تعتزم المملكة العربية السعودية بناء مئات المنازل يوميًا بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد؛ التقنية الأحدث عالميًا من تقنيات الجيل الرابع، في إطار التوجه الرسمي الرامي إلى مواكبة التقدم التقني في عالم البناء المستقبلي، وأن تكون المملكة سباقة في تعزيز اعتمادها على تقنيات البناء المبتكرة في قطاع البناء والتشييد وتوطين صناعته.
وتوقعت مجلة كونستركشن ويك أن تبني السعودية 1.5 مليون منزل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، خلال 10 أعوام.
وتتطلع السعودية – التي يبلغ عدد سكانها نحو 32 مليونًا إلى توفير المساكن بأسعار مناسبة للمواطنين، وعلى مدى الأعوام الأخيرة، أنفقت عشرات المليارات من الدولارات لحل مشكلة الإسكان، وتهدف من خلال إدخال تقنيات البناء الحديثة إلى زيادة ملكية المنازل إلى 60% بحلول العام 2020 لترتفع إلى 70% في العام 2030.
شراء أكبر طابعة ثلاثية الأبعاد في العالم
وأدخلت السعودية أكبر طابعة ثلاثية الأبعاد في العالم لبناء المنازل، إذ اشترت شركة سعودية الطابعة التي تحمل اسم بود2 من شركة دنماركية، ويمكن للطابعة الجديدة تشييد مبانٍ تبلغ مساحتها 12×27×9 أمتار، فضلًا عن هياكل مكونة من ثلاثة طوابق تبلغ مساحتها 300 متر مربع لكل طابق.
وكانت وزارة الإسكان السعودية، أعلنت في نوفمبر/تشرين الأول 2017 عن الانتهاء من أول هيكل مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في العاصمة الرياض. وفي مطلع نوفمبر/تشرين الأول 2018، أعلن برنامجا الإسكان وتطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، ضمن برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، عن نجاح تجربة بناء أول منزل باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وأنجز خلال 25 ساعة على يد أربعة سعوديين؛ بينهم مواطنة، وخبيرَين أجنبيَّين.
مستقبل الإسكان
ويشهد قطاع تشييد المنازل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد اهتمامًا متناميًا حول العالم، وأصبح محط دراسةِ وبحثِ كبريات شركات العالم، بهدف تسريع إدخالها إلى الأسواق العالمية.
ودخلت الطباعة ثلاثية الأبعاد بقوة إلى المنطقة العربية، ولإمارة دبي – مثلًا- تجربة رائدة في هذا المجال، إذ تهدف استراتيجيتها التي أعلنتها عام 2016، إلى طباعة 25% من المباني بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد بحلول العام 2030.
ويُتوقَّع أن تبلغ قيمة قطاع سوق تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على مستوى العالم، نحو 120 مليار دولار بحلول العام 2020، ونحو 300 مليار دولار بحلول العام 2025، وذلك بفضل الزيادة في أنشطة الأبحاث وتطوير المنتجات، وازدياد الحاجة إلى مزيد من الإبداع في عملية التصميم، وسهولة الإنتاج والتصنيع في مختلف القطاعات بفضل استخدام هذه التقنية المتقدمة القادرة على صنع أي جسم صلب من نموذج رقمي مُصمَّم على أجهزة الحاسوب وإحداث نقلة نوعية في عالم الصناعة.
وتشير التقارير إلى دور تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في توفير تكلفة البناء بنسبة تتراوح بين 50% إلى 70%، وتكلفة العمالة بنسبة تتراوح بين 50% إلى 80%، فضلًا عن تقليل نسبة النفايات الناجمة عن عمليات الإنشاء بنسبة تصل إلى 60%، ما ينعكس إيجابًا على المردود الاقتصادي للقطاع ويسهم في تحقيق استدامة البيئة والموارد.
وتخصص دول أمريكا الشمالية واليابان وألمانيا والمملكة المتحدة وغيرها من الدول المتقدمة ميزانيات ضخمة في مجال تطوير تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في مختلف المجالات كالإنشاءات والطب والصناعة والسيارات والطيران.
المصدر