استثمارات ضخمة تتبع مستقبل تكنولوجيات المناخ الحديثة

استثمارات ضخمة تتبع مستقبل تكنولوجيات المناخ الحديثة

2022-03-29 9:23 ص

استثمارات ضخمة تتبع مستقبل تكنولوجيات المناخ الحديثة

 

بينما يتدافع العالم للتخلص من انبعاثات الكربون، يقوم الأكاديميون والمستثمرون وصناع السياسات بدعم التكنولوجيات الحديثة الحاسمة في مواجهة تغير المناخ على الصعيد العالمي.

أصبحت الأفكار غير التقليدية، التي تتنوع من الآلات التي تمتص انبعاثات الكربون من الهواء إلى الشاحنات التي تعمل بغاز الهيدروجين، آفاقا واقعية، مدفوعة بحاجة ملحة ومتزايدة لإيجاد طرق لإبعاد الاقتصادات عن الوقود الأحفوري وإيقاف الاحتباس الحراري.

في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كتب بيل جيتس – المؤسس المشارك لمجموعة مايكروسوفت التكنولوجية، وحاليا مؤسس مجموعة بريك ثرو إنرجي للاستثمار في المناخ – في “فاينانشيال تايمز”، “الابتكار هو الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها العالم أن يخفض صافي انبعاثات الغازات الدفيئة من نحو 51 مليار طن سنويا إلى صفر بحلول 2050“.

بموجب اتفاق باريس للمناخ، اتفقت الدول على الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى درجتين مئويتين – والأفضل 1.5 درجة مئوية – فوق مستويات ما قبل الصناعة، لكن ذلك يتطلب إعادة تنظيم هائل للاقتصادات بعيدا عن اعتمادها على الطاقة المستمدة من الوقود الأحفوري.

أسرع طريقة لإزالة الكربون في المستقبل القريب هي توسيع نطاق الطاقات المتجددة لاستبدال الفحم والغاز. سيكون هذا أكثر أهمية عندما تصبح وسائل النقل ووسائل التدفئة المنزلية كهربائية.

تقول فوستين ديلاسيل، رئيسة لجنة تحولات الطاقة “يكمن اللغز في نشر التكنولوجيا الموجودة بالفعل على نطاق واسع. الأساس للتحول في مجال الطاقة هو استثمارات ضخمة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية”.

بينما يمكن للكهربة ونشر مصادر الطاقة المتجددة أن تقطع شوطا طويلا، إلا أن هذا لن يكون كافيا بالنسبة إلى بعض القطاعات. صناعة الأسمنت والحديد الصلب، مثلا، لا يمكن تزويدها بالكهرباء ببساطة أو تشغليها بمصادر الطاقة المتجددة. على نحو مماثل، فإن وسائل النقل الثقيلة – مثل السفر الجوي والشحن وشاحنات المسافات الطويلة – تمثل تحديا.

لكن ليس هناك وقت للانتظار إذا أردنا إزالة الكربون في الوقت المناسب، هذا ما يقوله كيرت والتزر، المدير الإداري في “كلين آير تاسك فورس”، مركز أبحاث بيئي مقره الولايات المتحدة.

قال “إذا لم ننوع تركيزنا، فلن نتمكن من الوصول إلى قطاعاتنا التي يصعب تخفيف انبعاثاتها”، مضيفا “إذا كنت لا تتحرك في مسارات متعددة، فإنك تخاطر بعدم إزالة الكربون”.

بحلول 2050، نصف تخفيضات الانبعاثات العالمية تقريبا ستأتي من تكنولوجيات “حاليا في مرحلة البيان العلمي أو النموذج الأولي”، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

تتضمن هذه نهجا مثل التقاط الكربون وتخزينه، حيث يمكن منع الانبعاثات من الوصول إلى الغلاف الجوي، ويتم دفنها في أعماق الأرض بدلا من ذلك. أحد الأنواع المتطورة من أنظمة التقاط الكربون – المعروفة بالالتقاط المباشر للهواء – يسحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي لاحقا بعد أن تم انبعاثه.

في الأعوام الأخيرة، هناك تكنولوجيا أخرى جذبت الانتباه هي الهيدروجين، الذي يمكن استخدامه وقودا ولا ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون عندما يحترق. إذا تم إنتاجه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، يطلق عليها “الهيدروجين الأخضر”. يقول نشطاء “إنه من الممكن أن يصبح سوقا ضخمة، تقدر قيمتها بـ2.5 تريليون دولارعلى الصعيد العالمي”.

لكن المشكلة هي أن التقاط الكربون والهيدروجين الأخضر مكلف. الاستثمار والمقياس مطلوبان لخفض التكاليف حتى تصبح آفاقا مجدية اقتصاديا.
لحسن الحظ، يتم ضخ الأموال في قطاع تكنولوجيا المناخ نظرا إلى أن المستثمرين يتسابقون على دعم الفرص الكبيرة التالية، من المتوقع أن تنخفض التكاليف في العقود المقبلة.

تضاعف استثمار تكنولوجيا المناخ ثلاث مرات ليصل إلى 60 مليار دولار في النصف الأول من 2021، مقارنة بالفترة نفسها في 2020، وفقا لتقرير “برايس ووتر هاوس كوبرز”. 14 سنتا كاملة لكل دولار من رأس المال الاستثماري مخصصة للقطاع اليوم.

جون كيري، صاحب أعلى منصب دبلوماسي للمناخ في الولايات المتحدة الأمريكية، قال في مؤتمر “سيرا ويك” للنفط في هيوستن هذا الشهر “في هذه المرحلة، نحو تريليون دولار من رأس المال الاستثماري تلاحق الآن التكنولوجيات الحديثة”، مضيفا “هناك كثير من الأموال الآن تلاحق هذا المستقبل الجديد”.
يتطلع المستثمرون إلى دفع المرحلة المبكرة للابتكار قدما وكذلك تمويل تكنولوجيات جديدة.

أحد الأمثلة هو الاندماج النووي، إجبار ذرتين على الاندماج معا، بدلا من الانقسام، حسب عملية الانشطار المستخدمة في محطات توليد الطاقة الكهربائية الحديثة. اندماج الذرات – التفاعل الذي يغذي الشمس – حير العلماء لعقود، لكن الآن يتم ضخ الأموال في التكنولوجيا. يأمل المستثمرون أن تتمكن من توفير إمدادات كهرباء نظيفة وغير محدودة.

يقول خبراء “إن أفضل أمل في الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية تحت السيطرة هو السعي إلى نهج جميع ما سبق”، نشر أعداد كبيرة من التكنولوجيا الموجودة، ورفع مستوى البدائل في المراحل المبكرة وتسويقها، والسعي وراء ابتكار التكنولوجيات التي لم توجد بعد.

قال كيري “لدينا كثير من التكنولوجيات التي نحتاج إليها الآن (…) لتخطي الأعوام العشرة المقبلة”، مضيفا “عندها، خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستحدث أشياء ربما تغير اللعبة بأكملها”.

 

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments