مستقبل الكويت الرقمي في ضوء المستجدات العالمية

مستقبل الكويت الرقمي في ضوء المستجدات العالمية

2022-06-10 10:19 ص

مستقبل الكويت الرقمي في ضوء المستجدات العالمية

 

تسير دولة الكويت في خطى ثابتة نحو التحول الرقمي في الكثير والكثير من قطاعات العمل الحكومية والخاصة. فالحكومة تدعم المهارات الحديثة وتعمل بشكل جاد على تطوير الابتكارات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. تهدف رؤية الكويت لعام 2035 إلى عمل تحول تام في الدولة إلى اقتصاد مستدام ومتنوع مدعوم من خلال بنية تحتية متطورة. في الواقع، كانت الكويت من أولى دول الخليج العربي التي بدأت بالفعل في بناء بنية تحتية متطورة تعزز هذا التحول الرقمي المنشود منذ سنوات عديدة. فعلى سبيل المثال، كانت الكويت رائدة في إطلاق شبكة الجيل الخامس التجارية المتطورة والتي تساعدك الشركات والمؤسسات العامة والخاصة في الاستفادة من أكثر قطاعات الدولة ابتكارًا وتطورًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهي صناعة الاتصالات.

 

فلقد حددت حكومة الكويت أهداف معينة لتحقيقها ضمن رؤية 2035 ومن أهمها التحول الرقمي لمواكبة عالم الإنترنت والاتصالات المتطورة. مع وجود الكثير من المشروعات المطروحة لدعم العالم الرقمي، تكثف الحكومة جهودها في مساعدة المواطنين وقطاعات الأعمال الكبيرة والناشئة في الكويت لاكتساب القدرات المعرفية التي تقمها خدمات الذكاء الاصطناعي المختلفة وإنترنت الأشياء وتخزين السحابي وغيرها الكثير. ليس ذلك فقط، بل تعمل الكويت على الاستفادة بما لديها من إمكانيات وطاقات من أجل دعم الرقمنة وتحسين التقنيات التي تعمل على تحسين ورفع كفاءة الإنتاج بشكل سريع وبتكلفة أقل.

من بين الأمور التي ساعدت على هذا التقدم الهائل في نظام الاتصالات في الكويت هو النظام البيئي الديناميكي الذي يتمحور حول هيئات المعايير الدولية مثل GSMA. فلقد احرزت الكويت الكثير من التقدم في مجال حماية الشبكات عبر نظام شهادة معايير الأمان العالمية NESAS وهو نظام ضمان مشترك يهدف إلى تحسين مستويات الأمان عبر صناعة الهاتف الجوال.

 

تتضمن أيضًا رؤية الكويت 2035 بدء تنفيذ وتشغيل شبكة الوصول اللاسلكي المفتوحة والتي تعني باللغة الإنجليزية “أوبن ران OpenRan”. فهي عبارة عن مباردة جديدة تقودها الولايات المتحدة الأمريكي لنوع جديد من بناء شبكات الاتصالات سيتم تصميمه وفق وظائف شبكات الوصول اللاسلكي المفتوحة. لذا، تنتظر دولة الكويت مرحلة مختلفة من شبكات الاتصال الجديدة على الرغم من عدم وضوح النتائج الخاصة بها، ولكن جميع المؤشرات تؤكد على حدوث طفرة في نظام الاتصالات اللاسلكية بفضل هذه الشبكات الجديدة.

 

الجدير بالذكر أن الكويت قد قطعت شوطًا كبيرًا في قطاع الاتصالات الحالي والذي جعلها أحد الرواد في المنطقة العربية. إن بدء العمل بنظام بروتوكول بناء الشبكات الجديد OpenRan قد يؤدي إلى زعزعة نظام الاتصالات المعمول به حاليًا والذي قامت الكويت بتأسيسه وتنفيذه ضمن أحدث المعايير العالمية المعمول به في الدول الأوروبية.

 

تكمن مشكلة شبكة الاتصالات الجديدة التي يتم التخطيط لتنفيذها حاليًا في الكويت هو القيام بتقسيم معدات شبكة الاتصالات إلى مكونات فردية وهو ما سيسهم في تعزيز التنافس بين الشبكات وتقليل التكلفة ورفع مستوى الحافز للابتكار. مع ذلك، ومع النظر إلى تجارب الشركات والدول التي قامت بالفعل بتنفيذ هذه الشبكة والعمل بها، فإن اتباع بروتوكول “أوبن ران” في تصميم الشبكات لم يقود إلا لمزيد من التعقيدات ولن يحقق هدف خفض التكاليف.

 

تعتبر شركة راكوتين موبايل اليابانية أكبر دليل على ذلك والتي قامت بالعمل ببروتوكول الشبكة الجديد. تكبدت الشركة في عام 2021 الكثير من الخسائر المالية، تُقدر بقيمة 3.62 مليار دولار، نتيجة تأخر عمليات تجهيز الشبكة عن الموعد المحدد. هذا بالطبع أدى إلى انخفاض مؤشر الشركة في التصنيف الائتماني نتيجة تدهور الأوضاع المالية للمشغل الياباني.

 

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments