ضوابط مصداقية الدراسات المستقبلية

ضوابط مصداقية الدراسات المستقبلية

2021-02-06 7:14 ص

ضوابط مصداقية الدراسات المستقبلية

 

في عام 2015 قام فيليب تيتلوك (Philip Tetlock) مع مجموعة من الباحثين بجمع 150000 (مائة وخمسون ألف) تنبؤ في قطاعات مختلفة سياسية وعلمية واقتصادية واجتماعية وبيئية…الخ، وكان عدد الباحثين الذين شاركوا في التنبؤات (خلال عشر سنوات) هو 743 مشاركا، وغطت هذه التنبؤات 199 (مائة وتسعة وتسعين) حدثا دوليا. بعد ذلك تم إصدار ثلاث أوراق بحثية للنتائج تغطي الأولى الباحثين الأكثر دقة في نتائجهم، والثانية تحدد نسبة الدقة في النتائج كلها، ثم تحديد التقنيات أو المنهجية التي نتج منها أدق النتائج. أما أبرز النتائج فكانت على النحو التالي:

 

أ‌- أن خبراء الدراسات المستقبلية قلصوا أخطاء التنبؤ بنسبة 50% قياسا لـتنبؤات المتخصصين في فروع علمية (اجتماعية أو تطبيقية) ولكن ليس لديهم خبرة في الدراسات المستقبلية.

 

ب‌- أن نسبة التنبؤ تتحسن تدريجيا، فلم يكن هناك أي سنة خلال العشر سنوات كان معدل التنبؤات الصحيحة فيها أقل من السنة التي سبقتها.

 

ت‌- أن الباحثين يراقبون أخطاء تنبؤاتهم ثم يحاولون معرفة سبب الخطأ ليتداركوه في التنبؤات اللاحقة، وقد أعطت هذه المسألة نتائج أدت لتراجع الخطأ بنسبة حوالي 25% (أي التعلم من الخطأ).

 

ث‌- التنبؤات التي يشارك فيها متخصصون من ميادين متعددة تجعل الدقة في التنبؤ أعلى من حيث تحديد زمن التنبؤ ومضمونه.

 

ج‌- انخراط الخبير في كل مرة مع مجموعة جديدة من الخبراء زاد من دقة تنبؤاته بنسبة 12%.

 

ح‌- كانت نسبة صحة النتائج أعلى في كل مرة للمنفتحين على كل الأفكار (وهم من تسميهم الدراسات المستقبلية الثعالب) (Foxes) قياسا للمنغلقين على فكرة واحدة (تسميهم الدراسات المستقبلية القنافذ) (Hedgehogs).

 

خ‌- التدرب على “المنطقية الاحتمالية” (probabilistic reasoning) من خلال دراسات الظواهر التاريخية السابقة والمشابهة لنفس الظاهرة موضوع التنبؤ يعطي نتائج أفضل كثيرا من الذي لا يتزود بهذه المعرفة، لأن دراسة عشر حالات تاريخية مماثلة يساعد على فهم “آليات حدوث وتطور الظاهرة” حيث يتم إدراك لماذا حدثت الظاهرة هنا بشكل مختلف عن حدوثها هناك وفهم دور الفترة التاريخية ودور التغيرات بين فترة وأخرى.

 

د‌- السرعة في الاستنتاج مسؤولة عن نسبة هامة من الأخطاء في التنبؤ.

 

ذ‌- أن الدقة في اختيار التقنية الأنسب من ناحية، وترتيب تطبيق التقنيات في كل ظاهرة من ناحية ثانية (أيهما أسبق مثلا المصفوفة أم الدولاب أو هل تسبق تقنية التدرج تقنية الإسقاط…الخ)، وثالثا إدخال تقنية السيجما (Sigma) في كل سيناريو، شكلت قواعد ضابطة لرفع سوية الدقة في التنبؤ بنسبة 24%.

 

المصدر (21 يناير 2021)