ورقة بحثية بعنوان “الجنوب ومستقبل الدراسات الاستشرافية في زمن الذكاء الاصطناعي العام”
د. المصطفى الرزرازي
قاربت الورقة البحثية التي صدرت عن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد معطيات هامّة، بعنوان “الجنوب ومستقبل الدراسات الاستشرافية في زمن الذكاء الاصطناعي العام”.
وضمن أبرز خلاصاتها، أكدت الورقة، التي ألّفَها المصطفى الرزرازي، الأستاذ الباحث في “إدارة الأزمات والدراسات الأمنية” وباحث رئيسي في مركز سياسات الجنوب الجديد يركز على دراسة الإرهاب وقضايا الأمن وشرق آسيا، أنه “لكي يمتلِك الإنسان من دول الجنوب مستقبلَه يتعين عليه امتلاك كل وسائل الفهم والتخطيط والأداء والتأثير المستبصِر، وغيرها من الكفايات التـي تؤمِّن له مواكبة السير مـن الحاضـر نحو المستقبل”.
الورقة البحثية، الواقعة في حوالي 20 صفحة، سجلت بوضوح أن “ارتفاع منسوب المخاوف بيننا بسبب مـا يعتمل مـن تحولات تكنولوجية متسارعة اليوم، تبدو كلها مشروعة”، مفسرة ذلك بأنه “لا نريد أن نواجه معركتيْ تحرير في آن واحد: تحريـر المسـتقبل مـن مطبّات الماضـي ومقالب هيمنـة الشـمال، ومخاطـر معركـة تحريـر المسـتقبل من سـيطرة الآلة”.
وتناقش الورقة البحثية أهمية دراسات المستقبل والتوقعات في سياق القضايا العالمية وتأثيرها على دول الجنوب. بالإضافة إلى موضوع الاهتمام بالدراسات الاستشرافية في زمن الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن تساهم في فهم تحديات المنطقة واحتياجاتها المستقبلية. وفهم تأثير التكنولوجيا والخوارزميات على المجتمع والسياسات العامة.
وأوضح الرزرازي في تمهيد عام لورقته سياق نزولها، ويتمثل في احتضان رحاب جامعة محمد السادس متعددة التخصصات بالرباط فعاليتين تعنيان بالدراسات الاستشرافية.. شاركت فيهما نخبة متميزة من الباحثين والخبراء الدوليين في الاستشراف الاستراتيجي والتنمية المستدامة، وتداولوا خلالها وضعية الدراسات الاستشرافية في العالم، علاوة على تجديد النظر في منهجيات التوقع وبناء سيناريوهات المستقبل في ظل التحولات السريعة للتكنولوجيا الرقمية واتساع مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية في عالم يعيش حالة عدم اليقين، وهو الأمر الذي يستدعي مرونة في التفكير والتخطيط للمستقبل، حيث يمكن أن يحدث تغير مفاجئ في المشهد التكنولوجي وتأثيره على مختلف القطاعات.
ويرى مؤلف الورقة أن كل ذلك “يستدعي مرونة في التفكير والتخطيط للمستقبل، حيث يمكن أن يحدث تغيّر مفاجئ في المشهد التكنولوجي وتأثيره على مختلف القطاعات”.
وبينما كانت الندوة الأولى دولية الأفق، مع الانشغال بالبحث في سبل ترسيخ الممارسة الاستشرافية بدول العالم الإسلامي، اتخذت الفعالية الثانية منحى قاريا إفريقيا، وركزت على مناقشة الممارسات التوقيعية والاستشرافية والرؤية المستقبلية في إفريقيا، والتوجهات الكبرى التي تؤثر بشكل كبير في تشكيل مسار المستقبل للقارة.