السيارات ذاتية القيادة: هل تشكل الخطر الأكبر في طرق المستقبل؟

السيارات ذاتية القيادة: هل تشكل الخطر الأكبر في طرق المستقبل؟

2024-05-30 12:29 م

السيارات ذاتية القيادة: هل تشكل الخطر الأكبر في طرق المستقبل؟

 

طالما داعبت فكرة السيارات الذاتية القيادة خيال الحالمين بالمستقبل منذ عصور، إذ احتلت المراكز الأولى في جميع الأعمال الفنية التي تحاول تصور المستقبل البعيد، لذلك تضافرت مساعي العلماء عبر العصور والقارات من أجل إنتاج السيارات الذاتية القيادة والوصول بها إلى المرحلة التي يمكن استخدامها فيها بشكل دائم دون الخوف منها.

 

رغم أن فكرة السيارات الذاتية القيادة مازالت تبدو مستقبلية بعض الشيء، كوننا لم نصل إليها بشكل كامل ودون تدخل بشري، فإننا قطعنا أشواطًا عديدة في السنوات الماضية، وأصبح الآن بإمكانك اقتناء سيارات تسلا ذاتية القيادة واستخدامها في الطرقات.

 

ولكن وماهي المخاطر التي يمكن أن تظهر في مستقبل تسوده السيارات الذاتية القيادة؟

 

في العام الماضي، فشلت سيارة تسلا طراز (Y) من تفادي حافلة مدرسية على طريق ولاية نورث كارولينا السريع لتصدم تيلمان متشل ذو 17 ربيعًا متسببة له في إصابات خطيرة ومتنوعة، وبحسب تقرير واشنطن بوست، فإن نظام القيادة الذاتية لم يبطئ من سرعته أو يحاول التوقف على الإطلاق واستمر في السير على سرعة 70 كيلومترًا في الساعة.

 

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في الولايات المتحدة، إذ سجلت الإدارة الوطنية للسلامة على الطرقات السريعة (NHSTA) أكثر من 700 حادثة في الفترة من عام 2019 وحتى عام 2023 بسبب الاعتماد على نظام القيادة الذاتية في سيارات تسلا.

 

لا تحاول تسلا إنكار هذا الأمر، إذ تشير تقاريرها إلى أن هذه الحوادث تقع مرة واحدة لكل 7 مليون كيلومتر يتم قطعها بالاعتماد على منظومة الذكاء الاصطناعي، ولكن تقارير الإدارة الوطنية للسلامة على الطرقات السريعة تشير إلى أن هذه الحوادث تقع بمعدل أعلى بكثير، إذ تحدث مرة واحدة لكل 770 ألف كيلومتر يتم قطعها عبر منظومة القيادة الذاتية.

 

هذه الحوادث ليست حكرًا على سيارات تسلا فقط، ولكن ربما لأنه الأكثر انتشارًا، وبحسب ما نقلته صحيفة ذي غارديان في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023، فإن شركة “جنرال موتورز” استدعت جميع سيارات كروز (Crusie) ذاتية القيادة الخاصة بها من أجل تحديث نظام تشغيلها، وذلك بعد أن تسبب في حادث لأحد المشاة في سان فرانسيسكو.

 

انتشار حوادث السيارات الذاتية القيادة في السنوات الماضية تسبب في إضعاف موقفها أمام العملاء المحتملين، إذ لا يرغب أي شخص في سيارة تعرض حياته للخطر، وهذا ما ظهر في الدراسة التي نشرتها فوربس في فبراير/شباط 2024، إذ وجدت أن 93% من المشاركين في الدراسة يشعرون بالخوف من السيارات الذاتية القيادة، و61% لا يثقون فيها على الإطلاق.

 

هل يمكن الوثوق بالتقنية في وضعها الحالي؟

الحوادث بشكل عام ليست غريبة عن عالم السيارات سواءً كانت ذاتية القيادة أم لا، ويعد معدل الحوادث التي تجريها السيارات المعتادة أكثر كثيرًا من ذاتية القيادة وذلك لأن الأخيرة لا تتمتع بالانتشار ذاته.

 

ولكن تطرح هذه الحوادث تساؤلا مهما حول ثقة المستخدمين في التقنية بشكلها الحالي، إذ ما تزال التقنية أضعف في الاستجابة للمؤثرات الخارجية المفاجئة من القادة البشر، ورغم وجود مقاود تحكم في جميع السيارات الذاتية القيادة الحالية، فإن جزءا كبيرا من السائقين لا ينتبهون في الوقت المناسب لتفادي الحادث.

 

ما زالت تقنية السيارات الذاتية القيادة تحبو خطواتها الأولى، لذلك من المتوقع أن تكون هناك بعض الحوادث والمشاكل، وربما يساعد تطور الذكاء الاصطناعي وقدرته على معالجة المدخلات المختلفة في حل هذه المشاكل، ولكن حتى ذلك الوقت، تظل السيارات الذاتية القيادة تمثل خطرًا على المستخدمين في حالة الثقة بها بشكل كامل، كما ينتظرها الكثير من التطور قبل أن تصدر السيارات الذاتية القيادة التي لا تدع مجالًا للتحكم البشري فيها.

 

المصدر

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments