كيف يرى مجلس المخابرات الوطني الأمريكي العالم عام 2040 | أ. د. وائل صالح (الجزء 1 من 4)

كيف يرى مجلس المخابرات الوطني الأمريكي العالم عام 2040 | أ. د. وائل صالح (الجزء 4 من 4)

2022-04-15 1:04 ص
الكاتب :

كيف يرى مجلس المخابرات الوطني الأمريكي العالم عام 2040

 

(الجزء 4 من 4)

 

الجزء الثالث: سيناريوهات بديلة لعام 2040[4]

 

ستحدد استجابات البشر لهذه القوى الهيكلية (الجزء الأول من التقرير) والديناميكيات الناشئة (الجزء الثاني من التقرير) كيفية تطور العالم خلال العقدين المقبلين. من بين العديد من أوجه عدم اليقين بشأن المستقبل، ركز التقرير على ثلاثة أسئلة رئيسية وعلى مناطق ودول محددة ليستشرف فيها الخيارات السياسية لشعوبها وقادتها الذين سيشكلون البيئة العالمية في العقود المقبلة. من خلال هذه الأسئلة، استشرف التقرير خمسة سيناريوهات للعوالم البديلة في عام 2040.

 

وتلك الأسئلة هي:

 

ما مدى خطورة التحديات العالمية التي تلوح في الأفق؟

كيف ستنخرط الدول والجهات الفاعلة من غير الدول في العالم في عالم الغد؟

أخيراً، ما الذي تعطيه الدول الأولوية في المستقبل؟

 

سيناريوهات عالم 2040:

 

عالم إعادة بعث الديمقراطيات

 

سيشهد العالم عودة للديمقراطيات المفتوحة بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها، كما أن التطورات التكنولوجية السريعة التي تعززها الشراكات بين القطاعين العام والخاص في الولايات المتحدة والمجتمعات الديمقراطية الأخرى ستغير الاقتصاد العالمي، وتزيد الدخل، وتحسن نوعية الحياة للملايين حول العالم. وسيتيح المد المتصاعد للنمو الاقتصادي والإنجازات التكنولوجية إمكانية تخطي التحديات العالمية، وسيخفف الانقسامات المجتمعية، وسيجدد ثقة الجمهور في المؤسسات الديمقراطية. في المقابل، ستؤدي سنوات الضوابط والمراقبة المجتمعية المتزايدة في الصين وروسيا إلى خنق الابتكار وسيسعى كبار العلماء ورجال الأعمال للحصول على اللجوء في الولايات المتحدة وأوروبا.

 

عالم على غير هدى

 

النظام الدولي سيكون بلا اتجاه، وفوضوي، ومتقلب حيث يتم تجاهل القواعد والمؤسسات الدولية إلى حد كبير من قبل القوى الكبرى مثل الصين، واللاعبين الإقليميين، والجهات الفاعلة غير الحكومية. وستعاني دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) من تباطؤ النمو الاقتصادي، وستتسع الانقسامات المجتمعية، ويعم الشلل السياسي، وستستغل الصين مشكلات الغرب لتوسيع نفوذها الدولي، خاصة في آسيا، لكن بكين ستفتقر إلى الإرادة والقوة العسكرية لتولي القيادة العالمية، تاركة العديد من التحديات العالمية، مثل تغير المناخ وعدم الاستقرار في البلدان النامية، دون معالجة إلى حد كبير.

 

عالم التعايش التنافسي

 

ستعطي الولايات المتحدة والصين الأولوية للنمو الاقتصادي واستعادة علاقة تجارية قوية بينهما، لكن هذا الترابط الاقتصادي سيوجد جنباً إلى جنب مع المنافسة على التأثير السياسي، ونموذج الحكم، والهيمنة التكنولوجية، والمصالح الاستراتيجية. ومخاطر نشوب حرب كبرى منخفضة في هذا العالم، والتعاون الدولي والابتكار التكنولوجي سيجعل المشكلات العالمية قابلة للإدارة على المدى القريب بالنسبة إلى الاقتصادات المتقدمة، ولكن التحديات المناخية ستظل موجودة على المدى الطويل.

 

عالم الصوامع المنفصلة

 

ينقسم العالم إلى تكتلات عدة اقتصادية وأمنية متفاوتة الحجم والقوة، تتمحور حول الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي وروسيا واثنتين من القوى الإقليمية. تركز هذه الكتل على الاكتفاء الذاتي والمرونة والدفاع عن مصالحها. وتتدفق المعلومات داخل جيوب سيبرانية منفصلة، ويتم إعادة توجيه سلاسل التوريد، وتعطل التجارة الدولية. أما البلدان النامية الضعيفة فستكون عالقة في منتصف الطريق، وبعضها توشك أن تصبح دولاً فاشلة. والمشكلات العالمية، ولا سيما تغير المناخ، لن يتم تناولها بشكل دوري، هذا إذا تم تناولها أصلاً.

 

عالم المأساة والتعبئة

 

يقوم تحالف عالمي، بقيادة الاتحاد الأوروبي والصين بالعمل مع المنظمات غير الحكومية والمؤسسات المتعددة الأطراف التي تم تنشيطها، بتنفيذ تغييرات بعيدة المدى تهدف إلى معالجة تغير المناخ واستنفاد الموارد والفقر في أعقاب كارثة غذائية عالمية سببتها الأحداث المناخية والتدهور البيئي. وتتجه البلدان الأكثر ثراءً لمساعدة الدول الفقيرة على إدارة الأزمة ثم الانتقال إلى اقتصادات منخفضة الكربون من خلال برامج مساعدات واسعة ونقل تقنيات الطاقة المتقدمة.

 

من غير المرجح إذاً أن يكون العالم أفضل مما هو عليه الآن، وفقاً للتقرير فمن ناحية ستُجهد باستمرار المؤسسات والأنظمة التي هيمنت على الأحداث العالمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في الاستجابة “للتحديات العالمية المتتالية”، بما في ذلك تغير المناخ والأمراض والأزمات الاقتصادية والمالية والتكنولوجيا المتطورة. ومن ناحية أخرى ستتفاقم الصراعات داخل الدول وبينها، لتشكل تحديات أكبر في العقود المقبلة.

 

المصادر:

4]. Scenarios for 2040, 7th edition of the National Intelligence Council’s Global Trends report, 2021,

 

https://web-archive-org.translate.goog/web/20210414042834/https://www.dni.gov/index.php/gt2040-home/scenarios-for-2040?_x_tr_sl=en&_x_tr_tl=ar&_x_tr_hl=fr&_x_tr_pto=se

 

المصدر

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments