تراثنا والمستقبل | الجاحظ (الرسائل)
“أما بعد فإن جماعات أهل الحكمة قالوا: واجبٌ على كل حكيمٍ أن يُحسن الارتياد لموضع البغية، وأن يبين أسباب الأمور ويمهد لعواقبها.
فإنما حُمدت العلماء بحسن التثبت في أوائل الأمور، واستشفافهم بعقولهم ما تجيء به العواقب، فيعلمون عند استقبالها ما تؤول به الحالات في استدبارها. وبقدر تفاوتهم في ذلك تستبين فضائلهم. فأما معرفة الأمور عند تكشّفها وما يظهر من خفياتها فذاك أمرٌ يعتدل فيه الفاضل والمفضول، والعالمون والجاهلون.”
|