استشراف المستقبل (5) الخطوات الأساسية

استشراف المستقبل (5) الخطوات الأساسية

2019-11-30 3:00 ص
الكاتب :

استشراف المستقبل (5) الخطوات الأساسية

 

يمثل العقدان الأخيران وحدهما نصف عمر البشرية تقريباً فقد تكاثفت الأحداث فيهما – خصوصا في النصف الثاني – وتطورت وتقدمت العلوم التكنولوجية والكشوف العلمية بشكل مذهل وبسرعة لم يسبق لها مثيل، وفي عالم متحول تأتي فيه قوى التغيير لتقلب عوامل الجمود والعادات، فإن مجهوداً استشرافياً متنامياً ( تكنولوجياً واقتصادياً واجتماعياً ) يفرض نفسه على أي دولة أو منظمة لتبدي مرونة استراتيجية أي تتصرف بلين مع المحافظة على وجهتها، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا : أين تكمن نقطة البداية التي ننطلق منها إلى فضاء الاستشراف؟

 

للإجابة على هذا السؤال ينبغي أن ندرك أولاً أن كل شكل من أشكال التنبؤ هو كذبة، فالمستقبل ليس مكتوباً، ولكنه يفرض علينا إنجازه مادمنا ماضين فيه، والمستقبل متعدد وغير محدد وهو مفتوح على تنوع كبير من المستقبلات الممكنة، وإذا كان المستقبل بحق ثمرة الإرادة جزئياً، فإن هذه الإرادة لايمكن تحقيقها إلا إذا اعتمدنا في عقولنا على فكرة جوهرية تعد مفتاح الاستشراف وهي” العالم يتغير لكن المشاكل تبقى ” وهذه المعاينة التي فرضت نفسها كلما عثرنا من جديد على مشكلة كانت قد اعترضتنا سابقاً ربما قبل خمس أو عشر سنوات لأن الإنسان بطبيعته سريع النسيان فهو ينكر الدهر الطويل ودروسه، فالتاريخ لايعيد نفسه لكن التصرفات تتكرر والناس يحافظون عبر الزمن على تشابهات محيرة في التصرفات، الأمر الذي يجعلهم يتصرفون بنفس الطريقة تقريباً، أي بطريقة متوقعة عندما يتواجدون أمام حالات متشابهة، وهكذا فإن الماضي يزخر بالدروس المنسية والغنية بالمعلومات للمستقبل.

 

وأما الخطوة الثانية في إدارة المستقبل فتعتمد على عدم الركود إلى السائد، واختراق المناخات القائمة وإيجاد أجواء تساعد على التغيير وتدعو له، ولتكوين رؤية مستقبلية واضحة لمعالم المستقبل وآفاقه لابدَّ من اعتماد استشراف المستقبل المفضل” والذي يأخذ عدداً من الأشكال، وأما الخطوات الأساسية التي يجب أن تُعتمد لصياغة أي رؤية مستقبلية فقد لخصها كوزيس (Kozeas,1987) بمايلي:

 

1- استعراض التاريخ العام للمنظمة لإحداث تقييم مشترك، أي دراسة الماضي والحاضر للمنظمة لكي تتكون الرؤية المستقبلية عن طريق الاستفادة من دروس الماضي وفهم الحاضر ومكوناته وربط المستقبل بما يحدث في الحاضر.

 

2- تحديد نقاط النجاح والفشل باستخدام العصف الذهني وبمعنى آخر تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف.

 

3- تحديد القيم والمفاهيم السائدة، ثم مناقشة مايجب الإبقاء عليه ومايجب التخلي عنه.

 

4- تحديد الأحداث والتطورات والتوجهات ذات العلاقة والمستجدات وعلى مختلف الأصعدة والمستويات، ولكي نفهم المستقبل لابدَّ من متابعة المستجدات والتغيرات المتلاحقة والسعي لفهم مايجري وتشكيل رؤية تجاه مايحدث وقراءة المتغيرات بطرق علمية ومنهجية ومنطقية.

 

5- بلورة رؤية للمستقبل المفضل تكون واضحة ومفصلة ومفهومة بشكل واحد من الجميع، ويجب أن يشعر كل أعضاء الفريق المشارك بالعملية الاستشرافية بأنهم استثمروا في هذه الرؤية وبأنها ملك لهم.

 

6- ترجمة الرؤية المستقبلية إلى أهداف عملية.

 

7- بلورة هيكلية لتطبيق الخطة مع القيام بخطوات تصحيحية خلال التنفيذ، وتنظيم احتفال عند الإنجاز والإعلان عن الإنجازات.

 

والنتيجة التي نصل إليها أن النجاح لأي جهة كانت لايمكن أن يتحقق ويستمر مالم تمتلك رؤية واضحة لمعالم المستقبل، والنجاح الدائم يتركز بشكل أساسي على عملية استشراف المستقبل والتي هي عبارة عن مهارة علمية تهدف إلى استشراف التوجهات العامة في الحياة البشرية والتي تؤثر بطريقة أو أخرى في مسارات كل فرد أو منظمة أو مجتمع.

 

المصدر

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments