إليك ما سيبدو عليه الذكاء الاصطناعي في 2030 | حوار مع ماري "ميسي" كامينغز

إليك ما سيبدو عليه الذكاء الاصطناعي في 2030 | حوار مع ماري “ميسي” كامينغز

2019-09-20 3:00 ص

إليك ما سيبدو عليه الذكاء الاصطناعي في 2030 | حوار مع ماري “ميسي” كامينغز

 

يتداخل الذكاء الاصطناعي والروبوتيات مع جوانب كثيرة في حياتنا أكثر من أي وقت مضى، ولدى هذه التقنيات القدرة على التدخّل في الرعاية الصحية، والنقل، والصناعات التحويلية، وحتى أعمالنا الروتينية المنزلية.

 

ماري “ميسي” كامينغز، رئيسة مختبر البشر والتحكم الذاتي (HAL) في جامعة ديوك، والرئيس المشارك لمجلس إدارة “جلوبال فيوتشر” تقول عن الذكاء الاصطناعي والروبوتيات: “إن التكنولوجيا ستعمل على أفضل وجه بالتعاون مع البشر”. وفي حين قد يخشى سائقو سيارات الأجرة على وظائفهم، فإن ماري تتصور وجود نقص في عدد مختصي الروبوتيات حول العالم في 2030.

 

أولاً وقبل كل شيء، لِمَ ينبغي على العالم أن يهتم بشأن الذكاء الاصطناعي والروبوتيات؟

 

يظهر الذكاء الاصطناعي والحلول الروبوتية في كل جزء من حياتنا اليومية وحيثما نذهب، من قيادة السيارات، إلى الهواتف المحمولة التي نستخدمها، وكيف تتم إدارة بياناتنا حول العالم وكيف سيتم بناء منازلنا في المستقبل. وبالتالي نظراً لانتشارها الواسع، فمن المهم حقاً البدء بتحديد نقاط القوة والضعف للذكاء الاصطناعي.

 

أخبريني عن الإنجازات التكنولوجية التي رأيناها بالفعل، وما الذي تتوقع رؤيته في السنوات القادمة؟

 

لقد رأينا الكثير من الإنجازات في مجال تحليل البيانات. حيث كانت تجربة واطسون – وهي حزمة من الخوارزميات التي طورتها شركة IBM – مؤثرة للغاية من حيث إدارة كمية هائلة من البيانات، وكيفية تنظيمها بحيث يمكنك أن ترى أنماطاً قد لا تظهر إن تم تنظيمها بشكل مختلف. لقد شكل هذا الإنجاز قفزة مهمة.

 

إلا أنه في كثير من الأحيان، يخلط الناس بين تلك القفزة التي تحققت مع الذكاء الآلي، وبين الطريقة التي نفكر بها حيال الذكاء البشري، وهو خلط غير صحيح ببساطة.

 

وبالتالي فإن القفزات الكبرى التي حققناها مؤخراً في مجال تحليل البيانات مهمة، ولكنها تترك أيضاً الكثير من المساحة أمام البشر  لكي يساعدوا هذه الأنظمة. أعتقد أن موجة المستقبل ستتميز بالتعاون بين البشر وتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي نفسه.

 

كيف يعمل عالم الذكاء الاصطناعي والروبوتيات على تغيير المجتمع، وحتى على تغييرنا؟

 

يجعلنا هذا العالم – إلى حد ما – أكثر ذكاء، لأننا قادرون على الاستفادة من الحواسيب للبحث ضمن قواعد البيانات هذه، وبطرق لم تكن متاحة لنا من قبل. على سبيل المثال: سيعمل هذا العالم على تغيير مفهوم الرعاية الصحية، لأننا سنشهد تقنيات تعلم الآلة، وهي تحاول الحصول على فهم أفضل لما تشير إليه الأعراض، والتي قد تؤدي إل تشخيص أمراض معينة.

 

في الوقت الحالي، لم يقترب الذكاء الاصطناعي بعد بما يكفي من المستوى الذي يرغب به البشر. فقد اقتربنا اليوم كثيراً من الحصول على سيارة تقود نفسها تحت كافة الظروف وفي كافة الأوقات، ولكننا سنشهد في المستقبل سيارات يمكنها أن تقود نفسها بشكل موثوق للغاية، في ظل ظروف صعبة وفي بيئات منظمة نسبياً، وعلى الطرق السريعة، على سبيل المثال، مع حساسات إضافية يمكننا أن ننشرها في الطرقات.

 

ما التأثيرات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي والروبوتيات؟

 

علينا أن نتأكد من أن منطق الأحكام الذي نقوم ببرمجته ضمن الأنظمة، هو ما نعتبره في الواقع أخلاقاً. ومن ثم لا يمكننا أبداً أن نسمح للروبوتات باستخدام الأسلحة، لأن قدرتها على تحديد الهدف بدقة عالية تبقى محل شك.

 

هناك الكثير من الجدل القائم في الوقت الحالي بشأن السيارات ذاتية القيادة، كالحديث عن الأسلوب الذي قامت به شركة جوجل ببرمجة خوارزمية الاصطدام بأحد المباني قبل الاصطدام بشخص ما. من المثير للاهتمام نقاش هذه الفكرة القائمة على المنفعة، هل ينبغي لنا أن نذهب باتجاه تحقيق الصالح العام، أم أن علينا العمل وفق مقاربة الأشخاص للأمور؟ لماذا يحظى أحد المشاة بالأولوية الأعلى بينما أتجه أنا لأصطدم بأحد المباني؟ في الواقع، أعتقد أنه يمكن للبشر أن يعيشوا مع حقيقة أننا معرضون للقتل على يد أحد ما يقود سيارة، إلا أننا نتخطى حدود الواقع نوعاً ما حين نفكر بأن الحاسوب هو من يقرر موت أحدنا لمصلحة إنقاذ حياة شخص آخر.

 

إلى أي مدى يمكن للقوانين الناظمة، وأنظمة السلطة الإدارية أن تواكب تطورات التكنولوجيا؟ ما هي الجوانب الضرورية الأخرى التي يجب العمل عليها؟

 

في الولايات المتحدة، لم تتمكن الهيئات التشريعية بشكل عام من مواكبة التكنولوجيا. بل إن المشكلة أخذت تتفاقم الآن، لأن الحكومة لا يمكنها أن توظف أشخاصاً قادرين على فهم الآليات الكامنة وراء عمل هذه النظم، لأنها تعتمد على البرمجيات إلى حد كبير.

 

ستصبح البيئة التشريعية مثيرة للجدل أكثر فأكثر. فبالنسبة للأنظمة المادية الملموسة، كحالة العمل على قنبلة مادية جديدة، يمكننا عندها أن نختبرها، وأن نفهم آليات عملها، إضافة إلى تخصيص فرق تقوم بتفحصها. أما مع البرمجيات، فمن الصعب جداً في الواقع، معرفة ما إذا كان الرماز البرمجي آمناً أم لا، وكيف يعمل عندما يتم تنفيذه؟ هذه الأنظمة التي تتمتع بالذكاء الاصطناعي، لا تقوم بنفس العمل مرتين، حتى ولو عملت في ظروف مماثلة تماماً، وبالتالي، كيف لنا أن نختبرها؟ كيف يمكننا معرفة وجود أية ضمانات للسلامة؟ سيصبح هذا الأمر قضية شائكة، بينما نمضي قدماً في هذا المجال.

 

أين سنكون عام 2030؟ كيف ستصبح حياتنا بفضل الروبوتيات والذكاء الاصطناعي؟

 

سنرى المزيد من الحلول التكنولوجية، حيث المنازل الذكية وقد أصبحت تتفاعل مع تصرفاتك، فتغير درجة الحرارة، وتقوم بمهام مختلفة في كافة أرجاء المنزل. سنشهد الطب وقد تطور، وسنرى ندرة في أسواق السيارات ذاتية القيادة التي توفر بعض خيارات النقل المحلية.

 

سنعيش في عالم أكثر تطوراً، ولكن سيتوجب علينا أن نبدأ معركتنا مع قضايا تتعلق باستبدال الوظائف، إن ارتفع أكثر فأكثر عدد سائقي سيارات الأجرة الذين يفقدون وظائفهم، وإن كانت تقنيات التصنيع تتجه أكثر فأكثر نحو الطابعات ثلاثية الأبعاد والروبوتيات. سنشهد تحولاً عالمياً في الوظائف ذات الأجور المنخفضة، والتي تتطلب مهارات متدنية. وبالتالي، في 2030، سنشهد نقاشاً أكبر بكثير حول ما يتوجب علينا القيام به بالنسبة لمن يحتاج إلى إعادة تأهيل. إلى جانب ذلك، سنشهد شركات بحاجة للعثور على مختصين يصعب إيجادهم في مجال الروبوتيات وحملة شهادات الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي الذين يمكنهم الحضور ليقوموا بأعمال الصيانة والإصلاحات اللازمة لعمل هذه الأنظمة.

 

المصدر

 

 

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments