التفكير الاستراتيجي: التخطيط والسيناريو

التفكير الاستراتيجي: التخطيط والسيناريو

2024-02-17 3:48 م

التفكير الاستراتيجي: التخطيط والسيناريو

أ. د. فضيلة سلمان داود | أ. م. د. محمد ثابت | م. م. طالب لفته

 

يتميز التفكير الاستراتيجي عن التفكير التنفيذي ذي الصبغة الإجرائية وعن التفكير الأكاديمي ذي الطبيعة العلمية وعن التفكير السياسي ذي الميزة المنظمة، بكونه نمطا من التفكير الشمولي المركب والممنهج والمؤطر، لا يُكتسب تلقائيا ولا يمكن النفاذ إليه بالبديهة والحدس وإنما يبرز نتيجة لتراكم معارف وخبرات ومبادئ ونظريات ومنهاهج عقلانية مختصة تسمى بـ “علم الاستراتيجية”.

 

إذا التفكير الاستراتيجي هو تفكير متعدد الرؤى والزوايا يأخذ في الاعتبار الماضي والحاضر والمستقبل ويوظف الأساليب الكمية ولغة الأرقام وقوانين السببية والاضطراد في فهم المتغيرات المستقلة واستيعاب علاقات الأشياء مع بعضها، فهو بالتالي تفكير تركيبي وبنائي يعتمد الإدراك والاستبصار والحدس لاستحضار الصورة البعيدة ورسم معالم المستقبل قبل وقوعه.

 

إذ يعتمد التفكير الاستراتيجي على الإبداع والابتكار في البحث عن أفكار جديدة وتطبيقات مستحدثة لمعرفة سابقة وذلك وصولا لاستشراف المستقبل وتحديد اتجاهاته وتحولاته بدلا من الانشغال الكامل بالحاضر والتفرغ الكلي لمشاكله التي هي امتداد للماضي. فهو يعتمد التحري والتأمل والاستقراء والتفكير والاستنتاج.

 

لذا فهو باختصار ذلك المجهود الذهني الشامل والممنهج الهادف إلى استشراف المستقبل وهيكلته الاستباقية انطلاقا من معطيات تاريخية وجغرافية وانثروبولوجية وعلمية شاملة تشكل رصيدا معرفيا واسعا يمثل عامل إلهام ومرتكز تمثل واستشراف وتنبؤ وافتراض يمكن الاتكاء عليهما لتخيل كل الملامح التي قد يتصف بها أو يجب أن يتصف بها المستقبل.

 

لذا يرتكز التفكير الاستراتيجي على أسس وقواعد وأصول البحث العلمي في توظيف المنهجية البحثية المناسبة القائمة على دقة التوقعات ووجاهة التنبؤات لاستحضار المستقبل، ومن ثم فإن التفكير الاستراتيجي هو تفكير إبداعي تطويري ينطلق من الحاضر ليرسم الصورة الواضحة المستقبل التي يعتمد عليها ليحور بنية الحاضر وينطلق من الرؤية الخارجية ليتعامل من خلالها مع البنية الداخلية ويتبنى النظر من الأعلى لفهم ما هو أسفل ويلجأ للتحليل التشخيصي لفهم حقيقة الأشياء بواقعية وتبصر. فهو بكلمة واحدة تفكير تحليلي تشخيصي وتخطيطي يستقرئ الماضي ويستكنه الحاضر ويستشرف المستقبل.

 

يتضمن الكتاب على العديد من المواضيع الحديثة التي تلامس الواقع الحالي والمستقبلي للمنظمة أو الباحثيين او المختصين في هذا المجال، كذلك يسهم هذا الكتاب في اغناء المكتبات العربية لاسيما العراقية منها بالرفد العلمي بما فيه من معرفة عالية ومعلومات تساعد قادة المنظمات في التبصر للمستقبل لمعرفة الموقف الاستراتيجي لمنظماتهم من خلال التفكير الاستقرائي والتحليلي للبيئة الخارجية والداخلية، كذلك معرفتهم كيفية الخروج من المحيط الأحمر (التنافسية المفرطة) إلى المحيط الازرق (التفرد والسيطرة على الأسواق).

 

تحميل كتاب التفكير الاستراتيجي: التخطيط والسيناريو

 

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments