أطروحة دكتوراه في الدراسات المستقبلية في العلوم السياسية / جامعة مؤتة بإشراف أ. د. وليد عبد الحي

أطروحة دكتوراه في الدراسات المستقبلية في العلوم السياسية / جامعة مؤتة بإشراف أ. د. وليد عبد الحي

2021-05-19 6:51 م

أطروحة دكتوراه في الدراسات المستقبلية في العلوم السياسية | جامعة مؤتة بإشراف أ. د. وليد عبد الحي

 

أ. د. وليد عبد الحي

 

بعد جهد جهيد، أقنعتني الطالبة فداء العبادي من قسم العلوم السياسية في جامعة مؤتة الأردنية الإشراف عليها لإعداد أطروحتها للدكتوراه، وأصرت أن يكون موضوعها في الدراسات المستقبلية، وتركت لي اختيار الموضوع، ونظرا لجدية الطالبة فقد اتفقت معها على الموضوع الذي أصبح عنوان أطروحتها وهو:

 

“تطبيق مصفوفة التأثير المتبادل لتحديد الاتجاه الأعظم في النظام الدولي 2020-2045- دراسة مستقبلية “

 

وقد تمت المناقشة للرسالة قبل خمسة أيام من قبل الزملاء: أ. د. نظام بركات (من جامعة اليرموك)، وأ. د. فوزي تيم، والدكتور حمود أبو سليم (رئيس القسم في جامعة مؤتة)، وتمت إجازة الرسالة، وأجمعت اللجنة على ” تميز الرسالة وتفردها”.

 

تقع الدراسة في 250 صفحة، وقائمة مراجع ضمت أكثر من 150 مرجعا كلها تقريبا مراجع أجنبية نظرا لفقر المكتبة العربية بهذه الموضوعات، وتم تقسيم الأطروحة إلى أربعة فصول منها فصل تمهيدي وثلاثة فصول في مضمون الدراسة، تناول الفصل الثاني تقنية مصفوفة التأثير المتبادل (Cross Impact Matrix) وكيفية بنائها من حيث تحديد المتغيرات (عبر المسح) وآلية التفاعل بينها (عبر النماذج المستقبلية) وكيفية تحديد المتغيرات المركزية وهي:

 

أ‌- المتغيرات الأكثر “تأثيرا” إيجابيا في بقية المتغيرات

 

ب‌- المتغيرات الأكثر تأثيرا سلبيا في بقية المتغيرات

 

ت‌- المتغيرات الأكثر “تأثرا” إيجابيا من بقية المتغيرات

 

ث‌- المتغيرات الأكثر تأثرا سلبيا من بقية المتغيرات.

 

وبعد قياس الترابطات بين المتغيرات ال 45 من خلال قياس التأثير المتبادل بين كل متغير وبقية ال 44 متغيرا آخر انتهت الدراسة إلى 1980 قيمة، يتم من خلالها تحديد المتغيرات المركزية بالترتيب السابق الذكر.

 

أما الفصل الثالث، فتناول كيفية تحديد الاتجاهات الأعظم (Mega-Trends) من خلال تحديد وربط الأحداث (Events) والاتجاهات الفرعية (Sub-Trends) والاتجاهات (Trends) وصولا للاتجاه الأعظم، وتم تطبيق ذلك على المتغيرات من خلال قياس وزن كل متغير طبقا لعدد من المعادلات الرياضية التي تستخدمها نماذج وأدبيات الدراسات المستقبلية.

 

في الفصل الرابع، عرضت الطالبة مستقبل النظام الدولي استنادا لنتائج تحليل المصفوفة، ثم حددت تفاعلات الاتجاهات الأعظم، وانتهت لتوظيف التنبؤ الاستقرائي (Extrapolation) لمدة 25 سنة (بين 2020-2045)، لتصل إلى أن النظام الدولي سيعرف تغيرا أهم ملامحه بداية نهاية النظم القطبية القائمة على الدول القومية المنفردة وبداية اتجاه أعظم يقوم على “إحلال نظام دولي قائم على التنافس القطبي بين كتل بعضها إقليمي وبعضها عابر للأقاليم بدلا من قطبية الدولة القومية التقليدية (أمريكا – الصين…الخ).

 

ولعل أبرز نقاط المناقشة -إذا تجاوزنا الملاحظات الشكلية من أخطاء مطبعية أو نحوية أو الترقيم لبعض البنود- هو النقاش حول الفرق بين نظرية الشواش (Chaos) المشتقة من الرياضيات الفيزيائية ونظرية الفوضى (Anarchy) التي تعتمدها الواقعية الجديدة (كينيث والتز ومدرسته)، وهي مسألة مرتبطة بالتفاعلات في نظام معين والتي يمكن توقع مستقبلها (مدخلاتها تقود لمخرجاتها)، وعدم وقوع التنبؤ يفترض وجود اضطراب، بينما في الشواش، المدخلات لا تقود للمخرجات، ومثال ذلك أنه لو أسقطنا مائة قنبلة يدوية ضمن نفس  كل الظروف (نفس الارتفاع ونفس أنواع القنبلة ونفس نقاط الإسقاط…الخ ) فإن توزيع شظايا القنبلة لن تأخذ نفس المسارات، أي أن المدخلات لم توصلنا لنفس المخرجات، وبدأت العلوم الاجتماعية بخاصة الدراسات المستقبلية تحاول فهم ذلك وإدخاله ضمن نماذجها التحليلية.

 

أبارك للطالبة بالدكتوراه، رغم أني اجهدتها في بعض الجوانب، وأشكر قسم العلوم السياسية في جامعة مؤتة على تعاونهم وخاصة الدكتور رضوان المجالي، وأتمنى من زملائي في أقسام العلوم السياسية في جامعاتنا الأردنية أن يولوا موضوع الدراسات المستقبلية مزيدا من العناية، فالاهتمام بالمستقبل أمر استراتيجي لأننا “ذاهبون الى هناك” كما قال آينشتاين…

 

المصدر (9 مايو 2021)