ثلاثة اتجاهات عظمى ستشكل مستقبل العالم | أ. د. وليد عبد الحي

ثلاثة اتجاهات عظمى ستشكل مستقبل العالم | أ. د. وليد عبد الحي

2022-07-20 10:45 ص

ثلاثة اتجاهات عظمى ستشكل مستقبل العالم | أ. د. وليد عبد الحي

 

 

من خلال 40 عاماً بحثاً وتنقيباً في ميدان الدراسات المستقبلية، أشعر بأن اتجاهات عظمى ثلاثة تهيمن على منظومتي المعرفية إلى حد الاستسلام لها في رؤيتي للمستقبل البعيد، ويمكن أن أوجز هذه الاتجاهات (رغم الصعوبة الهائلة في إيجازها نظراً لما تخلقه من تساؤلات عميقة أو ساذجة لدى القارئ) على النحو التالي:

 

1- ظاهرة (Ephemeralization) (طرحها Buckminster Fuller): والتي تعني أن التطور العلمي سيصل إلى نقطة يزداد فيه الإنتاج في كل المجالات كماً ونوعاً ولكن باستخدام مواد أقل شيئا فشيئا إلى أن نصل لصناعة كل شيء من لاشيء، وهو ما يعني الانتهاء من هواجس مالثوس ومن الخوف من ندرة الموارد، وهو ما سيترتب علبه نتائج اقتصادية واجتماعية وسياسية وبيئية لا حدود لها.

 

2- ظاهرة ال(WEAST) التي (طرحها Bart Van Steenbergen): أي أننا سنصل إلى تصالح منطقي (وليس استرضائي أو تسامحي) بين الثقافة الغربية (WEST) بمضمونها المادي التقني، والثقافة الشرقية (EAST) بمضمونها الصوفي الجواني لا الشعائري، وسيؤدي ذلك إلى تغير عميق في مناهج التفكير باتجاه نقلات نوعية كبرى في الإدراك الانساني للظواهر المختلفة وفي نمط العلاقات بين المجتمعات إلى حد صعوبة وضع حدود جيوثقافية.

 

3- تداخل الآلة والإنسان: إن تسلل الآلة لجسد الإنسان بدءاً من النظارة الطبية وسماعات الأذن وصولا للمفاصل الصناعية ومنظم القلب وفي 32 جزءاً آخر من الجسم حتى الآن، يقابله دخول الإنسان في الآلة بدءاً من الصورة للصوت والصورة (الكاميرا والراديو والتلفاز والمسجل ..إلخ) وصولا إلى التفكير ووضع النماذج وحل المسائل بعقلها هي (الكومبيوتر) طبقاً للمدخلات الانسانية، وهو ما سيشكل علاقة جديدة بين الفرد وآلته وبيئته بكل ما تنطوي عليه هذه العلاقة من تداعيات على التفكير والابداع والوجدان، ولعل دراسات Ilya Prigogine بخاصة نظريته ”النظام من خلال الفوضى” تشرح هذا الاتجاه في إطار المنهج الكلاني (Holistic).

 

أترك الحكم على ذلك كله للأجيال القادمة وهي التي ستقول ”ربما أو لا”..ربما.

 

 أ. د. وليد عبد الحي*

* أ. د. وليد عبد الحي أستاذ في قسم العلوم السياسية وباحث في المستقبليات والاستشراف.

 

١٥ يونيو ٢٠١٩ 

المصدر

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments