مستقبل العمل: وظائف في مأمن من تطور الذكاء الاصطناعي حتى الآن

مستقبل العمل: وظائف في مأمن من تطور الذكاء الاصطناعي حتى الآن

2023-06-08 2:26 م

وظائف مستقرة في مأمن من تطور الذكاء الاصطناعي حتى الآن

 

قدر المنتدى الاقتصادي العالمي أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل نحو 85 مليون وظيفة بحلول عام 2025، وأن أي صناعة جديدة تنشأ في المستقبل القريب ستدمج أحدث ابتكارات تلك التكنولوجيا الحديثة، كما سيتم بناء صناعات المستقبل على أسس التكنولوجيا الرقمية وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي، فمع قبول الروبوتات المستقلة ذات التحكم الذاتي والذكاء الاصطناعي التوليدي، سيصل الذكاء الاصطناعي في نهاية المطاف إلى كل صناعة قائمة تقريباً ويحولها بشكل أو بآخر.

 

وفي حين سيحتل الذكاء الاصطناعي بعض الوظائف وأجزاء ومهام من وظائف أخرى، إلا أن هنالك مهناً لن تتأثر بشكل كامل بتطورات هذا المجال، وربما ستظل محمية سنوات عدة مقبلة، فهو ما زال يقتصر على المهام التي يتم برمجتها مسبقاً، أي ما زال عمله مرتبطاً بعمل الإنسان، إضافة إلى تطلبه الصيانة والإشراف المستمر، فعلى سبيل المثال لا يمكنه أداء المهام التي تنطوي على التفكير، مثل تحليل الأبحاث التسويقية أو إدارة العلاقات بين الأشخاص وغيرها كثير، وما زال يفتقر إلى التفكير النقدي والإبداع البشري والذكاء الاجتماعي أو العاطفي، ولذلك ليس لديه إحساس بالأمان مثلاً أو الخصوصية ولا يمكنه التعبير عن المشاعر، بالتالي ستظل الوظائف التي تتطلب الإبداع والتعاطف والأدوار السياسية والاستراتيجية المعقدة في مأمن.

 

وعلى رغم أن الآراء تتعدد في تحديد المهن المحمية بشكل دقيق، لكن بالعموم تميل المجالات الأقل تعرضاً للحوسبة إلى العمل اليدوي أو الخارجي أو المعرفة المتخصصة، فالوظائف التي تتطلب كثيراً من الحركة والبراعة والقدرة على حل المشكلات في بيئات غير متوقعة، مثل الكهربائي والسباك والحداد وما شابه ذلك ربما يكون من الصعب حوسبتها، ومهن كتلك مرتبطة بالإدارة التنفيذية والعلاقات العامة يصعب على الآلة محاكاة ما تتطلبه من مهارات بشرية كالثقة والجرأة والقيادة والمثابرة والتواصل الفعال وغيرها.

 

والأكيد أن الذكاء الاصطناعي ما زال مفتقراً حتى الآن إلى ابتكار شيء جديد وأصلي، فبإمكانه فقط اتباع التعليمات والتعامل مع ما هو موجود مسبقاً في قاعدة البيانات الخاصة به، لذا من غير المرجح أن يحل محل الفنانين ومصممي العمارة والغرافيك، فمهن كهذه ترتكز بشكل أساس على فهم متطلبات العملاء وتتطلب شعوراً كبيراً فيما يتعلق بالفهم الفني والتقني.

 

وعلى رغم تمكن تقنيات الذكاء الاصطناعي من التحقق من الكتابة بحثاً عن الأخطاء الإملائية أو كشف عمليات الانتحال، فإنها لا تزال تفتقر إلى بعض الجوانب العميقة التي تنطوي عليها مراجعة المحتوى، إذ تتضمن هذه المهمة المراجعة مع الأخذ في الاعتبار مقصد الكتابة والجمهور المستهدف، إضافة إلى مهارات التحقق من الوقائع والاستنتاج والتفكير المنطقي التي يمتلكها البشر فقط.

 

المصدر

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments