ما الفرق بين التخطيط الاستراتيجي والاستشراف المستقبلي؟

كيف نشأ مفهوم الاستشراف وكيف تطور؟

2019-11-01 3:00 ص

كيف نشأ مفهوم الاستشراف وكيف تطور؟

 

عالم الاجتماع “س. كولم جليفيلان” الذي يعتبر أول من درس علم المنهجيات بجدية بدءا من عام 1907 وأول من صاغ أسماء لعلم المستقبل في رسالته لنيل شهادة الماجستير التي قدمها عام 1920 لجامعة كولومبيا حيث اقترح مصطلح ملنتولوجي المشتقة من كلمة يونانية بمعنى “المستقبل“.

 

وتعتبر مؤسسة راند هي الراعي الأكبر للدراسات المستقبلية المنهجية، والتي تأسست عام 1948، والتي اتبعت مناهج ووسائل جديدة في محاولة للسيطرة على أحداث المستقبل واستشرافه، كما أسهمت هذه المؤسسة في إفراز عدد كبير من كبار المستقبليين.

 

وكذلك جاءت محاولة العالم الرياضي “أولف هليمر” الذي نشر مع زميله، الباحث في مؤسسة راند، نيكولاس ريتشر عام 1959 دراسة عن “نظرية المعرفة للعلوم غير الدقيقة” قادت إلى قاعدة فلسفية للتنبؤ هي أن شهادة الخبراء مسموح بها في الحقول التي لم تتطور بعد. وسعيا نحو تطوير هذه القاعدة اشترط مع زميله في راند “نورمان دالكي” في وضع أساس نظري لاستخدام رأي الخبراء في التنبؤ من خلال أسلوب أسماه “دلفي” نسبة إلى معبد دلفي في أثينا القديمة ثم طوره بعد ذلك مع زميله في راند أيضا المهندس “ثيودور ج جوردون”. وهذه التقنية هي التي فتحت الباب على مصراعيه للدراسات و البحوث المستقبلية في كافة المجالات و التخصصات.

 

ومع أوائل ستينات القرن العشرين ازدادت دراسة المستقبل مكانة واهتماما بشكل مطّرد بعد ما كان ينظر إلى العالم المهتم بالمسائل المستقبلية كأنه “زنديق” أو شيئا بين “العراف” أو “كاتب قصص الخيال العلمي”.

 

كما بلغت الحركة المستقبلية ذروتها السياسية عندما أنشئت سكرتارية للدراسات المستقبلية عام 1973 تابعة لرئاسة الوزراء في السويد والتي كان لها فضل تقديم عدد غير محدود من الدراسات المستقبلية الهامة لاسيما في مجالات التعليم والأمن القومي السويدي.

 

ولقد تأثر بعض الكتاب بهذا النوع من الدراسات الموجهة نحو المستقبل حتى أنهم تبنوا القضية. وخاصة ألفين توفلر الذي نعتبره “عميد الفكر المستقبلي المعاصر”، وقد بدأ بمقالة هامة في عام 1965 في مجلة Horizon بعنوان: “المستقبل سبيلا للحياة”. وكذلك ” المقالة الطويلة في مجلة “Time ” والتي استخدم فيها مصطلح “علماء المستقبل” ليعبر عن البارزين في عملية تأسيس ودفع هذا المجال البحثي، وتلاحقت كتاباته حتى الآن من خلال أشهر كتاباته هي ثلاثيته: صدمة المستقبل (1970)، والموجة الثالثة (1980)، وتحولات القوة (1990).

 

وقد ترتب على كل ما سبق ظهور اهتمام جاد في العالم وخاصة في الولايات المتحدة لتأسيس عدد من المعاهد والمراكز البحثية لدراسة المستقبل، على نسق مؤسسات راند، ومعهد هدسن، ومعهد ستانفورد للبحث، ومعهد المستقبل، فأنشئ معهد فيينا في النمسا وجمعية مستقبل العالم في واشنطن العاصمة عام 1966 التي أصدرت في فبراير عام 1967 دورية هامة مازالت تصدر حتى الآن. وهذه الجمعية مسئولة إلى حد كبير عن ظهور المشاركة الشخصية في حركة المستقبليات في أمريكا الشمالية، فتحت رعايتها تم عقد المؤتمر العالمي الأول للمستقبل في “تورنتو” بكندا في يوليو عام 1980 والذي حضره أكثر من ستة آلاف عالم.

 

المصدر

3.6 5 votes
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments