سيناريوهات إسرائيلية للشرق الأوسط عام 2030 (الجزء الأول) | أ. د. وليد عبد الحي

سيناريوهات إسرائيلية للشرق الأوسط عام 2030 (الجزء الأول) | أ. د. وليد عبد الحي

2021-06-04 12:00 ص

سيناريوهات إسرائيلية للشرق الأوسط عام 2030

(الجزء الأول)

 

ثلاثة باحثين هم Ari Heistein، الذي يعمل في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (Institute for National Security Studies (INSS))، وهو المركز الأقرب إلى نيتنياهو، أما الثاني فهو Daniel Rakov، والذي عمل ضابط استخبارات عسكرية في الجيش الإسرائيلي بخاصة في مجال تحليل المعلومات، أما الثالث فهو Yoel Guzansky وهو باحث في معهد الشرق الأوسط ومتخصص في الأبعاد السياسية والأمنية لدول الخليج.

 

وتحمل الدراسة الإسرائيلية عنوانا هو: كيف سيبدو الشرق الأوسط عام 2030: وجهة نظر إسرائيلية (What will middle east look like in 2030- An Israeli Perspective)، وهي صادرة في أول مارس (آذار 2021).

 

وبعد عرض تقنيات الدراسات المستقبلية التي اعتمدها الباحثون من مصفوفات وغيرها، قاموا بعرض أربعة سيناريوهات للشرق الأوسط (سنعرض اليوم السيناريو الأول منها)، ثم حددوا الاتجاهات التي ستحكم مسار الأحداث في الشرق الأوسط من الآن إلى عام 2030، وتتمثل هذه الاتجاهات في الآتي:

 

1- تراجع القطبية الآحادية لصالح قطبية متعددة (أمريكا –الصين –روسيا) أو ثنائية (أمريكا الصين).

 

2- التنافس الإقليمي وسيدور بين كتل ثلاث هي: الكتلة الإيرانية، وكتلة إسلامية محورها تركيا وقطر، ومحور سعودي إماراتي.

 

3- التقلب الأيديولوجي، ويتمثل في احتمال بروز تيارات إسلامية أكثر تطرفا مما عرفناه حتى الآن.

 

4- انتشار تقنيات عسكرية أكثر خطورة سواء النووية أو الصواريخ الموجهة عالية الدقة.

 

5- تزايد الضغوط السكانية، إذ يقدر أن يصل عدد سكان الشرق الأوسط عام 2030 إلى 581 مليون أغلبهم من الشباب، مما سيرفع البطالة بحوالي 11%.

 

6- استمرار الظروف الاقتصادية والاجتماعية لتبقى في حدود الحالة التي كانت سائدة عام 2010.

 

7- تنامي المشكلات البيئية بخاصة في مجال المناخ والتناقص الحاد في المياه بقدر قد يحيل أماكن واسعة في الخليج إلى مناطق غير مأهولة مع عام 2050.

 

8- تزايد التطور في مجال الذكاء الصناعي قد يقود إلى انتشار آليات ضبط استبدادية غير بشرية.

 

وإلى جانب هذه الاتجاهات (Trends) هناك مؤشرات فرعية تزيد الصورة تعقيدا مثل:

 

1- التغيير لقادة الأنظمة السياسية القائمة.

 

2- تقلب التحالفات بين القوى الإقليمية المتنافسة.

 

3- تدخلات عسكرية إقليمية أو دولية في دول من دول المنطقة.

 

4- انتشار السلاح النووي لدولة أو أكثر في المنطقة.

 

5- كوارث طبيعية أو بيئية.

 

وترى الدراسة أن متغيرين هامين يحددان طبيعة التفاعل بين المتغيرات الأخرى، وهما:

 

  • استعداد الولايات المتحدة للانخراط العميق في الشأن الشرق أوسطي، وهذا مرتبط بشكل وثيق بمتغيرات فرعية مثل:

 

  • مستقبل التنافس بين القوى الكبرى

 

  • مستقبل التنافس بين القوى الإقليمية

 

  • القدرة على ضبط الإرهاب.

 

  •  الانتشار النووي.

 

وترى الدراسة أن أي تراجع في الالتزام الأمريكي في الشرق الأوسط سيعزز الدور الصيني والروسي.

 

ب- العامل الثاني والذي لا ترى الدراسة احتمالا لتغيره وهو الواقع الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة مضافا له أعباء انتشار الكوفيد 19..

 

ووضع الباحثون أربعة سيناريوهات لتفاعل المتغيرات سابقة الذكر، وهذه السيناريوهات هي:

 

  • انخراط أمريكي واسع في شرق أوسط مستقر نسبيا.

 

  • انخراط أمريكي في شرق أوسط غير مستقر.

 

  • فك ارتباط أمريكي بشرق أوسط مستقر نسبيا.

 

  •  فك ارتباط أمريكي بشرق أوسط غير مستقر.

 

وبعد تحليل مصفوفة التأثير المتبادل بين المتغيرات، ترسم الدراسة عددا من الاحتمالات (في إطار السيناريو الأول للشرق الأوسط) على النحو التالي:

 

أولا: بعد موت الملك سلمان عام 2021، سيحدث انقلاب قصر سيقتل فيه ولي العهد محمد بن سلمان، وتستغل إيران الفرصة لتوسيع دائرة اضطرابات في المنطقة الشرقية من السعودية (منطقة الشيعة). لكن معسكر محمد بن سلمان يتمكن من السيطرة على الوضع وتتم تولية شقيقه خالد (نائب وزير الدفاع) السلطة. وستميل السلطة الجديدة إلى التركيز على الشأن السعودي الداخلي والتخلي عن الحرب في اليمن، وستدفع الولايات المتحدة بهذا الاتجاه، كما ستتحسن العلاقات الإماراتية الخليجية مع قطر بعد أن تتخلى قطر عن ارتباطها مع الحركات الإسلامية بخاصة الإخوان المسلمين.

 

وتتوقع الدراسة أن تقوم السعودية بالاستغناء عن عدد كبير من العمالة الباكستانية (بسبب كشمير) واستبدالهم بعمالة عربية.

 

ثانيا: تتنبأ الدراسة بأن المرشد الإيراني خامنئي سيموت عام 2022، وسيحل روحاني (الرئيس الحالي) محله، وهو ما سيعزز تنفيس التوتر الأمريكي الإيراني، وسيتوجه حزب الله إلى تخفيف موقفه من مسألة رسم الحدود البحرية مع إسرائيل لكنه سيبقى قوة هامة في لبنان. وترى الدراسة أن هذا السيناريو يتضمن تقاربا تركيا خليجيا عام 2026/ 2027 لعرقلة الاتفاق النووي الجديد مع إيران، في الوقت الذي سيزداد التقارب الإيراني الروسي الصيني، كما أن الإصلاحيين في إيران سيخسرون الانتخابات عام 2028، وهو ما سيقود إلى عودة المحافظين واتهاماتهم للغرب والوصول إلى ضرورة امتلاك السلاح النووي وهو ما سيتم لإيران عام 2030.

 

ثالثا: سيكون محمد دحلان هو وريث عباس الذي سيموت عام 2023، وسيتولى السلطة وسيقود مواجهات مع حماس بمساعدة مصرية إسرائيلية لتصفية حماس وفرار قادتها إلى تركيا.

 

في حلقات قادمة سنستعرض السيناريوهات الأخرى…

 

المصدر (18 أبريل 2021)

 

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments