Theories and Methods. op.cit. p 44.

 

[24] انظر: سلوتر: المستقبليات المتكاملة مرجع سابق، ص: 498 – 507.

 

[25] نفسه، ص: 508.

 

[26] Sohail Inayatullah : Futures Studies op.cit. p 42 . 44

 

المصدر

 

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments