الرسوم الجمركية ستخفض الناتج العالمي 0.8 % في عام 2020
قال صندوق النقد الدولي أمس، إن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة والصين قد تخفض مستوى الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة 0.8 في المائة في 2020 وتثير خسائر إضافية في الأعوام المقبلة.
وبحسب “رويترز”، أكد جيري رايس، المتحدث باسم صندوق النقد أن التوترات التجارية العالمية بدأت تؤثر في حركية الاقتصاد العالمي، الذي يواجه بالفعل تحديات صعبة، بما في ذلك ضعف في نشاط الصناعات التحويلية لم يشهده منذ الأزمة المالية العالمية في 2007 – 2008.
وقال رايس إن ركودا عالميا ليس في التقديرات الأساسية لصندوق النقد. وستصدر المؤسسة المالية الدولية توقعاتها الاقتصادية الجديدة الشهر المقبل.
من جهته، قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين أمس، إن مفاوضي التجارة الأمريكيين يرغبون في تحقيق “تقدم مفيد” في المحادثات المقبلة مع الصين، وفقا لـ”الفرنسية”.
وذكر منوتشين لشبكة “سي إن بي سي” أنه يشعر بـ”التفاؤل الحذر” حول فرص التوصل إلى اتفاق لحل النزاع، ولكن واشنطن وبكين ستعقدان في البداية محادثات على مستوى وكلاء الوزراء لضمان إحراز المسؤولين الكبار، الذين سيلتقون لاحقا تقدما نحو التوصل إلى حل.
وقال “لا نريد فقط رحلة تكون عبارة عن مجرد سلسلة من المناقشات. نريد تحقيق تقدم مفيد”.
إلا أنه حذر من أن الرئيس دونالد ترمب لن يقبل إلا باتفاق جيد ومستعد لزيادة الرسوم الجمركية عند الضرورة.
وصدرت مؤشرات إيجابية هذا الأسبوع في النزاع التجاري، الذي يدخل الآن عامه الثاني، إذ وافق ترمب على طلب بكين إرجاء جولة واحدة من زيادة التعريفات الجمركية حتى 15 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، بعد أن وافقت الصين على تخفيف الرسوم الجمركية المشددة على عدد من السلع الأمريكية.
وقال منوتشين “لم نحقق التقدم الذي رغبنا فيه” في اللقاء الأخير في شنغهاي في أواخر تموز (يوليو)، إلا أنه أضاف “أنا متفائل بحذر وأقبل النوايا الحسنة للصينيين بأنهم يرغبون في أن يأتوا إلى هنا ومعهم اتفاق الآن”.
غير أنه أكد أن ترمب “مستعد للإبقاء على التعريفات الجمركية ومستعد كذلك لزيادتها إذا احتجنا لذلك”.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إنه أرجأ حتى 15 تشرين الأول (أكتوبر)، بدء العمل بزيادة الرسوم الجمركية على واردات صينية بقيمة 250 مليار دولار سنويا، مشيرا إلى أنه اتخذ القرار في بادرة “حسن نية” قبيل استئناف البلدين مفاوضاتهما في أوائل الشهر المقبل.
وقال ترمب في تغريدة على تويتر “بناء على طلب نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي وبسبب الاحتفال بالذكرى الـ70 لقيام جمهورية الصين الشعبية في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) اتفقنا، كدليل على حسن النية، على تأجيل رفع الرسوم الجمركية (من 25 في المائة إلى 30 في المائة) على بضائع تعادل قيمتها 250 مليار دولار سنويا من الأول إلى 15 تشرين الأول (أكتوبر).
وكانت الصين الساعية إلى الحد من تأثير الحرب التجارية على اقتصادها، أعلنت في وقت سابق أنها قررت إلغاء الرسوم الجمركية الإضافية على 16 فئة من المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة.
ويخوض البلدان حربا تجارية متصاعدة منذ 2018، قاما خلالها بتبادل رسوم جمركية مشددة على مئات مليارات الدولارات من المبادلات التجارية السنوية.
وقالت لجنة التعريفات الجمركية في الحكومة الصينية إن الإعفاءات المعلنة ستدخل حيز التنفيذ في 17 أيلول (سبتمبر) ولمدة عام وستشمل 16 فئة من المنتجات تراوح من مبيدات الحشرات إلى الزيوت والشحوم، مرورا بمنتجات من ثمار البحر وأدوية.
وكانت تلك أول مرة تنشر فيها الصين مثل هذه القائمة منذ أن فرضت العام الماضي رسوما جمركية بنسبة 25 في المائة على مجموعة من المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة.
وستبقى الرسوم المشددة مفروضة على منتجات أساسية مثل الصويا ولحوم الخنزير.
غير أن الحكومة الصينية أوضحت أنه قد يتم إصدار قوائم أخرى من المنتجات المعفاة من التعريفات “في الوقت المناسب” وبعد درس المسألة.
وبالرغم من التوتر بين البلدين، تؤكد الصين والولايات المتحدة أن الحوار مستمر بينهما، وسيلتقي مفاوضون من الطرفين في مطلع تشرين الأول (أكتوبر) في واشنطن.
وأفادت وزارة التجارة الصينية أمس، أن بكين قد تستأنف شراء منتجات زراعية أمريكية، تشمل فول الصويا، بحسب “الألمانية”.
وكانت الصين قد علقت شراء هذه المنتجات من الولايات المتحدة في آب (أغسطس) الماضي.
وقال جاو فينج، المتحدث باسم الوزارة، إن الشركات الصينية بدأت في دراسة قرار شراء منتجات زراعية أمريكية.
وأضاف أن الصين ترحب “ببادرة حسن النوايا” التي أبدتها أمريكا من خلال إرجاء زيادة الرسوم على واردات صينية للسوق الأمريكية بقيمة 250 مليار دولار من مطلع تشرين أول (أكتوبر) المقبل إلى منتصف الشهر نفسه.
وقال المتحدث “نأمل في أن يؤدي قرار التأجيل إلى إيجاد أجواء جيدة لإجراء مشاورات بين الصين والولايات المتحدة“.