هل يشهد عام 2020 انتخابات فلسطينية؟ (تقرير)

هل يشهد عام 2020 انتخابات فلسطينية؟ (تقرير)

2019-12-27 3:00 ص

يأمل الفلسطينيون، أن يشهد عام 2020 انتخابات فلسطينية، من شأنها بناء نظام سياسي جديد كخطوة على طريق إنهاء الانقسام بين حركتي “فتح”، و”حماس”.

 

رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول

 

– عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، عباس زكي: فتح تتمسك بعقد الانتخابات، لكن ننتظر الموافقة الإسرائيلية على إجرائها في القدس المحتلة

 

– الكاتب والمحلل الفلسطيني طلال عوكل: إسرائيل تتحكم بكل شيء، هل ستوافق على عقد الانتخابات في مدينة القدس؟ أشك كثيرا، وفي حال موافقتها هناك أبعاد سياسية كبيرة، ولا تسمح أن تخدش هيبتها هناك

 

– أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل جنوبي الضفة، بلال الشوبكي: لا يوجد رغبة فلسطينية حقيقية لعقد الانتخابات، وما يجري استهلاك إعلامي

 

– سليمان بشارات، مدير مركز يبوس للدراسات السياسية بالضفة (غير حكومي): قد تحدث انتخابات تشريعية على الأقل، في حال ممارسة ضغوط دولية وأوربية على إسرائيل

 

يأمل الفلسطينيون، أن يشهد عام 2020 انتخابات فلسطينية، من شأنها بناء نظام سياسي جديد كخطوة على طريق إنهاء الانقسام بين حركتي “فتح” و”حماس”.

 

ورغم إصرار القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس، وموافقة كافة الفصائل على عقد الانتخابات، إلا أن خبراء يستبعدون عقدها، بحسب قراءتهم.

 

وأرجع الخبراء ذلك إلى عدم وجود رغبة فلسطينية حقيقية لذلك، وللدور الإسرائيلي المعيق، والذي يتوقع رفضه لعقد الانتخابات في مدينة القدس.

 

ومطلع سبتمبر/ أيلول 2019 قال عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه سيدعو لعقد انتخابات عامة فور عودته، وهو ما كان، حيث كلف رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر، لبدء مشاورات عقد الانتخابات.

 

وعلى مدار أسابيع عقد “ناصر” سلسلة اجتماعات مع قيادات وفصائل فلسطينية، أثمرت بموافقة كافة الفصائل على عقد الانتخابات.

 

وعقدت آخر انتخابات رئاسية عام 2005، فيما أجريت آخر انتخابات تشريعية (برلمانية) في 2006.

 

وتحكم “حماس”، قطاع غزة، فيما تدير حركة “فتح” التي يتزعمها عباس، الضفة الغربية، منذ بداية الانقسام الفلسطيني، عام 2007.

 

قال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، عباس زكي، إن اللجنة في حالة انعقاد دائم، لبحث أي تطورات على ملف الانتخابات.

 

وأضاف للأناضول، “فتح تتمسك بعقد الانتخابات، لكن ننتظر الموافقة الإسرائيلية على إجرائها في القدس المحتلة”، واستدرك “لا انتخابات دون القدس”.

 

ولم يصدر الرئيس عباس بعد مرسوما رئاسيا بعقد الانتخابات، في حين تطالبه فصائل منها “حماس” بإصدار المرسوم فورا.

 

لكن “زكي” قال إن “هناك خشية من إصدار المرسوم وتبدأ الإجراءات على الأرض في الضفة وغزة، وتعرقل إسرائيل العمل في القدس”.

 

وأشار أن عقد الانتخابات دون القدس تفريط في المدينة المقدسة.

 

وتدرس القيادة الفلسطينية وحركة فتح سيناريوهات عدة في حال رفضت إسرائيل عقد الانتخابات في القدس، بحسب “زكي”.

 

الرئيس الفلسطيني قال خلال افتتاح اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح في رام الله، الأربعاء، إنه لن يقبل بإجراء انتخابات رئاسية أو تشريعية فلسطينية دون أن تسمح إسرائيل للمقدسيين بالتصويت في قلب القدس وليس بضواحيها.

 

وأضاف “يجب أن تجرى الانتخابات لكن ليس بأي ثمن”.

 

وسبق أن سمحت إسرائيل بإجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس عام 1996، كما سمحت بإجراء آخر انتخابات رئاسية عام 2005، وآخر انتخابات تشريعية عام 2006، وسط ضغوط دولية عليها.

 

وتزعم إسرائيل أن مدينة القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لها وخاضعة لسيادتها الكاملة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون والدول العربية، ولا تعترف به الأمم المتحدة ومعظم دول العالم.

 

وشددت إسرائيل من قبضتها على القدس الشرقية منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نهاية 2017 عن القدس بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، ونقلها السفارة الأمريكية إلى المدينة منتصف 2018.

 

الكاتب والمحلل الفلسطيني طلال عوكل، قال إنه يستبعد عقد انتخابات فلسطينية خلال العام 2020.

 

وأوضح “هناك أسباب كثيرة تدعو لذلك، ما الذي تغير بالواقع الفلسطيني، والانقسام؟، هل ستغير شيء؟ أشك، هل التشريعي في حال انتخابه يكون عنوان لشراكة وطنية شاملة، ويعيد بناء النظام السياسي؟ برأيي لا”.

 

وقال إن “إسرائيل تتحكم بكل شيء، هل ستوافق على عقد الانتخابات في مدينة القدس؟ أشك كثيرا، وفي حال موافقتها هناك أبعاد سياسية كبيرة، ولا تسمح أن تخدش هيبتها هناك”.

 

وتابع “لذلك أشك أن هناك إمكانية عقد انتخابات”.

 

ولفت أن الوضع الفلسطيني الراهن لن يتغير في عام 2020، وسيبقى الانقسام يراوح مكانه.

 

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل جنوبي الضفة، بلال الشوبكي، قال إنه لا يوجد رغبة فلسطينية حقيقية لعقد الانتخابات، وما يجري استهلاك إعلامي.

 

وأضاف للأناضول “تشهد الضفة الغربية وقطاع غزة، وخاصة الضفة تضييقا على الحريات، وعلى المعارضين، وافتعال الكثير من الملفات العالقة بين طرفي الانقسام”.

 

وتابع “كل جانب يريد القول إنه مع عقد الانتخابات وفي نفس الوقت ليس لديهم القدرة على عقدها محملا الجانب الآخر المسؤولية”.

 

ولفت الشوبكي، أن وجود الاحتلال معيق أساسي في عقد الانتخابات، حيث تصر حركة فتح على عدم عقد الانتخابات دون القدس.

 

وقال “إسرائيل من غير المتوقع أن تقبل عقد انتخابات فلسطينية في القدس، التي تنظر إليها عاصمة دولتها بدعم من الولايات المتحدة”.

 

وأردف “هذا يؤكد نظرية عدم قدرة إدارة حياة سياسية تحت الاحتلال”.

 

ويلخص بالقول “إذن لا توجد رغبة فلسطينية حقيقية لعقد الانتخابات، وإسرائيل لن تقبل عقدها في مدينة القدس”.

 

بدوره شكك سليمان بشارات، مدير مركز يبوس للدراسات السياسية بالضفة (غير حكومي) من عقد الانتخابات، مرجعا ذلك إلى أن الحالة السياسية الفلسطينية مرتبطة بعدد من العوامل، أهمها الحالة السياسية الإسرائيلية، وإمكانية قبول إسرائيل بالسماح بعقد انتخابات فلسطينية بالقدس المحتلة.

 

وأضاف أنه قد تحدث انتخابات تشريعية على الأقل، في حال ممارسة ضغوط دولية وأوربية على إسرائيل، لافتا وجود ضغوط على الفلسطينيين لعقد انتخابات.

 

المصدر

0 0 vote
Article Rating

اترك تعليقاً

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments