الرباط – احتفلت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) يوم الثلاثاء الثالث من مايو الجاري بالذكرى الأربعين لتأسيسها، وهي مناسبة لتسليط الضوء على الجهود والمبادرات والأنشطة التي قامت بها المنظمة خاصة خلال هذه السنة.
فمنذ تأسيسها إلى اليوم تعمل الإيسيسكو التي تتخذ من الرباط مقرا لها، على تعزيز العمل في مجالات التربية والعلوم والثقافة، من خلال مبادرات لدعم العملية التعليمية في الدول الأعضاء وإيلاء الثقافة حقها في عدد من برامجها.
كما تبذل المنظمة جهودا لحماية تراث دولها الأعضاء، ومن ذلك إنشاء مركز التراث في العالم الإسلامي، وعقد عدد من الدورات التدريبية لبناء قدرات العاملين في هذا المجال.
وتقوم الإيسيسكو أيضا بدعم العلوم والابتكارات من خلال تعزيز البحث العلمي، فضلا عن إيلاء اهتمام بالجوانب الاجتماعية من خلال مشاريع في مجال ريادة الأعمال خاصة لدى الفتيات والنساء.
في #الذكرى_الأربعين_لتأسيسها، منظمة #الإيسيسكو، تتعهد بمسارعة الخطى لاستكمال موجبات رؤيتها التجديدية، والمضي بثقة صوب تحقيق مزيد من الإنجازات والمكتسبات على درب ازدهار العالم الإسلامي وتقدمه..
— الإيسيسكو – ICESCO (@ICESCO_Ar) May 3, 2022
وتنخرط المنظمة في عدد من البرامج المتعلقة بإدارة المناخ، وتدعم برامج مختلفة لضمان استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجالات التعليم والتوعية والتدريب إيمانا بأهمية مواكبة العصر والتطلع إلى المستقبل.
وقال سالم بن محمد المالك المدير العام للإيسيسكو في وقت سابق إن “عدم استشراف المستقبل من طرف الدول الإسلامية يمكن أن يقضي على آمالها في اللحاق بركب الدول المتقدمة”.
وأضاف المالك “إذا لم نستشرف المستقبل فسنحشر أنفسنا في زوايا الماضي، ونقضي على آمالنا في اللحاق بركب الدول المتقدمة التي بنت تقدمها على نتائج الدراسات الاستشرافية، ووضعت استراتيجياتها وفق فكر الاستشراف”.
وبحسب المدير العام للإيسيسكو فإن “استشراف المستقبل أفضل سبيل للحفاظ على المكتسبات الإنسانية وتطويرها”.
وكرست الإيسيسكو جل فعالياتها لهذا التوجه الاستشرافي في إطار رؤيتها الجديدة التي تتبنى استشراف المستقبل والتعامل مع التحولات والتحديات التي تواجه دول العالم الإسلامي.
كما لم تغفل الإيسيسكو في نشاطاتها الاهتمام بالماضي والإرث الثقافي العربي والإسلامي الكبير خاصة في تثمين الفنون الإسلامية العريقة مثل الخط العربي الذي وقع إدراجه هذا العام من قبل منظمة اليونيسكو ضمن قائمة تراثها غير المادي، لما يشكله من رمز ثقافي أساسي عربيا وإسلاميا، كما تولي الإيسيسكو اهتماما خاصا بالمرأة المبدعة بما تمثله من طاقة تأثير وتغيير.
وتميزت هذه السنة بتنظيم الإيسيسكو لأنشطة مكثفة من بينها على الخصوص سلسلة “حوارات المستقبل” التي ينظمها مركز الإيسيسكو للاستشراف الاستراتيجي لطرح ومناقشة تصورات مفكرين وعلماء دوليين واكتشاف وجهات نظرهم حول المستقبل.
"منظمة الإيسيسكو تستضيف عددا من المفكرين، والخبراء، والشخصيات المؤثرة لمناقشة الأفكار والمفاهيم ذات الصلة بمستقبل العالم الإسلامي"
د. سالم المالك، المدير العام للإيسيسكو، خلال محاضرة الدكتور سليمان بشير ديان، ضمن سلسلة #الإيسيسكو النقاشية حول حوارات المستقبل@KasMaroc pic.twitter.com/qL4wcGIDAu
— الإيسيسكو – ICESCO (@ICESCO_Ar) March 15, 2022
وتخليدا لليوم العالمي للشعر أقامت الإيسيسكو احتفالية كبرى بالشعر النسائي وذلك تحت شعار “آفاق القصيدة السيدة”.
وتم بالمناسبة تكريم ثلاث شاعرات فزن بجائزة الإيسيسكو للشعر النسائي التي أطلقتها المنظمة ضمن برنامج الاحتفاء بعام المرأة.
من جهة أخرى، تم خلال شهر مارس الماضي تنظيم حفل كبير لإطلاق “الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي” لعام 2022 ضمن برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي.
ويتضمن برنامج هذا الحدث الثقافي قائمة من الأنشطة التربوية والعلمية والثقافية.
كما أطلقت المنظمة بالشراكة مع الجامعة الدولية للرباط برنامج إدراج مقاربة الإيسيسكو “360 درجة للسلام” في الأوساط الأكاديمية.
ويأتي إطلاق هذا البرنامج في إطار التزام الإيسيسكو من خلال استراتيجيتها وخططها وبرامجها في تعزيز بناء السلام من خلال مقاربة شاملة ومتعددة القطاعات.
واختتمت المنظمة رسميا في شهر مارس الماضي “عام الإيسيسكو للمرأة 2021” الذي أطلقته العام الماضي تحت شعار “المرأة والمستقبل”.
أطلقت منظمة #الإيسيسكو، بالتعاون مع الجامعة الدولية للرباط @UIRabat برنامج دمج مقاربة الإيسيسكو "360 درجة للسلام" في الأوساط الأكاديمية، والذي يهدف إلى:
☑️ تعزيز البرامج التعليمية في مجال بناء السلام والأمن في الدول الأعضاء بالمنظمة.
التفاصيل:https://t.co/qcpzi5DyCo— الإيسيسكو – ICESCO (@ICESCO_Ar) March 29, 2022
ومن جهة أخرى نظمت الإيسيسكو ورابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب في شهر أبريل الماضي بالرباط احتفالية دولية كبرى خصصت لإطلاق مبادرة اليوم العالمي للرحمة.
كما أطلقت سلسلة من المحاضرات تحت مسمى “مجالس المباسطات”، وذلك في إطار الاحتفاء بالرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2022.
وتروم هذه السلسلة التي نظمت بالشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تسليط الضوء على المكونات الحضارية والتاريخية القديمة والحديثة لمدينة الرباط.
يذكر أن المؤتمر التأسيسي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو انعقد في مدينة فاس في مايو من عام 1982، وصادق على ميثاقها، تنفيذا للقرار الصادر من مجلس وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في فاس في مايو 1979، وإعمالا لقرار مؤتمر القمة الإسلامي المنعقد في مكة المكرمة والطائف في شهر يناير 1981 الذي دعا الدول الأعضاء إلى دعم الإيسيسكو وحثها على الانضمام إلى عضويتها.