رؤية السعودية 2030 استدامة ونمو
كما نعلم فإن هناك تحديات وظروف اقتصادية في العالم وكل الدول سواء ذات اقتصادات قوية أو متوسطة تعاني من تراجع الاقتصاد ومن ضمنها اقتصادات كبرى مثل الاقتصاد الأمريكي، والاقتصاد الأسترالي، والاقتصاد الأوروبي. ونرى أن هذه الدول تسعى لفرض رسوم جديدة أو رفع الفائدة لتعويض فترة الركود خلال جائحة كورونا والتي أثرت على اقتصادات كثيرة بالعالم سواء دول متقدمة أو دول نامية.
وبالمقابل نرى أن المملكة تسعى وبخطى ثابتة وواضحة على أرض الواقع لتحقيق أهداف ومتطلبات رؤية 2030 خلال المدة المرسومة لها وذلك من خلال المشاريع الضخمة والتطورات التي تحصل على أرض الواقع. يوجد هناك مشاريع كبرى يقوم العمل فيها بشكل مستمر ولم تتأثر بتراجع وتيرة النمو الاقتصادي ومنها لا الحصر مشاريع التطوير الحضري (مشروع نيوم ومدينة نيوم الصناعية ” أوكساجون” ومدينة “ذا لاين”) ومشروع القدية والمشاريع السياحية (مشروع البحر الأحمر ومشروع السودة للتطوير) و مشاريع الإسكان والمشاريع الثقافية (الرياض ارت) ومشاريع الطاقة (مفاعل الأبحاث النووي) و مشاريع الرعاية الصحية (برنامج الجينوم).
الحافز البشري مهم جدًا في إنجاح أي مشروع أو رؤية حيث أن الحافز يولد العمل ويتغلب على التغيرات الاقتصادية والتي تخلف وراءها عواقب سياسية، واجتماعية وحيث أن الاقتصاد هو الركيزة الأهم من عدة ركائز في إنشاء الدول. الحافز البشري مهم وذلك من خلال العبارة المأثورة عن ” كينز” (لو أن الطبيعة البشرية لم تشعر بأي أغراء على الإقدام أو بأية متعة (بجانب الربح) في إنشاء خط حديدي أو منجم أو مزرعة فلن يكون هناك الكثير من الاستثمارات التي تبنى على مجرد حسابات آلية صماء).
من الممكن وضع المجتمعات، والدول من حيث الهيكل الاقتصادي في مراحل النمو الاقتصادي الخمس وهي المجتمع التقليدي و مرحلة التهيؤ للانطلاق وفترة الانطلاق وفترة النضج وأخيرًا عصر شيوع الاستهلاك الوفير. يوجد شيئ آخر ومهم في النمو الاقتصادي ألا وهيَ المتغيرات الاقتصادية (مجموعة من العوامل الاقتصادية التي تقود الاقتصاد إلى تحرير الأسواق وخصخصة الأصول ونشر التكنولوجيا) حيث أنها تلعب دور رئيسي في رفع معدل النمو الاقتصادي وعملت كثير من البلدان النامية على اعتماد سياسات معينة من أجل تحقيقها. الاقتصادي تشارلز كندلبيرق Charles P. Kindleberger يقول إن (المتغيرات الاقتصادية الكلية لها أهمية لفتح مجالات واسعة للاستثمارات وخفض تكاليف الإنتاج ومن بعدها التوسع بالإنتاج على قاعدة وفورات الحجم).
وأيضا يرى الاقتصادي قوستاف رانيز Gustav Ranis أن (هذه المتغيرات تعد أداة إنتاجية إضافية كفؤة تبرز من خلال الفعاليات المباشرة وغير المباشرة للمتغيرات الاقتصادية الكلية في النظام الاقتصادي المختلف) -انتهى. يوجد هناك عوامل ومتغيرات اقتصادية مهمة قد تؤثر في رفع معدل النمو الاقتصادي للبلد حيث أهم هذه العوامل تمثلت في رأس المال المادي والقوة العاملة والاستثمار الأجنبي المباشر والتضخم والإنفاق الحكومي.
يوجد هناك علاقة قوية بين بعض المتغيرات الاقتصادية (الناتج المحلي والإجمالي وأسعار النفط والإيرادات العامة ومعدل التضخم والإنفاق الحكومي وحجم الصادرات) ومعدلات البطالة حيث أن أكثر الدول النامية والتي تعتمد على إنتاج وتصدير النفط الخام كمصدر للدخل فقط ساهمت في ضعف الهيكل الاقتصادي للدولة وبذلك عملت المملكة على عدم الاعتماد على عنصر واحد للدخل وهو النفط الخام مما ساهم في نمو وتقوية الهيكل الاقتصادي للمملكة.
قامت المملكة بالعمل على تحسين عدة قطاعات مهمة تساهم في رفع وتقوية الهيكل الاقتصادي في المملكة حيث اهتمت في القطاعات الإنتاجية والعمل على توازن الهيكل الإنتاجي والاستقرار في الإنتاج المحلي وعدم التذبذب مما يساعد في رفع معدلات النمو الاقتصادي. أيضا العمل على تقوية القاعدة الإنتاجية ورفع نسب الاستثمارات المخصصة في ذات التخصص وأيضا دعم الشركات المحلية الى زيادة الإنتاج لمنافسة الشركات الأجنبية وذلك لسد الفجوة التي بنتها الثورة التكنولوجية. أيضا تشجيع الصادرات ودعم أسعار المنتجات المحلية ومنح الحوافز، والتشجيع للمنتجين المحليين وأيضا تطوير البنية التحتية الصناعية والزراعية.
أخيرًا، يجب الاستمرار بالعمل على تنويع الاقتصاد السعودي وذلك لضمان استمرار النمو الاقتصادي ولها نتائج إيجابية وتحقيق أهداف تساعد الدولة في التقدم ومن ضمنها تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية حقيقية. وكذلك الاستمرار والتركيز على بناء قطاع الصناعة والزراعة وتشجيع ومساعدة المشاريع الصغيرة الرائدة ورفع مؤشرات التنمية البشرية ولا ننسى تحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق الاستمرار في دعم السلع الضرورية لشرائح معينة والأهم من ذلك هي السياسة المالية للدولة حيث يجب أن يكون هناك توازي وتنسيق بين السياسة المالية، والسياسة الاستثمارية حتى يكون هناك نتائج إيجابية تنعكس على البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للمجتمع في جميع المناطق.
المملكة تسعى بكل جهد الى تحقيق أهداف رؤية 2030 خلال المدة المرسومة لها ومن بعدها الانتقال الى ما بعد رؤية 2030 وهي رؤية 2040 وتحقيق أهداف أخرى لتنعكس على الدولة والمجتمع في مجالات مختلفة والعمل مستمر والطاقة الإيجابية موجودة لتحقيق أكبر عدد من الأهداف خلال السنوات المستقبلية القادمة.