8 "دروس رقمية حياتية" يجب اتّباعها خلال العقد الجديد (2020-2030)

8 “دروس رقمية حياتية” يجب اتّباعها خلال العقد الجديد (2020-2030)

2020-01-31 5:49 م

8 “دروس رقمية حياتية” يجب اتّباعها خلال العقد الجديد (2020-2030)

 

قبل 10 سنوات، وتحديداً مع بداية يناير 2010، كان عمر هاتف «آي فون» ثلاث سنوات، ولم يكن هناك شيء اسمه «سيري» أو «إنستغرام»، أو خدمات شبكات التواصل الاجتماعي والفيديو الحي، وغيرها من آلاف التقنيات والأدوات التي تغمر حياتنا الآن. ومع دخول يناير 2020، وبداية عقد جديد، استخلص فريق من الخبراء ثمانية «دروس رقمية حياتية»، مستمدة من التأثير الاجتماعي والسلوكي والنفسي الذي أحدثته التقنية في الأفراد والجماعات والمؤسسات وحتى الدول، خلال العقد الماضي، حيث رأوا أنه من الضروري أن يعيها الإنسان، ويتعلم من دلالاتها خلال العقد الجديد (2020-2030)، ليحصل على أفضل ما أنجزته التقنية قدر الإمكان، ويتفادى أسوأ سلبياتها. جاءت تلك الدروس في إطار تحليل تفاعلي أجراه موقع «سي نت نيوز» تحت عنوان «مراجعات العقد»، لفهم تأثيرات التقنية على الإنسان خلال العقد الماضي، وتأثيراتها المتوقعة خلال العقد المقبل، إذ قدم التحليل الدروس الثمانية التالية، التي يرون أنه من المتعين أن يستفيد منها كل شخص وهو يتعامل مع التقنية خلال العقد المقبل:

 

1- صوتك ورأيك مسؤولية

 

مع «يوتيوب» و«إنستغرام» و«فيس بوك» و«تويتر»، بات الرأي الفردي الخاص مسؤولية، حيث إن شبكات التواصل الاجتماعي جعلت الكثير من التأثير والتحولات العميقة إلى الأفراد العاديين، الذين باتوا يشكلون معاً الثقافة والسلوك الجمعي العام، بعيداً عن التأثير التقليدي للمؤسسات والكيانات الرسمية. وخلال العقد الجديد، يتوقع أن يتصاعد دور منصات التواصل الاجتماعي المفتوحة في تحفيز الحركات الاجتماعية والتغيرات السلوكية، لذلك فالدرس المهم هنا أن يعي الفرد أن صوته ورأيه مسؤولية كبرى.

 

2- الخصوصية أهم شيء

 

بات بإمكان أدوات شائعة ومعلنة لدى شركات «غوغل» و«فيس بوك» و«مايكروسوفت» و«أمازون» و«أبل» وغيرها، أن تتبع مسار الإنسان على مدار اليوم، أين يذهب، وأين يتوقف، ومتى يشتري، وماذا يشتري، وكم يدفع، وماذا يقول ويفعل داخل منزله. وفي نهاية اليوم يتحول إلى سلعة، مستهدفة بالإعلانات التجارية، أو غيرها. وفي المقابل لم تتوقف فضائح تسريب البيانات الشخصية، واستغلالها على نحو تجاوز حقوق الفرد. والدرس هنا أن سنوات العقد المنصرم كشفت عن نقاط ضعف قوية في مجال الخصوصية، ما يجعلها أهم شيء يتعين الانتباه إليه في عالم التقنية خلال العقد الجديد.

 

3- مساعدك الصوتي صديقك

 

شهدت المساعدات الصوتية الرقمية الشخصية، مثل «أبل سيري» و«أمازون أليكسا» و«مايكروسوفت كورتانا» و«مساعد غوغل»، تطورات مذهلة خلال العقد المنصرم، جعلتها تدخل العقد الجديد وهي مؤهله تماماً لأن تكون الصديق الصدوق المفضل لأي شخص، فهي تتابع احتياجاته وتتوقعها، وتذكره بكل ما يتعين عليه فعله خلال يومه، والمعضلة الأكبر مع هذا الصديق، هي تحقيق التوازن بين ما يقدمه من خدمات، والتزامه بضوابط الخصوصية الخاصة بك.

 

4- صحتك في يديك

 

قدم العديد من شركات التقنية جهداً كبيراً خلال العقد الماضي في صياغة طرق تتيح للشخص المتابعة والسيطرة على صحته ولياقته البدنية، فظهرت الساعات الذكية بتطبيقاتها الصحية والبدنية المختلفة، والأساور التي يتم ارتداؤها حول معصم اليد، التي تتابع حالات النوم والنشاط الجسدي، وقياس نبضات القلب ومستوى السكر، وضغط الدم وخلافه، والأمر يتسارع بوتيرة متسارعة للغاية، وخلال العقد المقبل ستصبح هذه الأجهزة امتداداً للخدمات المقدمة بالمستشفيات، وجسراً يربط بين الأطباء وأجساد البشر خارج دور الرعاية الصحية، والدرس هنا هو الاستعداد للتعامل مع مثل هذه المنجزات، مع الوعي بكيفية تفادي «سمومها الرقمية»، وفي مقدمتها الإدمان المفرط عليها.

 

5- لا تصدق كل ما على الإنترنت

 

خلال العقد المنصرم تضخمت وازدادت ظاهرة الأخبار الكاذبة والمحتوى المزيف، وباتت هناك جهات تسعى إلى التلاعب بالفرد، من خلال أساليب «الهندسة الاجتماعية» المخططة. وفي هذا السياق وقعت مئات الأحداث الخطيرة حول العالم، أثرت سلبياً على أفراد ومؤسسات وكيانات ودول، وقامت بالأساس على الأخبار المزيفة. والدرس هنا أن يدخل المرء العقد الجديد، وهو يعلم أنه من المتعيّن عليه ألا يصدق كل ما يقرؤه عبر الانترنت وشبكات التواصل، وأن يحرص دوماً على أن يكون عقله نقدياً قادراً على التمهل والتفكير والتمحيص والتدقيق قبل الاقتناع بما يقرؤه.

 

6- الواقع السائل

 

هذا الدرس مستمد مما استطاعت أن تحققه تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي وطرق إعادة تكوين الأشياء خلال العقد الماضي، ويقصد به عمليات «التزييف العميق»، التي برزت أخطر تجلياتها في الفيديوهات المزيفة بعمق، ويصعب على غير المتخصصين المحترفين كشفها. ويرى الخبراء أن العقد المنصرم وصل بالإنسان إلى مرحلة «الواقع السائل» أي غير المحدد، الذي يجعل فستاناً باللون الذهبي والأبيض، يراه البعض باللونين الأبيض والأسود، ويراه فريق ثالث بالأبيض والرمادي.

 

7- الإنترنت إلى الأبد

 

خبرة العقد المنصرم تشير إلى أن المرء بات عليه أن يعلم جيداً، أن كل ما يكتبه أو يقوله أو يسجله عبر الانترنت في وقت ما، سيظل حياً للأبد، ويحتمل أن يعود إليه ليطارده ولو بعد سنوات، حيث إن هناك الآلاف خسروا وظائفهم بسبب كلمة أو تغريدة ساخرة أو تعليق مرفوض أو اعجاب بأشياء منافية في وقت ما، ربما كانت مجرد لحظة سوء تقدير أو مزحة، لكنها تعود لتنفجر في وجه صاحبها عند مفترق طرق في حياته، كحصول على وظيفة، أو اختيار شريك حياة، أو الدخول في مشروع أو خلافه. والدرس هنا أن سجلك على الانترنت الذي تصنعه بنفسك هو سجل دائم.

 

8- عش في السحابة

 

منجزات السنوات الـ10 الماضية في مجال الحوسبة السحابية جعلت التسوق عبر الإنترنت، والبنك عبر الإنترنت، وبرامج البث التلفزيوني والأفلام، وتخزين عملك عبر الانترنت عبر تطبيقات مثل «أوفيس 365»، من الموسيقى والوثائق والضرائب السنوية وغيرها، وبهذه الطريقة باتت حياتك هائمة في السحابة الرقمية. والدرس هنا أنه في العقد المقبل، يمكنك أن تعيش في السحابة الرقمية، لكن من المتعين أن يكون لك موطئ قدم ثابت على الأرض، وأن تترك السحابة وتعيش لحظات حقيقية واقعية.

 

المصدر

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments